أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن المنطقة تشهد تحولات كبيرة ولبنان في قلب العاصفة وعلى المسؤولين أن يعوا خطورة الوضع المقبل على لبنان

وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اسف فيها "لما يجري على ساحتنا الداخلية"، معتبرا ان "ما نشهده من تحولات خطيرة في الانحطاط والإفساد، يجعلنا نتساءل عن الآتي في ظل فساد غذائي وفساد أمني وفساد سياسي وفساد أخلاقي وفساد مجتمعي أصبح يضرب في الصميم كل حركات وسكنات اللبنانيين، حيث باتوا الآن في حالة استهجانية كبرى، لما يعيشونه من حالات مرعبة وهم يشاهدون ويسمعون يوميا عبر وسائل الإعلام عن مافيات غذائية تعبث بحياة الناس، وتفتك بأرواحهم، وعن مستشفيات تزور وتتلاعب بالفواتير وبصحة المواطنين، وعن مسالخ تبيع اللحوم الفاسدة، وشركات تبيع المياه الملوثة، كل هذا يجري ولا من يراقب أو يحاسب".
أضاف قبلان:"هنا لا بد من أن ننوه بما قام به وزير الصحة، وندعو كل الوزراء في هذه الحكومة إلى القيام بمسؤولياتهم وممارسة واجباتهم الوطنية والإنسانية والأخلاقية بكل صدق وأمانة، لأن البلد بأسره في دائرة الفوضى، الدستور فيه معلق، والقوانين فيه غير نافذة، إلا على المساكين وغير التابعين لأحد أو المحسوبين على أحد، نحن في أوضاع غير طبيعية على الإطلاق، فلا السياسة مفهومة، ولا الاقتصاد معلوم ولا الاستقرار موجود، وكل شيء في هذا البلد تحوطه أكثر من علامة استفهام وتعجب، جرائم وسرقات وقطاع طرق، وأمن فالت، ولصوصيات على أنواعها، نعم نحن في فوضى عارمة، فمن المسؤول؟ وماذا تنتظرون يا أهل السياسة؟ ألا يدفعكم كل هذا الواقع الخطير والمتفجر والمشرّع على كل المفاجآت والتوقعات السيئة إلى الانتفاض وكسر كل الحواجز التي تعيق انتشال البلد، وإنقاذه من كل هذه البؤر والمستنقعات؟ ماذا تنتظرون حتى تتحرك فيكم الإرادة الوطنية، وتهبوا جميعا لمواجهة ما نحن فيه من تحديات تنذر بالسقوط المدوي؟ ماذا تنتظرون حتى تخرجوا من كل هذه الانقسامات والخصومات، وتوقفوا هذا المسار الانتحاري لبلد آن له أن يرتاح، وأن ينعم ولو بالحد الأدنى من الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني والاقتصادي، لماذا هذه النيرونية فيكم؟ بلدكم يحترق وأنتم تتفرجون، أين نخوتكم الوطنية؟ أين ضمائركم؟ أين أخلاقكم؟ أين حرصكم على وطنكم؟ أين وكالتكم عن هذا الشعب الذي ائتمنكم على أن تحفظوه في أمنه ورزقه وحياته؟ فهل تحفظ الأمانة بهدم الدولة وبتعطيل المؤسسات وبتسييب الأمن وتعميم الفساد وبعدم انتخاب رئيس جمهورية، وبإفساح المجال أمام خفافيش الهدر والنهب وتقسيم الغنائم؟ أم تحفظ هذه الأمانة بالمنهجية الوطنية، وبالحوار والتوافق والمشاركة الفعلية ومحاربة الفساد والمحافظة على كيان الدولة؟ لاسيما في هذه المرحلة التي لا تتحمل مزاحا ولا صبيانية في التعامل والتعاطي، بل هي بحاجة إلى رجال دولة، وإلى قامات وطنية قادرة على التلاقي والتحاور والتفاهم على مواكبة ما يجري في المنطقة بعقول كبيرة، وأفكار مستنيرة، لا ترى إلا مصلحة وطنها، ولا تعمل إلا على خدمة شعبها، بعيدا عن منطق الاستعلاء والاستئثار".
ورأى قبلان: "إن لبنان في قلب العاصفة، وقادم على أوضاع أشد خطورة، فلننتبه ولنكن جميعا في الموقع الذي يحصننا ويمكننا من أن نحفظ بلدنا، لأن السقف إذا وقع تهدم البيت وقتل من فيه، فاحذروا أيها اللبنانيون، واستفيقوا أيها السياسيون، وليكن معلوما لدى الجميع بأن ما من جهة دولية أو إقليمية ستهب لنجدتكم، وستعمل على نصرتكم، إذا لم تنتصروا لبلدكم ولأنفسكم، وتوحدوا صفوفكم وتجمعوا كلمتكم، على أن لبنان للجميع وأن المشاركة والمناصفة هما محور الانطلاق باتجاه قيام الدولة القوية القادرة على حماية مصالحها والدفاع عن شعبها وحفظ سيادتها واستقلالها"./انتهي