قال الخبير السياسي العراقي عبدالخالق فلاح ان العراق يستطيع مواجهة داعش و ان الظروف لم تصل الى الاستنجاد بقوات حلف الناتو .

وقال عبدالخالق فلاح في حوار مع مراسل وكالة مهر للانباء حول الاوضاع الراهنة في العراق واحتمال انهيارالدولة في العراق عقب هجوم مجموعة داعش على المدن العراقية ان الازمة التي بدأت في الموصل اسفرت الى حدوث تداعيات خطيرة فاقت كل توقعات المحللين والمراقبين حتى اصبح من الصعب اعطاء اي تحليل صحيح وعلمي عما يحدث في العراق فالتفسيرات اصبحت تتضارب حين وتتفق في حين اخر
واضاف ان نظرية المؤامرة موجودة ، واتفاق قادة حزب البعث الذين توغلوا في هيكلية الدولة العراقية مع الاكراد وداعش لم يعد خافيا على احد بعد ان بدأت خيوط المؤامرة تنكشف بدخول قوات البيشمركة الى كركوك واحتلالها بالكامل .
واضاف لكني لا اعتقد بأن الاوضاع تذهب الى الانهيار طالما هناك جهود في سبيل لملمة الصفوف والاستعدادات التي تقوم بها الحكومة مع الجماهير في التطوع وايضاً دور المرجعية في اعلان الجهاد الكفائي الذي سوف يضع السكة على مسارها الصحيح بوعي واردة كل الاطياف في العراق.
وفي معرض رده على سؤال حول المساعدات الدولية والاقليمية لحل الازمة العراقية قال فلاح :على العالم ان ينتبه إلى لعبة بعض السياسيين الذين ارتضوا أن يكونوا واجهات سياسية للإرهابيين، وأبواقاً لهم ويثيرون النعرات الطائفية للايحاء للعالم بأن حرب الحكومة ليست على الإرهاب وإنما هي حرب طائفية ضد السنة، وتحديداً ضد أهالي محافظة الأنبار.
ولكن الان اصبح واضحاً للعالم مدى خطورة الوضع في العراق وتأثيره على المنطقة مما ارغم الكثير من المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ومجلس الامن والكثير من بلدان العالم وعلى راسهم الجمهورية الاسلامية الايرانية وحتى الجامعة العربية عن تقديم دعمها بعد أن رأت كل هذا الدعم الدولي . 
والمطلوب من  الحكومة العراقية توظيف هذه الصحوة الدولية والأممية لمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة والإتحاد الأوربي بالقيام في التخاذ اجراءات صارمة ضد المتأمرين على وحدة العراق وفضح الدول التي ترعى المجموعات الإرهابية  وتوفر لها الحواضن وتمولها وتمدها بالمال والسلاح مثل السعودية وقطر.
وحول دور جيران العراق في تصاعد الازمة الراهنة قال الخبير السياسي العراقي ان اغلب  الدول العربية مثل السعودية وقطر و تركيا تقف تماما ضد رغبة العراقيين في ايجاد كيان ديموقراطي حيث عبرت هذه الدول عن مواقفها وامتعاضها بالشكل الذي لا يترك مجالا للشك بان هذه الدول لا تريد الخير للشعب العراقي .
وقد تناقلت وكالات الإنباء تصريحات رسميه وغير رسمية عن تلك المواقف والسياسات التي ترمي إلى إفشال العملية السياسية الجارية في العراق وقد وصلت أحيانا الى المطالبة بإعادة الأمور إلى ما كانت علية ولعل أكثر تلك التصريحات استغرابا وقوة ما كانت قد اعلنته السعودية عن مواقفها الرافضة لبناء الدولة العراقية الحديثة وهي لا تحرص على كتمان نواياها ضد العراق.
.اما الجمهورية الاسلامية الايرانية فلها الدور المشرف في دعم مصالح الشعب العراقي وتقف معه منذ انتهاء الحكم الشوفيني البعثي وكانت سباقة في تقديم شتي الدعم الانساني والسياسي الى الشعب العراقي..
وحول الخروقات الموجودة في الحكومة العراقية التي أدت الى الاوضاع الجارية في البلد قال فلاح: ًما يعيشه العراق اليوم من أزمات سياسية وأمنية، بعد أحد عشر عاماً من الاحتلال الأميركي وما يقارب أربع سنوات من انسحابه، يؤكد بان الحكومة لم تستطع بعد القيام باعداد خارطة طريق لعبور هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخه.
فالعلاقات بين الكتل السياسية الموجودة على الساحة السياسية في العراق جيدة الى حد ما ولكن هناك خروقات كبيرة حتى على  الدستور وعدم الالتزام بالدستور.ايضا هنالك فجوة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات وصلت الى حد القطيعة مما تركت اثرا سلبا على الوضع السياسي في العراق..
و في معرض رده حول احتمال قيام الولايات المتحدة او الحلف الاطلسي بالتصدي للارهاب في العراق قال فلاح: لا اعتقد بأن الظروف تتطلب حضور الولايات المتحدة الامريكية والناتو في العراق مضيفا ان العراق قادر على تجاوز محنته الا اذا ما ارادت الولايات المتحدة تقديم المساعدات اللوجستية والدعم الاممي في كشف مواطن الارهاب وهذا يحتاج الى حشد دولي كامل ضد الارهاب.
وحول رأيه في جذور تقدم الارهاب في العراق قال الخبير السياسي: بعد دخول القوات الامريكية الى العراق للاطاحة بنظام البعث اصبح العراق اكبر ساحة لتفريخ الارهاب وتحولت ساحاته وشوارعه الى مسرحاً للعمليات الارهابية التي اخفت كل معالم الحياة الجميلة بهذا البلد بسبب الفراغ السياسي والامني الذي تركته القوات الامريكية والذي جعل الاف الاطنان من الاسلحة بيد عامة الناس خصوصاً بعد ان تركت الحدود العراقية مفتوحة لكافة الجماعات والمنظمات الارهابية ومن مختلف الجنسيات التي وجدت فرصتها لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة الامريكية .
كمالعبت دول المنطقة دورا كبيرا في جلب الارهاب الى العراق من خلال تسهيل دخوله عبر اراضيها وتبرير اعماله الاجرامية على انها اعمال بطولية تستهدف المحتل واخذت تشجع القتل الطائفي الذي يهدف الى شق وحدة الصف العراقي .
.وساهمت دول المنطقة بصورة مباشرة في عمليات تمويل الارهاب في العراق في الوقت الذي تمتنع هذه الدول عن تقديم ادنى المساعدات الى الشعب العراقي .
كما قاطعت هذه الدول الحكومة العراقية الوطنية و المنتخبة بل واستخدمت هذه الدو كل الاساليب لاسقاط الحكومة وافشالها .
ونجد انها تتعاون بشكل كبير مع الجماعات المسلحة التي تستهدف العلماء واساتذة الجامعات والصحفيين ورجال الامن من الشرطة والجيش العراقي، وحرصت دول المنطقة على توفير كافة المستلزمات المادية واللوجستية للارهابيين .
اضافة الى الخلافات الداخلية التي اضعفت مكانة العراق لوجود ايادي خبيثة ضمن العملية السياسية التي تتعاون مع تلك الحركات والتنظيمات الارهابية ووفرت لها الارضية اللازمة لتمددها في كثير من المناطق العراقية/.انتهى/
اجرى الحوار: محمد مظهري