عبر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي عن عدم تفاؤله بالمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 واكد في الوقت ذاته انه لا يعارضها , مشيرا الى ان مؤشرات عدم التفاؤل واضحة في الوقت الحاضر.


وافات وكالة مهر للانباء ان قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم الاثنين الآلاف من اهالي مدينة تبريو وباقي المدن بمحافظة اذربيجان الشرقية بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة اهالي تبريز في 18 فبراير /شباط عام 1978 ضد النظام الملكي البائد.
واعرب قائد الثورة الاسلامية عن شكره لابناء الشعب الايراني العظمي على مشاركته الواسعة في مسيرات 22 بهمن ( 11 فبراير/ شباط) والاحتفاء بالذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية واظهار عظمة الاقتدار الوطني.
واعتبر سماحته ان الصمود والوحدة هما الرسالتان الرئيسيتان لمسيرات العام الحالي , مضيفا : ان الشعب الايراني الذي كانت له مشاركة مكثفة وحماسية في مسيرات 22 بهمن , اعلن انه لن يستسلم لغطرسة وابتزاز امريكا في رده على وقاحة واطماع وقلة ادب المسؤولين الامريكيين.
وانتقد سماحته محاولات البعض لتقديم صورة غير حقيقية عن امريكا للشعب , مضيفا : ان بعض الافراد يحاولون من خلال تلميع صورة امريكا ازالة القبائح واعمال العنف والترويع من هذه الصورة , وتعريف الحكومة الامريكية على انها حكومة انسانية تكن المودة للشعب الايراني ولكن محاولات هؤلاء الافراد لن تحقق نتائجها.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى السجل الاسود للادارة الامريكية في الثمانين عاما الماضية ومنها اشعال الحروب الدامية وارتكاب المجازر ضد الابرياء ودعم الانظمة الدكتاتورية الجائرة ودعم الارهاب الدولي والارهاب الحكومي المتمثل بالكيان الصهيوني المزيف والغاصب والمجرم , وغزو العراق وافغانستان وقتل عشرات الآلاف من الاشخاص , وتأسيس شركات لقتل الافراد والقيام بالاغتيالات مثل بلاك ووتر , وتأسيس جماعات متطرفة تكفيرية.
وتساءل آية الله العظمى الخامنئي قائلا : كيف يمكن تلميع هذه الصورة القبيجة والمجرمة امام الشعب الايراني.
وتطرق سماحته الى ممارسات امريكا العدائية ضد الشعب الايراني , موضحا ان الشعب الايراني ومنذ انقلاب 19 اغسطس عام 1953 ولغاية عام 1979 ومنذ انتصار الثورة الاسلامية ولحد الآن واجه العديد من المكائد المؤامرات والحظر الامريكي , وكانت آخرها الدعم الصلف للرئيس الامريكي لمثيري الفتنة.
ونوه سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى كلمته في بداية العام الجاري في مدينة مشهد المقدسة , وقال : ان بعض اعضاء الحكومة السابقة وكذلك الحكومة الحالية يتصورون انه اذا تفاوضنا مع امريكا حول القضية النووية , فان الموضوع سيتم حله , وانا بسبب اصرارهم على التفاوض بشان الموضوع النووي لم اعارض ذلك , ولكن في نفس الوقت اكدت اني لست متفائلا.
وتابع سماحته : ان مؤشرات عدم التفاؤل بادية منذ الآن , والدليل البارز على ذلك التصريحات السخيفة والمسيئة التي ادلى بها اعضاء الكونغرس والمسؤولين الامريكيين ضد الشعب الايراني.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الايراني رد على هذه الاساءات في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية ووجه صفعة الى المسؤولين الامريكيين.
واضاف سماحته : ان رسالة الشعب الايراني في مسيرات 22 بهمن الى جميع المسؤولين في ادارة الشؤون الداخلية والخارجية للبلاد , هو ان الشعب الايراني صامد , ويجب على المسؤولين عدم الشعور بالضعف في مواجهة العدو.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الموضوع النووي ليس سوى ذريعة , مضيفا : اذا افترضنا يوما وهو افتراض مستحيل ان الموضوع النووي تم حله وفق رغبة امريكا , فان الامريكان سيطرحون قضايا اخرى , وحاليا نرى ان المتحدثين باسم الادارة الامريكية يتحدثون عن مواضيع حقوق الانسان والقدرة الصاروخية والدفاعية لايران.
وقال سماحة آية الله العظمى الخامنئي : هل الامريكان لايشعرون بالخجل حين يطرحون قضية حقوق الانسان , فأي شخص في العالم يدعى حقوق الانسان , الا الامريكان يجب عليهم عدم ذكر اسم حقوق الانسان بسبب ممارساتهم الفاضحة, مشيرا الى سجل امريكا الاسود فيما يتعلق بانتهاكاتها لحقوق الانسان في سجون غوانتانامو وابو غريب ومساعدة الارهابيين في العالم ونكثها للعهود واطلاقها الاكاذيب.
وحول المفاوضات النووية ، قال قائد الثورة الاسلامية : ان المهمة التي بدأتها وزارة الخارجية والمسؤولين الحكوميين بشأن المفاوضات النووية ستتواصل , وان ايران لن تتخلى عن المهمة التي بدأتها ولكن على الجميع ان يعلم ان امريكا تعادي الثورة الاسلامية والاسلام , وهذا العداء لن ينتهي مع المفاوضات.
واكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان العلاج الوحيد لعداء امريكا هو الاعتماد على الاقتدار الوطني والامكانيات الداخلية وتعزيز البنى التحتية, موضحا انه لو تم انجاز هذه المهمة فان جميع الابواب المغلقة ستكون مفتوحة ويجب التحرك في هذا المسير.
واختتم قائد الثورة الاسلامية قائلا : بتوفيق من الله تعالى ستفشل مآرب امريكا والاستكبار العالمي ضد الشعب الايراني والنظام الاسلامي , وان هذا الشعب سيحتفل بانتصاره في مواجهة مضمري السوء./انتهى/