وافادت وكالة مهر للانباء نقلا عن صحيفة "شرق" الايرانية ان المحلل السياسي الايراني حسن هاني زادة قال في تصريح لهذه الصحيفة ان تصاعد الاشتباكات بين حماس والكيان الصهيوني في غزة يؤشر على ان فلسطين على اعتاب حرب دامية جديدة عقب العثور على جثث المستوطنين الثلاث قرب الخليل فيما لم تتحمل اي جهة فلسطينية مسؤولية اختطاف وقتلهم الا وان سكان المناطق الاستيطانية قاموا باختطاف شاب فلسطيني وحرقه حيا ردا على مقتل الصهاينة الثلاثة .
واكد هاني زادة على وجود رؤيتين حول الاحداث التي ادت الى مواجهة دامية بين حماس والكيان الصهيوني فالرؤية الاولى تؤكد على وصول مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني الى مأزق هو الذي اسفر عن عزلة اسرائيل على الصعيد الداخلي والخارجي وكذلك الهجمات الاخيرة على قطاع غزة تنم عن محاولات اسرائيلية للخروج من العزلة وحل ازمتها الحالية.
و اضاف هاني زادة : ومن جهة اخرى قد اثارت المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس غضب الجهات المتطرفة في الكيان الصهيوني حيث فسروا هذه المصالحة بانها توافق يفضي الى اقتراب حركة فتح الى محور المقاومة.
وتابع المحلل السياسي ان اسرائيل حاولت منع المصالحة الوطنية بين الاطراف الفلسطينية لكن الشعب الفلسطيني منهك من اطالة عملية مفاوضات السلام دون اي جدوى ومن جهة اخرى سعت حركة حماس التي انعزلت بعد سقوط حكم الاخوان في مصر والخطاء في تقدير مواقفها من سوريا الى الخروج من العزلة.
اما الرؤية الثانية حسب ما صرح بها هاني زادة تؤكد على استعداد "حماس" التام لمواجهة العدو الصهيوني ميدانيا وعسكريا بعد حروب عام 2008 و 2012 حيث لديها اليوم خبرة عسكرية عالية وصواريخ متطورة تجعل الجيش الصهيوني في موقف دفاعي بحت كما تتردد الآن في شن هجوم بري مبكر على قطاع غزة.
وقال هاني زادة ان الرد الصاروخي ل"الجهاد الاسلامي" و"حماس" على الغارات الجوية الاسرائيلية اثبت ان المجموعات الفلسطينية المقاومة قد خاضت الحرب وهي مستعدة لها وكذلك اطلاق صواريخ متوسط المدى ك"براق" و"فجر" على حيفا وتل ابيب من قبل "حماس" و "الجهاد الاسلامي" ينم عن تطور القوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية لدرجة فوجئت السلطات الاسرائيلية بعد استهداف مطار بن غوريون جنوبي تل ابيب ومبنى الكنيست الاسرائيلي بقدرة حماس على استخدام شتي صنوف الصواريخ ضد الكيان الاسرائيلي .
وصرح هاني زادة ان حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى في الحقيقة قامت بتطبيق استراتيجية العمليات الهجومية و سياسة توازن الرعب كأفضل طريق للدفاع الاستباقي لان سياسة اللاحرب واللاسلم التي تنتهجها اسرائيل لن تنفع الشعب الفلسطيني . والتجارب الماضية اثبتت بان اسرائيل لا تستطيع ان تصمد لفترة طويلة امام اطلاق صواريخ المقاومة حيث يتعرض اقتصادها وامنها لخسائر كبيرة ويشلّ الحياة في الكيان الصهيوني والمعطيات الحالية تشير الى ان اسرائيل تخسر يوميا اكثر من مليار دولار بسبب حربها ضد قطاع غزة .
وحسب ما اكد هاني زادة فان ثمة توقعات تشير الى ان الجيش الاسرائيلي يكتفي بهجوم مفاجأ وسريع على قطاع غزة دون ان يخوض حربا طويلة لكن يبدو ان الظروف الحالية لا تصب في مصلحة اسرائيل لان المقاومة والفصائل الفلسطينية مستعدة للحرب اكثر من اي وقت كما انه من الممكن ان تتدخل بعض الحركات الاسلامية في المنطقة لاسيما "الاخوان المسلمون" لصالح المقاومة الفلسطينية اذ ان الاخوان المسلمين يعتبرون سقوط الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي ناتج عن مؤامرة صهيوامريكية بتمويل سعودي ./انتهي/
تاريخ النشر: ١٣ يوليو ٢٠١٤ - ١١:٢٥
صرح الكاتب والمحلل السياسي حسن هاني زادة ان حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى قامت بتطبيق استراتيجية العمليات الهجومية وتوازن الرعب كأفضل طريق للدفاع الاستباقي لان سياسة اللاحرب واللاسلم التي تنتهجها اسرائيل لا تخدم القضية الفلسطينية .