وأكد قائد الثورة في ندائه الذي تمت قراءته اليوم الاثنين في مراسم البراءة من المشركين التي أقيمت في صحراء عرفات، بان أي قول أو عمل يشعل نار الاختلاف بين المسلمين ويهين مقدساتهم فانه يخدم معسكر الكفر وهو خيانة للإسلام ومحرّم شرعا.
وفيما يلي نص نداء آية الله خامنئي:
“بسم الله الرحمن الرحيم”
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين
حلول موسم الحج يعد عيدا كبيرا للامة الإسلامية. وهو فرصة ثمينة توفرها هذه الأيام الكريمة كل عام لمسلمي العالم. ووصفة معجزة لو عُرفت قيمتها و وُظفت بالشكل المناسب فإنها ستعالج كثيرا من الأضرار ونقاط الضعف في العالم الاسلامي.
الحج نبع متدفق للفيض الالهي. وكل واحد منكم أيها الحجاج السعداء حالفه الحظ لتطهير القلب والروح بالشكل المناسب من خلال هذه الاعمال والمناسك المملوءة بالصفاء والمعنويات. ولتتزودوا من نبع الرحمة والعزة والقدرة لجميع عمركم. من خلال الخشوع والتسليم في مقابل الله الرحيم. والالتزام بالواجبات التي وضعت على عاتق المسلمين. والنشاط والفعالية والمبادرة لاعمال الدين والدنيا. والتراحم والعفو في التعامل مع الاخوان، والجرأة والثقة بالنفس في مقابل الحوادث الصعبة والأمل بعون الله ومساعدته في كل مكان وفي كل شيء، وبعبارة وجيزة يمكنكم العمل على صناعة واعداد أنفسكم كانسان على الطراز الاسلامي في هذه الساحة الالهية للتعليم والتربية وتزيين أنفسكم بهذه الخصال والاستفادة من هذه الذخائر لوطنكم وامتكم وفي النتيجة أخذها كهدية للامة الاسلامية.
إن أكثر ما تحتاجه الامة الاسلامية اليوم هو أناس يتمتعون بالفكر والعمل إلى جانب الايمان والصفاء والاخلاص، والمقاومة في مقابل الأعداء الحاقدين إلى جانب الاعداد المعنوي والروحي. وهذا هو الطريق الوحيد لنجاة المجتمع الاسلامي الكبير من المصائب التي تلم به جهارا من قبل الأعداء أو بسبب ما علق بهم في الأزمان السالفة من ضعف العزم والايمان والبصيرة.
لا شك أن العصر الحاضر هو عصر الصحوة واكتشاف الهوية بالنسبة للمسلمين. وهذه الحقيقة يمكن التوصل إليها بوضوح من خلال الأزمات التي تواجهها الدول الاسلامية. وفي هذه الظروف بالذات فإن العزم والإرادة المعتمدة على الإيمان والتوكل والبصيرة والتدبير يمكنها أن تأخذ بأيدي الامم الاسلامية في هذه الازمات إلى النصر ورفع الرأس أن يكون مصيرها العزة والكرامة.
إن الجبهة المقابلة التي لا تطيق يقظة وعزة المسلمين استنفرت جميع وسائلها الأمنية والنفسية والعسكرية والاقتصادية والدعائية لإرباك المسلمين وقمعهم وإلهائهم بأنفسهم. ونظرة واحدة على وضع دول غرب اسية من باكستان وافغانستان الى سورية والعراق وفلسطين ودول الخليج الفارسي ودول شمال افريقيا ايضا من ليبية ومصر الى السودان وبعض الدول الاخرى يوضح كثيرا من الحقائق: الحروب الداخلية. والعصبيات الدينية والطائفية العمياء. والاضطراب السياسي، وانتشار الارهاب الصارخ. وظهور مجموعات وتيارات متزمتة تقوم على طريقة الاقوام المتوحشين في التاريخ بشق صدور البشر وتمزق قلوبهم بأسنانها، والمسلحون الذين يقتلون الاطفال والنساء ويقطعون رؤوس الرجال ويعتدون على اعراضهم. وفي بعض الحالات يتم ارتكاب هذه الجرائم المخجلة والمثيرة للاشمئزاز باسم الدين وتحت رايته.
إن كل ذلك هو نتاج المخططات الشيطانية والاستكبارية للأجهزة الامنية الأجنبية وعملاء الحكومات العميلة لها في المنطقة وهي تحصل في الدول التي تتوفر فيها الأرضيات المستعدة. وتحول حياة شعوبها إلى جحيم وتذيقهم المرارة. ومن المؤكد انه في مثل هذه الاوضاع والظروف لا يمكن توقع ان تقوم الدول الاسلامية بتلافي النواقص المادية والمعنوية والوصول الى التقدم العلمي والاقتدار الدولي الذي هو من بركات الصحوة و وجدان الهوية.
هذه الاوضاع المؤسفة يمكن أن تجعل الصحوة الاسلامية عقيمة وأن تهدر الاستعدادات الروحية التي ظهرت في العالم الاسلامي وتعيد مرة أخرى الامم الاسلامية الى حالة الركود والانزواء والانحطاط وتدفع الى زوايا النسيان قضاياها الاساسية والمهمة كإنقاذ فلسطين والامم الاسلامية من المؤامرات الامريكية والصهيونية.
إن العلاج البنيوي والأساسي يمكن تلخيصه في جملتين وكلاهما من ابرز دروس الحج:
الأولى: اتحاد وتآخي المسلمين تحت لواء التوحيد. الثانية: معرفة العدو و مواجهة مخططاته وأساليبه.
إن تقوية روح الاخوة والتآخي هي درس الحج الأكبر. في الحج الجدال والخشونة مع الآخرين ممنوعة. واللباس واحد والاعمال واحدة والحركات واحدة. والتعامل الرؤوف هنا يعنى المساواة والاخوة بين جميع الاشخاص الذين يعتقدون بمركز التوحيد. وهذا هو جواب الاسلام الصريح لكل فكر وعقيدة ودعوة تدعو لاخراج فرقة من المسلمين المؤمنين بالكعبة والتوحيد من دائرة الاسلام.
إن العناصر التكفيرية صارت اليوم ألعوبة بيد الساسة الصهاينة الغدارين وحماتهم الغربيين وتقوم بجرائم كبيرة وتسفك دماء المسلمين والابرياء.
وليعلم الدعاة والمتزييين بلباس رجال الدين الذين ينفخون في نار الاختلافات بين الشيعة والسنة وأمثالها ليعلموا أن نفس مراسم الحج تبطل مدعاهم.
انني ككثير من علماء الاسلام والحريصين على الامة الاسلامية اعلن مرة اخرى ان اي قول او عمل يشعل نار الاختلاف بين المسلمين، وأيضا اي اهانة لمقدسات اي من الفرق الاسلامية او تكفير احد المذاهب الاسلامية هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للاسلام ومحرم شرعا.
ان معرفة العدو واساليبه هي الركن الثاني. كما لا يجوز الغفلة عن وجود العدو الحاقد او نسيانه. والمراسم المتعددة لرمي الجمرات في الحج هي علامة رمزية على هذا الاستحضار الذهني الدائم لعدم الغفلة عن العدو.
ثانيا لا يجوز الوقوع في خطأ تحديد العدو الاساسي الذي هو اليوم نفس جبهة الاستكبار العالمي والشبكه الصهيونية المجرمة.
وثالثا يجب تشخيص اساليب هذا العدو المعاند والمتمثلة بإيقاع الفرقة بين المسلمين وترويج الفساد السياسي والاخلاقي وتهديد وتطميع النخب والضغط الاقتصادي على الشعوب والتشكيك في العقائد الاسلامية كما يجب معرفة المرتبطين به وأياديهم سواء ارتبطوا به عن قصد أو غير قصد.
إن الدول المستكبرة ووفي مقدمتها امريكا وبمساعدة وسائلها الاعلامية الواسعة والمتطورة تقوم باخفاء وجهها الحقيقي كما تقوم بخداع الرأي العام للامم والشعوب من خلال التظاهر بحماية حقوق الانسان والديمقراطية. إن هؤلاء يتظاهرون بالدفاع عن حقوق الشعوب في الوقت الذي تكتوي فيه الشعوب الاسلامية بكل كيانها بنار فتنهم كل يوم اكثر من الماضي.
إن نظرة واحدة الى الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتلقى يوميا طعنات الجرائم الكيان الصهيوني وحماته على مدى عشرات السنين او الى بلدان افغانستان وباكستان والعراق حيث حول الارهاب الذي هو وليد سياساتهم الاستكبارية وأياديهم الاقليمية حياة شعوبها الى جحيم.
او نظرة الى سورية التي تتعرض بجرم دعم تيار المقاومة ضد الصهيونية إلى امواج حقد المتسلطين الدوليين وعملائهم في المنطقة ، حيث أضحت اسيرة حرب دموية (داخلية)
أو نظرة الى البحرين أو الى ميانمار حيث يتم التعامي عما يتعرض له المسلمون من المحن ويتم دعم أعدائهم.
أو نظرة الى الشعوب الاخرى التي يتم تهديدها عسكريا باستمرار من قبل امريكا او حلفاؤها او تحاصر اقتصاديا أو تهدد امنيا.
إن كل ذلك يري الوجه الحقيقي لقادة النظام السلطوي.
يجب على النخب السياسية والثقافية والدينية في جميع انحاء العالم الاسلامي أن تلتزم ببيان هذه الحقائق. وهذا واجب اخلاقي وديني علينا جميعا.
إن دول شمال افريقيا التي هي في معرض الاختلافات العميقة للاسف اكثر من غيرها يجب أن تنتبه الى هذه المسؤولية العظيمة أعني معرفة العدو وأساليبه وحيله. إن استمرار الاختلافات بين التيارات الوطنية والغفلة عن خطر الحرب الداخلية في هذه البلدان خطر كبير لا يمكن تلافي اضراره الكبيرة على الامة الاسلامية في المدى القريب.
نحن بالطبع لا شك لدينا بأن الشعوب التي نهضت في تلك المنطقة وجسدت الصحوة الاسلامية لن تسمح _بإذن الله_ بعودة عقارب الساعة الى الوراء وعودة الزعماء الفاسدين والعملاء والديكتاتوريين. لكن الفغلة عن دور القوى الاستكبارية في اثارة الفتن والتدخل المخرب ستزيد من صعوبة عملهم. وستؤخر عصر العزة والامن والرفاه لسنوات. نحن نؤمن بقدرة الشعوب وبالقدرة التي وضعتها حكمة الله في عزم وايمان وبصيرة جماهير الشعب. ونؤمن بها من اعماق القلب ورأينها بأم العين قبل ثلاثة عقود في الجمهورية الاسلامية في ايران وعايشناها بكل كياننا.
إن عزمنا هو دعوة جميع الشعوب الاسلامية الى النظر في تجربة اخوانهم في هذا البلد العزيز والذي لا يعرف الكلل.
أدعو الله تعالى أن يصلح حال جميع المسلمين وأن يدفع كيد أعدائهم. ويقبل حجكم يا حجاج بيت الله الحرام. وأسأله السلامة لكم في الجسد والروح وأن يفيض عليكم من خزائن رحمته.
والسلام عليكم ورحمة الله
السيد علي خامنئي
(الخامس من ذي الحجة 1434 المصادف لـ11 تشرين الأول / اكتوبر 2013م
الحج نبع متدفق للفيض الالهي. وكل واحد منكم أيها الحجاج السعداء حالفه الحظ لتطهير القلب والروح بالشكل المناسب من خلال هذه الاعمال والمناسك المملوءة بالصفاء والمعنويات. ولتتزودوا من نبع الرحمة والعزة والقدرة لجميع عمركم. من خلال الخشوع والتسليم في مقابل الله الرحيم. والالتزام بالواجبات التي وضعت على عاتق المسلمين. والنشاط والفعالية والمبادرة لاعمال الدين والدنيا. والتراحم والعفو في التعامل مع الاخوان، والجرأة والثقة بالنفس في مقابل الحوادث الصعبة والأمل بعون الله ومساعدته في كل مكان وفي كل شيء، وبعبارة وجيزة يمكنكم العمل على صناعة واعداد أنفسكم كانسان على الطراز الاسلامي في هذه الساحة الالهية للتعليم والتربية وتزيين أنفسكم بهذه الخصال والاستفادة من هذه الذخائر لوطنكم وامتكم وفي النتيجة أخذها كهدية للامة الاسلامية.
إن أكثر ما تحتاجه الامة الاسلامية اليوم هو أناس يتمتعون بالفكر والعمل إلى جانب الايمان والصفاء والاخلاص، والمقاومة في مقابل الأعداء الحاقدين إلى جانب الاعداد المعنوي والروحي. وهذا هو الطريق الوحيد لنجاة المجتمع الاسلامي الكبير من المصائب التي تلم به جهارا من قبل الأعداء أو بسبب ما علق بهم في الأزمان السالفة من ضعف العزم والايمان والبصيرة.
لا شك أن العصر الحاضر هو عصر الصحوة واكتشاف الهوية بالنسبة للمسلمين. وهذه الحقيقة يمكن التوصل إليها بوضوح من خلال الأزمات التي تواجهها الدول الاسلامية. وفي هذه الظروف بالذات فإن العزم والإرادة المعتمدة على الإيمان والتوكل والبصيرة والتدبير يمكنها أن تأخذ بأيدي الامم الاسلامية في هذه الازمات إلى النصر ورفع الرأس أن يكون مصيرها العزة والكرامة.
إن الجبهة المقابلة التي لا تطيق يقظة وعزة المسلمين استنفرت جميع وسائلها الأمنية والنفسية والعسكرية والاقتصادية والدعائية لإرباك المسلمين وقمعهم وإلهائهم بأنفسهم. ونظرة واحدة على وضع دول غرب اسية من باكستان وافغانستان الى سورية والعراق وفلسطين ودول الخليج الفارسي ودول شمال افريقيا ايضا من ليبية ومصر الى السودان وبعض الدول الاخرى يوضح كثيرا من الحقائق: الحروب الداخلية. والعصبيات الدينية والطائفية العمياء. والاضطراب السياسي، وانتشار الارهاب الصارخ. وظهور مجموعات وتيارات متزمتة تقوم على طريقة الاقوام المتوحشين في التاريخ بشق صدور البشر وتمزق قلوبهم بأسنانها، والمسلحون الذين يقتلون الاطفال والنساء ويقطعون رؤوس الرجال ويعتدون على اعراضهم. وفي بعض الحالات يتم ارتكاب هذه الجرائم المخجلة والمثيرة للاشمئزاز باسم الدين وتحت رايته.
إن كل ذلك هو نتاج المخططات الشيطانية والاستكبارية للأجهزة الامنية الأجنبية وعملاء الحكومات العميلة لها في المنطقة وهي تحصل في الدول التي تتوفر فيها الأرضيات المستعدة. وتحول حياة شعوبها إلى جحيم وتذيقهم المرارة. ومن المؤكد انه في مثل هذه الاوضاع والظروف لا يمكن توقع ان تقوم الدول الاسلامية بتلافي النواقص المادية والمعنوية والوصول الى التقدم العلمي والاقتدار الدولي الذي هو من بركات الصحوة و وجدان الهوية.
هذه الاوضاع المؤسفة يمكن أن تجعل الصحوة الاسلامية عقيمة وأن تهدر الاستعدادات الروحية التي ظهرت في العالم الاسلامي وتعيد مرة أخرى الامم الاسلامية الى حالة الركود والانزواء والانحطاط وتدفع الى زوايا النسيان قضاياها الاساسية والمهمة كإنقاذ فلسطين والامم الاسلامية من المؤامرات الامريكية والصهيونية.
إن العلاج البنيوي والأساسي يمكن تلخيصه في جملتين وكلاهما من ابرز دروس الحج:
الأولى: اتحاد وتآخي المسلمين تحت لواء التوحيد. الثانية: معرفة العدو و مواجهة مخططاته وأساليبه.
إن تقوية روح الاخوة والتآخي هي درس الحج الأكبر. في الحج الجدال والخشونة مع الآخرين ممنوعة. واللباس واحد والاعمال واحدة والحركات واحدة. والتعامل الرؤوف هنا يعنى المساواة والاخوة بين جميع الاشخاص الذين يعتقدون بمركز التوحيد. وهذا هو جواب الاسلام الصريح لكل فكر وعقيدة ودعوة تدعو لاخراج فرقة من المسلمين المؤمنين بالكعبة والتوحيد من دائرة الاسلام.
إن العناصر التكفيرية صارت اليوم ألعوبة بيد الساسة الصهاينة الغدارين وحماتهم الغربيين وتقوم بجرائم كبيرة وتسفك دماء المسلمين والابرياء.
وليعلم الدعاة والمتزييين بلباس رجال الدين الذين ينفخون في نار الاختلافات بين الشيعة والسنة وأمثالها ليعلموا أن نفس مراسم الحج تبطل مدعاهم.
انني ككثير من علماء الاسلام والحريصين على الامة الاسلامية اعلن مرة اخرى ان اي قول او عمل يشعل نار الاختلاف بين المسلمين، وأيضا اي اهانة لمقدسات اي من الفرق الاسلامية او تكفير احد المذاهب الاسلامية هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للاسلام ومحرم شرعا.
ان معرفة العدو واساليبه هي الركن الثاني. كما لا يجوز الغفلة عن وجود العدو الحاقد او نسيانه. والمراسم المتعددة لرمي الجمرات في الحج هي علامة رمزية على هذا الاستحضار الذهني الدائم لعدم الغفلة عن العدو.
ثانيا لا يجوز الوقوع في خطأ تحديد العدو الاساسي الذي هو اليوم نفس جبهة الاستكبار العالمي والشبكه الصهيونية المجرمة.
وثالثا يجب تشخيص اساليب هذا العدو المعاند والمتمثلة بإيقاع الفرقة بين المسلمين وترويج الفساد السياسي والاخلاقي وتهديد وتطميع النخب والضغط الاقتصادي على الشعوب والتشكيك في العقائد الاسلامية كما يجب معرفة المرتبطين به وأياديهم سواء ارتبطوا به عن قصد أو غير قصد.
إن الدول المستكبرة ووفي مقدمتها امريكا وبمساعدة وسائلها الاعلامية الواسعة والمتطورة تقوم باخفاء وجهها الحقيقي كما تقوم بخداع الرأي العام للامم والشعوب من خلال التظاهر بحماية حقوق الانسان والديمقراطية. إن هؤلاء يتظاهرون بالدفاع عن حقوق الشعوب في الوقت الذي تكتوي فيه الشعوب الاسلامية بكل كيانها بنار فتنهم كل يوم اكثر من الماضي.
إن نظرة واحدة الى الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتلقى يوميا طعنات الجرائم الكيان الصهيوني وحماته على مدى عشرات السنين او الى بلدان افغانستان وباكستان والعراق حيث حول الارهاب الذي هو وليد سياساتهم الاستكبارية وأياديهم الاقليمية حياة شعوبها الى جحيم.
او نظرة الى سورية التي تتعرض بجرم دعم تيار المقاومة ضد الصهيونية إلى امواج حقد المتسلطين الدوليين وعملائهم في المنطقة ، حيث أضحت اسيرة حرب دموية (داخلية)
أو نظرة الى البحرين أو الى ميانمار حيث يتم التعامي عما يتعرض له المسلمون من المحن ويتم دعم أعدائهم.
أو نظرة الى الشعوب الاخرى التي يتم تهديدها عسكريا باستمرار من قبل امريكا او حلفاؤها او تحاصر اقتصاديا أو تهدد امنيا.
إن كل ذلك يري الوجه الحقيقي لقادة النظام السلطوي.
يجب على النخب السياسية والثقافية والدينية في جميع انحاء العالم الاسلامي أن تلتزم ببيان هذه الحقائق. وهذا واجب اخلاقي وديني علينا جميعا.
إن دول شمال افريقيا التي هي في معرض الاختلافات العميقة للاسف اكثر من غيرها يجب أن تنتبه الى هذه المسؤولية العظيمة أعني معرفة العدو وأساليبه وحيله. إن استمرار الاختلافات بين التيارات الوطنية والغفلة عن خطر الحرب الداخلية في هذه البلدان خطر كبير لا يمكن تلافي اضراره الكبيرة على الامة الاسلامية في المدى القريب.
نحن بالطبع لا شك لدينا بأن الشعوب التي نهضت في تلك المنطقة وجسدت الصحوة الاسلامية لن تسمح _بإذن الله_ بعودة عقارب الساعة الى الوراء وعودة الزعماء الفاسدين والعملاء والديكتاتوريين. لكن الفغلة عن دور القوى الاستكبارية في اثارة الفتن والتدخل المخرب ستزيد من صعوبة عملهم. وستؤخر عصر العزة والامن والرفاه لسنوات. نحن نؤمن بقدرة الشعوب وبالقدرة التي وضعتها حكمة الله في عزم وايمان وبصيرة جماهير الشعب. ونؤمن بها من اعماق القلب ورأينها بأم العين قبل ثلاثة عقود في الجمهورية الاسلامية في ايران وعايشناها بكل كياننا.
إن عزمنا هو دعوة جميع الشعوب الاسلامية الى النظر في تجربة اخوانهم في هذا البلد العزيز والذي لا يعرف الكلل.
أدعو الله تعالى أن يصلح حال جميع المسلمين وأن يدفع كيد أعدائهم. ويقبل حجكم يا حجاج بيت الله الحرام. وأسأله السلامة لكم في الجسد والروح وأن يفيض عليكم من خزائن رحمته.
والسلام عليكم ورحمة الله
السيد علي خامنئي
(الخامس من ذي الحجة 1434 المصادف لـ11 تشرين الأول / اكتوبر 2013م