وقالت استاذة العلوم السياسية في جامعة اسطنبول " نوراي ميرت" في تصريح لوكالة مهر للانباء ردها على سؤال حول التناقض في سياسات الحكومة التركية بادعائها أنها الدولة التي تحتاجها المنطقة لحل الازمات في سوريا والعراق، فيما تعيش تركيا اليوم من حالة عدم مقبولية في ظل مشاكلها مع اغلب دول المنطقة.: "تركيا قامت باستبدال مواقفها تحت الضغوط الامريكية، والحقيقة هي ان تركيا لا رغبة لها في الانضمام الى التحالف الدولي ضد داعش. مضيفةً: ان تركيا لا رغبة لديها في مواجهة داعش، والدليل على ذلك، ليست فقط انها معجبة بطريقة داعش، بل وانها تريد بهذه الطريقة النفوذ الى داخل المناطق السنية في العراق وسوريا.
وأضافت ميرت: ان تركيا وبعد فشلها في امتلاك نفوذ لها في المنطقة،حاولت الى زيادة نفوذها بين اهل السنة في المنطقة، ولذلك، عندما سيطرت مجموعات داعش على الموصل، بررت وسائل الاعلام الموالية للحكومة التركية هذا العمل لداعش، من خلال اعتباره "استياء الشارع السني"، وحاولت الى اظهار الامر على ان الموضوع الاساسي هو اقامة وطنٍ سني، وليس تقديم الدعم الى تنظيم داعش.
وتابعت: في ظل هذا، فإن الحكومة التركية ورئيس جمهورها غير قادرين على الصضمود والامتناع امام ضغوط الولايات المتحدة للانضمام الى التحالف الدولي. وأن بين تركيا وحلفائها الغربيين، اختلافات في وجهات النظر، وقد اعلن عنها نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بشان سياسات رغم انه سحب كلامه واعتذر الى تركيا في ما بعد وهذا ديدن الساسة الاميركان حيث عند ما يواجهون ضغوطات يقدمون الاعتذا..
واشارت الاستاذة في جامعة اسطنبول مشيرةً الى الاصرار الذي تبديه الحكومة التركية لاسقاط نظام الرئيس الاسد،مضيفة ان الهدف من التدخل العسكري لقوات التحالف في سوريا لم يكن اسقاط الرئيس الاسد،ومن هذا المنطلق تركيا لن ولم ترسل قواتها البرية الى سوريا لضرب داعش ويعتبر هذا موقفاً رسمياً لتركيا، ولهذا في ظل حصار مدينة كوباني من قبل داعش، يبقى لتركيا ذريعةً لعدم التدخل في سوريا، لأن تركيا منشغلة بمفاوضات سلام مع الاكراد، وتسعى من خلال ذلك، اضعاف الاكراد، لطلب المساعدة من الحكومة التركية، كما ان تركيا لا تزال تأمل في سقوط النظام السوري، بغية ضمان مصالحهاالاقليمية، وتهدف بذلك الى ان تعطي لوجودها شرعية في التحالف الدولي، وتدعي ان سياستها حول سوريا كانت صحيحة منذ البداية.
وأضافت ميرت: ان تركيا تدعم المعارضة المعتدلة للرئيس الاسد، وجبهة النصرة-التي تعتبر من وجهة نظر الموالين للحكومة التركية-، هي معارضة معتدلة. وقبل فترة ليست بطويلة عندما قتل احد زعماء جبهة النصرة في سوريا والذي كان من اصول تركية اعتبرته الاوساط الحكومية بانه "شخصية مناضلة"./انتهى/