دخلت حركة حماس مرحلة جديدة في حربها مع اسرائيل حيث بدأت حملة ضد الجواسيس الاسرائيلية داخل القطاع، والذين يطلق عليهم فلسطينيا مصطلح «العملاء». واعدمت الحركة عميلا 18 أمام العامة، في خطوة أرادت من ورائها التأكيد على مواصلة الحرب الداخلية ضد «العملاء» متزامنا مع الحرب الخارجية ، وإرسال رسالة تحذيرية لمتعاونين آخرين والقول لإسرائيل إن يدها الداخلية باتت تحت المقصلة.
وجاءت الحملة بعد يوم فقط من اغتيال 3 من قادة الصف الأول في كتائب القسام هم رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم في قصف استهدف منزلا كانوا بداخله في منطقة رفح، وبعد يومين من محاولة اغتيال لقائد القسام العام محمد الضيف والتي استشهد فيها اثنان من أبنائه وزوجته.
ويعتقد على نطاق واسع أن عملاء ساعدوا إسرائيل في تحديد مكان المستهدفين.
وفي هذا السياق قامت الحركة باعدام 11 عميلا في وقت مبكر قبل صلاة الجمعة بعد أن تم إصدار الحكم عليهم في محكمة ثورية و7 آخرين بعد الصلاة.
وافاد مصدر أمني ان «العملاء الذين تمت تصفيتهم محتجزون من أيام وبعضهم منذ أسبوع وتم التحقيق معهم واعترفوا بالتورط في عمليات أدت إلى استشهاد مقاومين» مضيفا ان «ظروف الحرب حتمت محاكمتهم وتنفيذ الحكم ضدهم بهذه الطريقة».
ونشر موقع «المجد» الأمني التابع لحماس عن مصدر كبير في الحركة: «في ظل الوضع الميداني والتطورات الخطيرة التي تجري على الأرض، صدرت قرارات صارمة بالبدء بمرحلة (خنق رقاب) العملاء، والتعامل الثوري مع المشبوهين في الميدان، مع ضرورة عدم التهاون مع أي محاولة لخرق الإجراءات الأمنية التي فرضتها المقاومة».
وأكد أن «المقاومة لن ترحم أي متخابر يضبط في الميدان، وستحاكمه ثوريا، وستنزل به أشد العقوبات التي يستحقها».
من جهة اخرى عارض البعض فكرة الإعدام وطالب بإلغائها، كما ندد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بعمليات الإعدام.
يذكر ان السلطة الفلسطينية، كذلك، تعتقل عملاء في سجونها، لكنها لا تؤيد أحكام الإعدام ضد متعاونين مع إسرائيل.
في المقابل تنفى حماس قتل العملاء قبل التحقيق معهم وسحب معلومات دقيقة منهم تجري مطابقتها عادة مع اعترافات أخرى وحقائق على الأرض.
ووفقا لما افاد مصدر مطلع في المقاومة: «العملاء الذين يتم ضبطهم يقدمون إلى محاكمات عسكرية ثورية، يشرف عليها خبراء في العمل الأمني والقضائي، والعمل الأمني الثوري، مُقر قانونيا في جميع دول العالم، خلال المعارك والحروب».
ومما لا شك فيه ان هؤلاء الجواسيس تمكنوا من الحاق خسائر باهضة بحركة حماس و اغتيال قياداتها وكما اعترف الجواسيس الذين تم احتجازهم في غزة من مهامهم رصد لتحركات قيادات في المقاومة، ونقل معلومات حولهم وحول عناصر للمقاومة والإرشاد بالوصف الدقيق لمنازلهم وقد ارتقى عدد منهم شهداء نتيجة ذلك، وتحديد مواقع وأهداف مدنية وعسكرية من خلال أجهزة (GPS) وتسلم أجهزة ومعدات من العدو لأغراض التجسس، وتصوير الاماكن عامة وإرسالها إلى العدو الصهيوني. وتصوير منازل وشقق سكنية وسيارات تتبع مواطنين وتم استهدافها، وتسلم أموال من العدو وإعادة توزيعها إلى عملاء آخرين عبر النقاط الميتة، ومتابعة أنشطة وفعاليات تنظيمية وإرسالها للعدو، وبث وترويج عدد من الشائعات.
ويستخدم الكيان الصهيوني الجواسيس والعملاء منذ عقود وقدم هؤلاء للإسرائيليين خدمات كبيرة ساعدت في تعقب القيادات الفلسطينية وتسهيل عمليات اغتيالهم في السابق.
ووفقا لبعض التحقيقات كل عملية اغتيال في الضفة أو غزة قد شارك فيها بصورة أو بأخرى عملاء فلسطينيون، حتى إن بعضهم شارك في تنفيذ هذه الاغتيالات.
وتاكيدا لهذه المعلومات نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، تقريرا مفصلا عن تفاصيل ما سمته «العملية الذهبية» لاغتيال قادة القسام بمشاركة العملاء.
وقالت «يديعوت أحرونوت»، إن عشرات العملاء الذين يعملون لصالح جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) شاركوا في الإدلاء بمعلومات أمنية عن مكان وجود العطار وأبو شمالة وبرهوم قبل أن يتم استهدافهم وقتلهم.
اما الحماس لم تغفل خلال السنوات القليلة الماضية عن متابعة «العملاء»، وكانت تستخدم سياسة فتح الباب للتوبة مع العملاء، لكن بحسب مدى تورطهم مع إسرائيل.
وفي 2010 أطلقت الحركة حملة لمحاربة العملاء ودعتهم إلى التوبة قبل الوصول إليهم، وفعلا سلم عملاء أنفسهم واعترفوا بالخدمات التي قدموها لإسرائيل، وكررت الحركة الحملة مرة ثانية في 2012.
وكشفت حماس عن طرق إسقاط العملاء، وبعضها يتم عبر فتيات أو بالمال أو عبر التهديد والضغوط أو داخل السجون./انتهي .
تاريخ النشر: ٢٣ أغسطس ٢٠١٤ - ١٢:٣٢
شنت حركة حماس حملة واسعة ضد عملاء اسرائيل عقب اغتيال 3 من قادة الصف الأول في كتائب القسام هم رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم في قصف استهدف منزلا كانوا بداخله في منطقة رفح ويعتقدعلى نطاق واسع أن عملاء ساعدوا إسرائيل في تحديد مكان المستهدفين.