حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من محاولات تحميل الحكومة السورية وأنظمة أخرى في العالم جرائم وحشية بالأكاذيب والتلاعب بالوقائع.

وذكرت قناة "روسيا اليوم" ان لافروف اعاد الى الأذهان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأريتري عثمان صالح بموسكو الاثنين ، استخدام صور جرائم قديمة تعود الى فترة الحرب في العراق، لتوثيق جرائم منسوبة لدمشق، كما أشار الى محاولات تشويه الوضع في أوكرانيا بواسطة التلاعب بالمعلومات والصور.
واعتبر أن هناك عددا كبيرا من الوقائع التي تشير الى محاولات متعمدة لتشكيل رأي عام معين إزاء مثل هذه القضايا الدولية عبر التلاعب بالوقائع والأكاذيب.
وشدد على أن المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام يجب أن تكون موضوعية،  منتقدا محاولات بعض الأطراف لاستغلال الواقع في مصالحها الجيوسياسية.
وشدد لافروف على أن معظم القضايا في سورية ليست من صنع السلطات، بل هي ناتجة عن نشاط المجموعات المسلحة.
وبشأن الدعوة التي وجهها الى موسكو اليوم نظيره الأمريكي جون كيري لبذل مزيد من الجهود من أجل إنجاح مفاوضات السلام السورية في جنيف، أكد لافروف أن الجانب الروسي نفذ كل ما تعهد به في هذا الموضوع.
وقال: "يدعوننا دائما الى بذل مزيد من الجهود من أجل تسوية الأزمة السورية ويقولون إنه يتعين على روسيا أن تقنع الأسد بتنفيذ بيان جنيف".
لكنه شدد على أن بيان جنيف، الذي كما يعترف الجميع يجب أن يصبح قاعدة لا بديل عنها للتسوية السورية، يتضمن دعوة الى الحكومة بتعيين مفاوض والى المعارضة لتعيين عدد من المفاوضين، إذ "كان جميع المشاركين في لقاء جنيف في يونيو/حزيران عام 2012، يدركون جيدا أن المعارضة مفتتة".
وتابع أن موسكو تدقق حاليا في معلومات تشير الى أن بعض ممولي المعارضين بدأوا بتشكيل هيئة جديدة، تضم المجموعات التي انسحبت من الائتلاف الوطني سابقا التي لا تؤمن بعملية التفاوض.
وقال الوزير الروسي "أي أن هناك توجاه للخروج من مسار التفاوض والمراهنة مجددا على السيناريو العسكري".
وأضاف :"أن محاولات فرض مهل مصطنعة على عملية جنيف، والتأكيدات على أن المماطلة لم تعد ممكنة، وأن عملية جنيف باتت في خطر، فإن مصدر كل هذه التصريحات هو نفس السياسيين الذين سبق وأن قالوا إنه لا يجوز المماطلة فيما يخص الأزمة الليبية. والجميع يعرفون نتيجة ذلك".
وبشأن تصريحات واشنطن عن نيتها تكثيف ضغوطها على دمشق، قال لافروف إن موسكو ترحب بذلك التوجه، إذا كان الحديث يدور عن الضغوط السياسية.
وتابع قائلا: "كنا ندعو دائما الى أن تعمل الولايات المتحدة بشكل مباشرة مع السلطات في سورية".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده تعمل في مجلس الأمن على وضع قرار دولي خاص بمكافحة الإرهاب في سورية.
وذكر أن الإحصائيات المتوفرة تظهر أن الجماعات المتطرفة التي ازداد عددها في سورية بشكل حاد، والتي لا تخضع لأية هيئة سياسية معارضة، مسؤولة عن معظم المشاكل التي تحدث في سورية.
لكن لافروف تطرق أيضا الى الجهود التي تبذل في مجلس الأمن حاليا من أجل إصدار قرار خاص بالقضايا الإنسانية في سورية، والى المحاولات لتنسيق نص يكون مقبولا للجميع.
وشدد الوزير الروسي في هذا الخصوص على أن مجلس الأمن لن يصدر شيئا يمكن استخدامه كذريعة للتدخل الإنساني في سورية.
وتابع أن لدى موسكو معلومات تؤكد تنامي توريدات الأسلحة والذخائر من الخارج للمقاتلين في سورية بما فيهم الجماعات الأكثر تطرفا.
وقال:"إنهم على أية حال يقومون بأعمال غير شرعية تشكل انتهاكا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ويمكنهم أن يرسلوا الى هناك الخبز والزبدة بدلا من المدافع"./انتهى/