احيا اكثر من 20 مليون زائر من العراق والعالم الثلاثاء ذكرى اربعين الامام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة في اكبر تجمع بشري في العالم وسط اجراءات امنية مشددة.

وتوافدت حشود الزوار الذين جاء اغلبهم سيرا على الاقدام من جميع انحاء العراق، على مدى الايام الماضية في ظل اجراءات امنية مشددة اتخذتها القوى الامنية على طول الطرق المؤدية الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد).
وغصت شوارع المدينة بالزوار الذين ارتدوا ملابس سوداء فيما انتشرت الرايات الحسينية في كل مكان، وتعالت عبر مكبرات الصوت المراثي الدينية تروي ذكرى واقعة الطف  التي وقعت في محرم عام 61 هجرية حيث استشهد الامام الحسين (ع) واصحابه الاوفايءد على يد الجيش الاموي.
وبالاضافة الى زيارة ضريحي الامام الحسين واخيه ابو الفضل العباس عليهما ، يقوم الزوار المتشحون بالسواد بقطع مسافة الطريق بينهما وهم يلطمون على صدورهم واكتافهم رافعين الرايات الخضراء والحمراء والسوداء.
وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف الخطابي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية ان 20 مليون زائر، بينهم مليون زائر عربي واجنبي، حضروا الى كربلاء على مدى ايام الزيارة.
 يذكر ان الزوار من خارج العراق بلغ عددهم اكثر من 3ر1 مليون شخص قدموا من 47 دولة في العالم، غالبيتهم من الايرانيين الذين بلغ عددهم نحو 600 الف زائر.
ولكثرة اعداد الزائرين من مختلف دول العالم وخاصة من الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولاكتمال حجوزات فنادق كربلاء التي تبلغ 700 فندق، وافقت المحافظة على مقترح منظمة الحج والزيارة الايرانية باستخدام بعض مدارسها لايواء زوار ايرانيين فيها على ان يقوم الجانب الايراني بترميم تلك المدارس.
وعن المواكب الحسينية التي شاركت في خدمة الزوار، قال رياض النعمة مسؤول المواكب الحسينية في العتبة الحسينية "شارك اربعة آلاف موكب من العراق وبلدان عربية كالكويت والسعودية والبحرين بتقديم خدمات الطعام والشراب والمبيت للزائرين".
ودفعت التهديد بحدوث هجمات ارهابية السلطات الى نشر 38 الف جندي وشرطي في كربلاء والطرق المحيطة بها اضافة الى 2500 شرطية و1750 متطوعة لتفتيش النساء في كل نقاط التفتيش في المدينة، التي تخضع ايضا لمراقبة جوية، بحسب ما افاد قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي.
وكانت هجمات استهدفت زوارا شيعة في الايام العشرة الماضية اودت بحياة نحو 80 شخصا، قتل معظمهم في هجمات نفذها ارهابيون تكفيريون ووقعت غالبيتها في مناطق تقع الى جنوب بغداد.
ولم تثن التهديدات والهجمات الدامية الزوار من التوجه الى كربلاء.
وقال جاسم جابر ( 40 عاما) الذي جاء من البصرة في جنوب البلاد "تركت عملي وجئت الى كربلاء سيرا على الاقدام ووصلت بعد 12 يوم مسير، وفي ذلك اجر وثواب".
واضاف "نحن تحدينا الارهاب ونتمنى ان نموت في طريق الحسين والحمد لله الامن والخدمات جيدة ويا ليت السياسيون يتعلمون من ثورة الحسين الذي ثار ضد الظلم والفساد كي يصلحوا وضع البلد".
من جهته، قال سعيد باسم صاحب موكب البقيع الذي يشمل مناطق الاحساء والقطيف والمدينة المنورة في السعودية "نحن في هذا المكان منذ عشرة ايام نقدم الخدمة للزائرين".
وتابع "لا يهمنا الارهاب والتحديات ونموت في سبيل حب الامام الحسين الذي قتل في سبيل الاسلام وقد جئنا مع مجموعة من ابناء السعودية الشيعة لاحياء الاربعينية في كربلاء"./انتهى/