وافادت وكالة مهرنيوز للانباء ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في كلمة له عبر شاشة "قناة المنار" مساء الثلاثاء حول العسكريين المخطوفين في الجيش اللبناني لدى المجموعات الارهابية ان هذه القضية هي قضية انسانية وطنية بامتياز ولا تتعلق بجهة او منطقة او طائفة لبنانية محددة وانما هي تتعلق بكل الوطن وكل اللبنانيين.
وأسف السيد حسن نصرالله ان "البعض في لبنان حوّل قضية العسكريين المختطفين لتحقيق مكاسب سياسية وتصفية حسابات واثارة نعرات طائفية ومذهبية"، مضيفا ان "البعض استخدم الكذب لتشويه القضية حتى ان البعض رفع سقف المطالب اكثر مما هي مطالب الجهات الخاطفة نفسها حتى وضع البعض المسؤولية على غير الجهات الخاطفة وحاول تبرير ما حصل من قبل الارهابيين".
كما وتوجه بالعزاء الى اهالي الشهداء الذين قتلتهم الجماعات الارهابية مشيدا بمواقف عوائل هؤلاء الشهداء داعيا كل المسؤولين الى التمثل بهذه المواقف لهذه العوائل، وتوجه وحيا السيد نصر الله عوائل العسكريين الاسرى لدى المجموعات الارهابية، وقال "نحن نعرف الصعوبات التي تعيشها عوائل الاسرى فنحن لدينا تجربة مع الاسر من خلال اسرانا مع العدو الصهيوني".
وفي سياق متصل اكد السيد نصر الله ان "قضية عرسال هي مسؤولية الحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى وعلى الجميع مساندتها"، واعتبر انه "من الطبيعي في قضية من هذا النوع ان الجهة المعنية تقوم بالتفاوض ونحن فاوضنا في عدة مناسبات لاستعادة أسرانا لذلك نحن لم نرفض على الاطلاق مبدأ التفاوض"، وأسف ان "البعض حوّل القضية الى مادة للسجال وتصفية الحسابات السياسية"، وشدد على ان "كل من نقل عن حزب الله رفضه التفاوض أو غير ذلك منافق وكذاب".
واشار السيد نصر الله الى ان "من حق السلطة السياسية أن تفاوض ونحن طالبنا منذ البداية ان يكون التفاوض من موقع قوة من أجل تحرير المخطوفين وليس الاستجداء لان لا أحد في العالم يتوسل ويقدم نفسه للخاطفين ان لا حول له ولا قوة لديه فمن يريد ان يفاوض يفتش عن نقاط القوة ويضعها على الطاولة"، ولفت الى ان "الحكومة اللبنانية تعرف ما هي نقاط القوة الموجودة لديها ويجب عليها المفاوضة من موقع القوة وليس من موقع التوسل"، وشدد على انه "إذا أردنا أن يعود العسكريون يجب ان نفاوض بقوة والتفاوض من موقع ضعيف سيؤدي إلى كارثة".
ولفت السيد نصر الله الى ان من أهداف ذبح الجنود التحريض على ردات فعل ضد النازحين السوريين لإثارة الفتنة والجماعات المسلحة التي تعمد الخطاب المذهبي التكفيري والتحريضي تريد خلق الفتنة في لبنان ونقل الارهاب إليه مشددا على انه "لا يجوز المس بأي بريء من النازحين أو غيرهم ولا يجوز ان يحمل أحد مسؤولية جرائم هؤلاء الارهابيين.
واكد السيد نصر الله ان "لبنان أمام تحد حقيقي والمطلوب ضبط المشاعر والعواطف وعدم المس بالأبرياء والحفاظ على النسيج الوطني والاجتماعي"، ولفت الى انه منذ دخول حزب الله الى القصير دعينا إلى تجنيب لبنان الفتنة ودعينا إلى إبقاء المعركة على الاراضي السورية في حين أن الجماعات الارهابية أرادت نقل الفتنة إلى الاراضي اللبنانية".
وفي سياق منفصل حول ما يسمى "التحالف الدولي" لمحاربة "داعش"، اوضح السيد نصر الله "لدينا موقف مبدئي لا يتغير من ساحة الى أخرى ولا نوافق على ان يكون لبنان جزءا من التحالف الدولي"، واكد ان "حزب الله ضد داعش وكل الاتجاهات التكفيرية التضليلية ويقاتلها ويقدم التضحيات في سبيل ذلك"، واضاف "كذلك نحن ضد التدخل العسكري الأميركي وضد التحالف الدولي سواء المستهدف داعش أو غيره"، ولفت الى ان "أميركا صنعت أو شاركت في صنع الجماعات الارهابية وهي ليست في موقع أخلاقي يؤهلها قيادة تحالف على الارهاب"، وشدد على ان "أميركا هي أم الارهاب وأصل الارهاب في هذا العالم وهي الداعم المطلق لدولة الارهاب الصهيونية".
ورأى السيد نصر الله ان "الادارة الاميركية غير مؤهلة أخلاقيا على ان تقدم نفسها على انها قائد لتحالف دولي ضد الارهاب"، ولفت الى ان "التحالف الدولي صنع للدفاع عن المصالح الاميركية وبالتالي لا شأن لنا به"، واعتبر ان "من حق كل شعوب المنطقة ان يشككوا في نوايا أميركا من هذا التحالف الدولي"، وذكّر ان "أغلب المصالح الأميركية هي على حساب مصالح المنطقة ونحن غير معنيين ان نقاتل في تحالف دولي من هذا النوع"، مشيرا الى ان "التحالف الدولي فرصة أو ذريعة لتعيد اميركا احتلال المنطقة من جديد".
وبالنسبة لتهديد الجماعات الارهابية للبنان، شدد السيد نصر الله على انه "مخطىء من يظن أن بإمكانه الوصول الى بيروت او الى اي مكان ولا أحد يمكنه أن يفرض على اللبنانيين تهديداً كهذا لأننا ما زلنا على قيد الحياة لا يمكن لأحد ان يفرض علينا تهويلا من هذا النوع"، واضاف "اللبنانيون قادرون على مواجهة أي خطر إرهابي يواجههم فنحن قادرون رغم الانقسام السياسي والتجاذبات أن نواجه الارهاب من خلال جيشنا وشعبنا وصمودنا"، واعتبر ان "مسؤولية اللبنانيين أن يكونوا يدا واحدة لمنع تمدد أي خطر إرهابي ضد البلد"، ولفت الى ان "حماية لبنان من الإرهاب تبدأ بالإسراع في دعم الجيش والقوى الأمنية وحل مشكلة النازحين"، داعيا الى "الانتباه واليقظة ومتابعة الأحداث فالاستنفار مطلوب من الجميع لأنه غير معروف الى أين يمكن ان تصل بنا التطورات والاحداث".
وحول الانتصار الفلسطيني على العدو الصهيوني في غزة، بارك السيد نصر الله "للشعب الفلسطيني بالانتصار الكبير الذي تحقق"، وأكد انه "انتصار سياسي كبير لأنه عطل كل أهداف اسرائيل المعلنة والغير معلنة".
وفي الشأن اليمني، بارك السيد نصر الله "المصالحة التي حصلت والتي تشكل فرصة تاريخية لاخراج اليمن من مشاكله المعقدة"، واضاف "نحن نسعد عندما يصل أي شعب إلى حل سياسي".
وفي الموضوع البحريني، قال السيد نصر الله "يجب ان نذكر بالخير الشعب البحريني الذي يواصل حراكه السلمي على أمل ان يصل إلى تحقيق أهدافه وان تساعده التطورات الإقليمية على تحقيق هذه الأهداف"، مضيفا "نحن كجزء من هذه الأمة نتطلع ان تتمكن شعوبنا من تخطي مآسيها وآلامها وان تحول التهديدات إلى فرص"، مشيرا الى ان "المنطقة أمام تهديد كبير يمكن تحويله إلى فرصة"/انتهي.
تاريخ النشر: ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٠:١٦
اكد السيد حسن نصرالله ان حزب الله ضد داعش وكل الاتجاهات التكفيرية التضليلية ويقاتلها لكنه وفي نفس الوقت ضد التدخل العسكري الأميركي وضد التحالف الدولي سواء المستهدف داعش أو غيره .