أكد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان أن الشعب البحريني ماضٍ في طريقه وثورته حتى تحقيق المطالب العادلة والتحول الديمقراطي.

وقال الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الاسلامية" أن استمرار الانتهاكات التي تمارسها السلطة في البحرين اتجاه الشعب، لا تعطي مؤشر على رغبة جادة من قبلها في إقامة حوار حقيقي، مؤكداً على أنه بعد مضي شهر كامل على فكرة انطلاق حوار جديد، لم تلمس المعارضة خطوات جادة، داعياً النظام لتغيير سلوكه.
وأضاف الشيخ علي سلمان في لقاء خاص مع قناة "المنار" في الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة : أن شعب البحرين مقسوم بين من يرى في ولي العهد «حمد بن عيسى آل خليفة» الشخص القادر على الوصول بالبحرين إلى الحل الحقيقي، ومن يعتقد أنه شريك فيما يجري.
وبيّن الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية أن قوى المعارضة قدمت مرئياتها للسلطة وتنتظر ما سيحدث، متابعاً "الشعب ينظر إلى حوار يعالج نقطة رئيسية تتمثل في المشاركة في القرار وتشكيل السلطات، ولغاية هذه اللحظة قطار الحوار لم يتحرك ولو خطوة واحدة نحو الأمام، مما يبعث نوع من الشعور العام بانخفاض الجدية. لا تفاؤل موجود، ولا سد للأبواب من جانب آخر".
وفي تعليقه على فكرة الانقسام داخل النظام قال "هناك عقليات متحفظة اقصائية ترفض مشاركة الشعب في إدارة الدولة، ترى أن أسلوب القبيلة يجب أن يسيطر على الحكم"، مشيراً إلى أن الجانب الآخر يتفهم حاجة البحرين في الانتقال إلى إطار يتناسب مع عام 2014، ومع الثورة والمتغيرات الإقليمية والدولية، متابعاً: "ولكن من يملك الصوت الأعلى هم الإقصائيون في الوقت الحالي".
وربط الشيخ علي سلمان جدية السلطة في الحوار بعدة أمور، على رأسها غياب لغة القمع من قبل السلطة، وإيجاد لغة تسامحية من الطرفين، إضافة إلى الإفراج عن المتعقلين السياسيين، واستعادة جنسيات من سحبت منهم، علاوة عن احترام الحريات العامة، مستطرداً "ذلك إذا كنا في البحرين نتجه للحل الحقيقي، أما إذا كانت دعوات الحوار شكلية وغطاء للمراوغة وكسب الوقت فتلك برامج مريضة غير منتجة فشلت على مدى 3 سنوات".
ووجه الشيخ سلمان رسالة للسلطة بأن الشعب "ليس في حالة ثورة عاطفية، بل ثورة عاقلة ستمضي لنهايتها، سواءً استلزم هذا الأمر سنة أو عشر سنوات، وصولاً لدولة ديمقراطية تحتضن الجميع سنة وشيعة، ولا تراجع عن ذلك"، مبينا أن الثورة باتت ثقافة قائمة بحد ذاتها بالنسبة للشعب البحريني.
سلمان أشار إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهت ثورة البحرين على الصعيد الدولي هو موقعها الجغرافي وعدد السكان إضافة للاقتصاد المحدود، متابعاً "الموقف الدولي لم يكن منصفاً لشعب البحرين، يعرف حقيقة الأمور بشكل كامل، ولكنه راعا مصالحه مع دول المنطقة، لهذا عاش حالة من الازدواج والنفاق السياسي، ولم تكن له مواقف واضحة".
وأكد الأمين العام على أنه بالرغم من ذلك إلا أن العالم بأكمله يشعر بحالة من تأنيب الضمير إزاء موقفه اللا أخلاقي، الأمر الذي يدفعه لمراجعة موقفه مما يحدث في البحرين، مشيراً إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة باتتا في وضع محرج، وأن هنالك تغيير يسير ببطء في مراكز القرار بالنسبة لتلك الدول.
واختتم الشيخ علي سلمان بالتأكيد على أن الشعب البحريني ماضٍ في طريقه وثورته حتى تحقيق المطالب العادلة والتحول الديمقراطي، مخاطباً المجتمع الدولي بقوله "شعب البحرين ذكي وسيكافئ من وقف بجانبه، ولكن في المقابل سيكون له موقف غير ايجابي وسيحاسب الطرف الآخر"./انتهى/