وقال رئيس جمعية المبرات الخيرية في لبنان السيد علي فضل الله في تصريح لوكالة مهر للانباء حول الواقع الأمني على الساحة اللبنانية وسبل الوصول الى الاستقرار: من الطبيعي أن لبنان هو الرئة التي تتنفّس منها مشاكل المنطقة ، وتنعكس عليها كل الأحداث على المستويين العربي والإسلامي وخاصة الوضع السوري ولهذا فإنّ الواقع السياسي اللبناني له ارتباطاته الخارجية من خلال علاقة الطوائف اللبنانية بمحور أو دولة أو جهة كي تعزّز حضورها.
واضاف السيد فضل الله إنّ كل نتاج من مشاكل المنطقة له انعاكاساته البارزة على المستوى اللبناني ، بامتداداته وتشعباته الدولية والإقليمية داعيا اللبنانيين للحفاظ على ساحتهم اللبنانية وعدم تحويلها إلى ساحة صدام ومواجهات وفق ارتباطات مصالح كل فريق مقابل الفريق الآخر مشيرا الى ان أن المنطقة هي بحالة غليان قد تجاوز حدوده في ما يحيط بالساحة اللبنانية الا وانه في لبنان فمن غير المسموح أن يتجاوز هذا الغليان حدوده وخطة الموضوع من قبل القرار الدولي على قاعدة أن القرار اللبناني ليس هو الأساس .
وتعليقا على تصريحات فريق 14 آذار التي تحمّل مسؤولية تدهور الوضع الأمني لحزب الله بسبب دخوله في أتون الأزمة السورية قال فضل الله ان حزب الله ينطلق من قناعته أن الساحة السورية هي ساحة صراع للمحاور وينطلق من رؤيته أن التهديد هو للمقاومة بما في المنطقة من خاصرة رخوة لاسيما في سوريا ، ولهذا طبيعي عند الحزب قرار المشاركة في الحرب السورية وطبيعي أيضاً انعكاس الأحداث السورية على لبنان حيث المواجهة في سوريا لها تداعيات يدركها حزب الله تماماً ، وفي لعبة السياسة يعمل الجميع عادة على مفاعيل الربح والخسارة .
و بالنسبة لصوابية القرار الحزب أو عدمه قال نجل العلامة الراحل محمد حسين فضل الله: هذه مسألة متعلقة برؤية حزب الله للنتائج لأن قضية الصراع الدائر في المنطقة ، لا يمكنك الحديث عن لبنان وسوريا ، فهذا صراع كبير وعلى الجميع أن يكون واعياً وليست المرحلة لتسجيل النقاط .
وردا على سؤال مراسل وكالة مهر للانباء حول موقفه من التمديد للمجلس النيابي اكد فضل الله انه من الطبيعي أن يكون هناك حرص على إجراء الإنتخابات في لبنان ولسنا مع التمديد للمجلس النيابي مضيفا ان هناك كثير من الإنتخابات جرت في مواقع ثانية كالنقابات وغيرها ، وعلى مستوى المنطقة وحصلت انتخابات في سوريا والعراق ومصر رغم الإحتقان والوضع الأمني ، فإذا قرّر السياسيون في لبنان هناك إمكانية لإجراء إنتخابات فحتماً ستحصل ، ولكن ليس هناك قرار مع اختلاف الرؤى الا اننا لا نوافق على استئثار السلطة.
وفي معرض رده على سؤال حول قضية المخطوفين العسكريين وتحركات الأهالي في ظل تباطؤ الحكومة لحل هذه الأزمة اكد السيد علي فضل الله: لا شك أننا مع مبدأ التفاوض ، ولكن أي تفاوض ؟ وما هي الأثمان التي ينبغي دفعها ؟
واوضح رئيس جمعية المبرات الخيرية: نحن ندعو إلى دراسة الأثمان بدقة ونؤكد على أن يكون الثمن موقّراً للبلاد ، علماً أننا نتعاطف جيداً مع أهالي المخطوفين وندعوهم إلى الثبات والصبر وندعو الدولة إلى التفتيش عن بدائل وخيارات كثيرة بدل أن تحبس نفسها في خيار واحد .
كما ودعا أهالي المخطوفين الى حمل روحية أبنائهم الذين كانوا في خدمة الوطن وحماية أمن المواطن الامتناع عن الانهيار أمام الإعلام وأن يكونوا اشداء لتحصيل ما أمكن من مكتسبات .
وبخصوص موضوع الهبة الإيرانية للجيش اللبناني قال عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان انه من المؤسف في ظل حاجة الجيش إلى الدعم المادي والمعنوي من سلاح وغيره أن تكون الحجج في مواجهة قرار الجيش وتزويده بالسلاح والعتاد ، كحجة " الحصار " الواهية ، فإيران ساعدت الكثيرين رغم حصارها مؤكدا: "نحن مع الهبات من أي كان – عدا الكيان الصهيوني - دون الإرتهان لأية جهة."لفت الى ان المسؤولين الإيرانيين ومن خلال لقاء السفير الإيراني اعلنوا كرارا أن إيران ليس عندها أي شرط يتعلق بهبة الجيش.
وحول ما يتعرض له المسيحيون في الشرق عامة ودور المسلمين في حماية التجذر المسيحي في الشرق قال رئيس مؤسسات العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله: إن المسيحيين هم مكون أساسي في لبنان ولهم دورهم وتاريخهم ، ففي المسيحية شيء من الإسلام ، وفي الإسلام شيء من المسيحية ، وعلى المسيحيين الإقتراب من القيم الإسلامية وكذلك على المسلمين الإلتقاء على القيم الروحية ، فالنبي عيسى (ع) جاء مصدقاً وليكمل رسالات الأنبياء.
وشدد فضل الله: نحن نعتبر أنفسنا معنيين بالحفاظ على المسيحيين وبأمنهم ، وهو مبدأ إسلامي إنساني ، فالتاريخ الإسلامي يذكر أهمية دور المسيحيين وأصالتهم .
ولفت الى ما يجري في المنطقة قائلا: "لا علاقة له بالإسلام ولا بالمسيحية بالمعنى العميق للديانتين ، وعلى الجميع عدم التشهير بالمسلمين لأن من يمارس أفعالا مشينة لا يمثل الإسلام ، ونأمل أن لا يبقى هذا الواقع الشاذ مستمراً ".
واعرب السيد فضل الله عن رايه حول آفاق التقارب الإيراني السعودي وتداعياته على المنطقة عامة ولبنان خاصة وقال أن هذا التقارب هو اساس المسألة لانه كل ما يجري في المنطقة أساسه سياسي وليس ديني ، وأي تبريد لموقع معين هو تبريد للساحة الداخلية على المستوى المذهبي أو الإسلامي.
واضاف : نحن نلمس بعض التقارب ولكنها لم تنضج بعد ، نأمل أن يحصل هذا التقارب في القريب العاجل وحل الأزمات في المنطقة ./انتهي.
تاريخ النشر: ١٨ نوفمبر ٢٠١٤ - ١٥:٤٨
اكد رئيس جمعية المبرات الخيرية في لبنان انه كل ما يجري في المنطقة أساسه سياسي وليس ديني ، وأي تبريد لموقع معين هو تبريد للساحة الداخلية على المستوى المذهبي أو الإسلامي مشيرا الى الآثار الايجابية للتقارب الايراني السعودي على الساحة اللبنانية.