وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عللا سيد خلقه محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الكرام الميامين.
بعون الله تعالي، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره الدولي لعلماء الإسلام لدعم القضية الفلسطينية في 13 و 14 من ذي القعدة 1435هـ الموافق 9 و 10 من سبتمبر/أيلول 2014م بمشاركة العلماء والشخصيات الدينية والنخب العلمية والاجتماعية من 55 دولة اسلامية وسائر أنحاء العالم، وقد خُصص هذا المؤتمر لدراسة الأزمات المستجدة في العالم الاسلامي عامة وسبل دعم المقاومة الفلسطينية خاصة وقد تدارس المؤتمرون على مدى يومين وفي ست جلسات عمل مكثفة المحاور التالية:
المحور الأول: المقاومة الإسلامية في المنطقة ، ضرورتها ومقوماتها
المحور الثاني: تحديات المرحلة
المحور الثالث: فلسطين: وحدة التراب الفلسطيني
المحور الرابع: فلسطين والواجب الإسلامي
المحور الخامس: المؤسسات العلمائية وفلسطين
وقد افتتح المؤتمر سيادة الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الاسلامي بكلمة جامعة ، كما حظي المشاركون بلقاء قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمي الامام الخامنئي «حفظه الله ورعاه» واستمعوا الي خطابه التوجيهي القيم. وفي ختام جلسات المناقشة أصدر المؤتمر القرارات والتوصيات التالية:
اولاً: يدين المؤتمرون كل أشكال الاعتداء الصهيوني علي شعبنا الصابر والمثابر والمرابط في فلسطين وخصوصا ما جري من جرائم وحشية في غزة البطلة الصامدة من تقتيل وتشريد للآلاف وكذلك ما يجري من محاولة هدم للمسجد الأقصي ومنازل الفلسطينيين في مدينة القدس وتهويدها بالتغيير الديموغرافي في أرض فلسطين، كما يحيون جهاد الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة وخصوصاً وقوف المقاومة في غزة ودحر العدوان الصهيوني الغاشم ويباركون لها انتصارها الباهر، ويؤكدون من جديد علي ضرورة تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة وأهمها حقهم في العودة الي ديارهم. كما يطالبون المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم علي ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بقتلهم الاطفال والشيوخ والنساء وهدمهم البيوت والمساجد والمستشفيات.
ثانياً: يؤكد المؤتمرون أن الامة الاسلامية تواجه تحديات كبري تستهدف عقيدتها وشخصيتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري المنشود و تتعرض لمؤامرات لتمزيقها جغرافيا ولغوياً وقومياً ومذهبياً بل وتاريخياً. كما تسعى لإبقائها متخلفة علي الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشكيك في قدرته على مواجهة المشاكل الحياتية المستحدثة، وإشاعة السلوكيات المادية المنحرفة عما رسمته الشريعة ، وزرع حالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به وكذلك عبر اضعاف التربية والتعليم الاسلاميين والتشكيك في قدرتهما علي النهوض بالأمة ، واختراق الاعلام الاسلامي باشاعة روح الهزيمة والإذعان والانحلال الخلقي لئلا يقوم بدوره المطلوب في وأد الفتن والتوعية وبناء الشخصية الاسلامية المتوازنة.
ثالثاً: يري المؤتمرون ضرورة تأسيس جبهة علمائية اسلامية لدعم المقاومة الاسلامية تضم مختلف اتحادات علماء الاسلام لكي تقوم بواجبها في تعبئة العالم الاسلامي مادياً ومعنوياً لدعم المقاومة الاسلامية عموماً والمقاومة الاسلامية الفلسطينية خاصة.
رابعاً: يري المؤتمرون أن الاهواء والنزعات السياسية، وشيوع حالات التعصب وجهل بعض أتباع المذاهب بحقيقة المذاهب الأخرى انحرفت بالحالة السوية تلك الي حالة طائفية ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكري الي الساحة العلمية، مما ترك آثاراً سلبية خطيرة علي قوة الأمة وتماسكها وسهل السبل ليقوم أعداؤها بطعنها في صميم عقيدتها وتوجهاتها النظرية والعملية الأصيلة.
خامساً: يرى المؤتمر ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية والمقاومة الاسلامية عامة وخاصة في لبنان بكل أشكال الدعم وتوسيع مجالاتها لتشمل الضفة الغربية ويعلن وجوبه وجوباً شرعياً مؤكداً ويدعو كل الأقطار الاسلامية وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية لتسليح الفلسطينيين في هذه المنطقة.
سادساً: يعلن المؤتمرون ان المقاومة حق مشروع للشعوب ويستنكرون كل أنواع الارهاب المدان إسلامياً وعالمياً سواء كان فردياً أو جماعياً وقد تمارسه بعض الدول الكبري تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد.
سابعاً: يؤكد المؤتمرون علي ضرورة الحل الاسلامي لأزمات العالم الاسلامي خاصة في سوريا والعراق والبحرين وغيرها وضرورة ان يكون للعلماء والنخب دورهم الفاعل في تقديم الحل الاسلامي لهذه الأزمات وتفعيل لجنة المساعي الحميدة لتقوم بدور الوساطة بين الحكومات والشعوب والفئات لتقريب وجهات النظر والوصول الي حل إسلامي سلمي للمشاكل القائمة.
ثامناً: يدين المؤتمرون كل المحاولات الاستكبارية والصهيونية لايجاد الفرقة والفتن بين أبناء الأمة الاسلامية وإلهاء الأمة بعضها بالبعض الآخر ومن هذه المحاولات قيام الدوائر الاستعمارية بايجاد نزعات وقيادات وتنظيمات تكفيرية من قبيل داعش، كما يدين المؤتمرون كل انواع النشاطات التخريبية لهذه المنظمات العميلة في المنطقة ويدعو للعمل الجاد علي تطهير الأرض الاسلامية منها.
تاسعاً: يؤكد المؤتمرون علي دعم اتحاد علماء المقاومة الذي تم تأسيس نواته المركزية في مؤتمر فلسطين بماليزيا وضم النخبة من العلماء المجاهدين في أنحاء العالم اليه وبرمجة نشاطاته المستقبلية ودعمه بكل ما يمكن ليقوم بدوره العلمائي في تعبئة الجماهير للوقوف بحزم امام المخططات المعادية.
عاشراً: يشكر المؤتمرون الجمهورية الاسلامية الايرانية وقائدها الامام الخامنئي «دام ظله» علي دعم المقاومة المتواصل بكل أنواع الدعم، كما يشكرون المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية علي إقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته ويرون في إقامة أمثال هذه اللقاءات خيراً كثيراً.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الكرام الميامين
الجمهورية الاسلامية الايرانية – طهران
تاريخ النشر: ١٢ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٤:٥٤
أكد المؤتمر الدولي لعلماء الاسلام بطهران في بيانه الختامي ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية والاسلامية عامة بكل اشكال الدعم ، وطالب المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم على ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.