اكد قائد الثورة الاسلامية ان الادارة الامريكية بحاجة للتوصل الى اتفاق في المفاوضات النووية، واذا لم تحسم هذه المفاوضات فان امريكا هي التي ستتضرر اكثر من الجميع عكس ايران التي لن تتضرر سواء حصل الاتفاق أم لا.


وافادت وكالة مهر للانباء ان قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي استقبل اليوم الخميس اعضاء المجلس الاعلى لتعبئة المستضعفين وحشد من اعضاء التعبئة، في آخر يوم من اسبوع التعبئة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء ان الشعور بالمسؤولية الانسانية والالهية وامتلاك البصيرة هما القاعدتان الاساستيان للفكر المنطقي للتعبئة.
وااضاف اية الله السيد علي الخامنئي ان فقدان البصيرة يؤدي للوقوع في الاخطاء والجهل والانحراف, كما تورط البعض في فتنة عام 2009 , وساعدوا الاعداء واستهدفوا الاصدقاء.
واكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان الشعور بالمسؤولية بدون امتلاك البصيرة , امر خطير للغاية , وقال : ان بعض الاشخاص خلال فترة النضال قبل الثورة , وفي العقود الثلاثة الاخيرة شعروا بالمسؤولية ولكنهم قاموا باجراءات بدون بصيرة , مما ادى في نهاية المطاف الى الحاق الضرر بنهضة الامام الخميني (رض) والثورة والبلاد.
وتطرق سماحته الى النظرة الثاقبة للامام الخميني (رض) , موضحا ان الامام الراحل (رض) اصدر امر تأسيس التعبئة وحدد ايضا التوجهات والهدف الرئيس داعيا الى التنديد بسياسات امريكا.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان مجال نشطات التعبئة غير محدودة , مضيفا : ان مجالات الدفاع والبناء والسياسة والاقتصاد والفنون والعلوم والتقنيات , والهيئات الدينية , وفي الحقيقة فان جميع المجالات هي ساحة تواجد التعبئة.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى ان الفكر التعبوي الذي ارساه الامام الخميني (رض) قد انتقل خارج الحدود وانتشر في العراق وسوريا ولبنان وغزة , معربا عن امله في نشر الفكر التعبوي في مدينة القدس الشريف لانقاذ المسجد الاقصى.
واضاف قائد الثورة الاسلامية , استنادا الى هذه الحقائق وببركة الفكر التعبوي , فان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تهزم.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان التوجه الرئيسي للنظام الاسلامي هو مقارعة الاستكبار والادارة الامريكية الاستكبارية , موضحا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست لديها مشكلة مع الشعب الامريكي وانما مشكلتها هي غطرسة واطماع الادارة الامريكية.
وحول تمديد المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 قال قائد الثورة الاسلامية : لهذا السبب لم نعارض مبدأ التفاوض , كما لم نعارض تمديد المفاوضات , ولكن يجب الالتفات الى بعض النقاط ايضا.
واثنى سماحته على الجهود الدؤوبة والجادة التي بذلها الوفد الايراني المفاوض , واكد ان الوفد الايراني قاوم المطالب المتغطرسة للطرف الآخر الذي كان يغير كلامه كل يوم.  
واشار قائد الثورة الى التعامل المتناقض للساسة الامريكان , وقال: انهم في الاجتماعات الخاصة وفي الرسائل التي يبعثوها يتكلمون بشكل , وفي التصريحات العلنية يتكلمون بشكل آخر.
وتطرق سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى الاجندة الدبلوماسية والسياسية والدعائية للطرف الآخر في مواجهة ايران ، وقال: كانت تقف خلف كل من الاطراف المفاوضة فرقة كاملة في مواجهة ايران , ومن هؤلاء كانت امريكا اسوأ من الجميع من الناحية الاخلاقية , وبريطانيا اكثر ايذاء من الجميع.
وتابع قائلا : ان على الشعب الايراني وكذلك الاطراف المفاوضة ان تدرك انه اذا لم تحسم المفاوضات فان الامريكان سيتضررون اكثر من الجميع وليست ايران.
واضاف قائد الثورة الاسلامية : نعتقد بالدليل القاطع ان النية الحقيقية للاستكبار هو الحيلولة دون تنمية وعزة واقتدار الشعب الايراني.
واعتبر سماحته ان القضية النووية مجرد ذريعة يلجأ اليها الغرب , واضاف : طبعا فان لديهم ذرائع اخرى , لكن الهدف الحقيقي للحظر والضغوط الاقتصادية باعتبارها عاملا هاما يكمن في وقف تطور ايران.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى تراجع شعبية الرئيس الامريكي وانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الامريكية الاخيرة واحداث فيرغسون , مبينا ان هذه العوامل تعتبر من المؤشرات على وجود هوة عميقة بين الشعب والادارة الامريكية , وقال : نظرا الى هذه المشكلات المتزايدة فان المسؤولين الامريكيين بحاجة الى تحقيق نجاح وانتصار كبير.
واوضح قائد الثورة الاسلامية انه خلافا لامريكا فان المفاوضات اذا لم تتمخض عن اتفاق فلن تضر ايران شيئا لان لديها الاقتصاد المقاوم.
وانتقد تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين بعد تمديد المفاوضات النووية وادعائهم ان على ايران ان تكسب ثقة المجتمع الدولي.
واوضح قائد الثورة الاسلامية ان ادعاء الدول الغربية بانهم يمثلون المجتمع الدولي هي كذبة مفضوحة لانه بادعائهم هذا يشطبون نحو 150 دولة عضو في حركة عدم الانحياز وعدة مليارات من الاشخاص من المجتمع البشري.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست بحاجة مطلقا الى كسب ثقة امريكا لانه لا اهمية لهذا الموضوع بالنسبة لها.
واضاف : هؤلاء مستكبرون , ونحن لا تتوافق مبادئنا مع هؤلاء المستكبرين.
واشار سماحته تصريح المسؤولين الامريكيين حول ضرورة الحفاظ على أمن اسرائيل , قائلا : ان عليهم ايضا ان يدركوا انه سواء تم التوصل الى اتفاق نووي ام لا , فان اسرائيل لن تنعم بالامن يوما بعد يوم.
ومضى قائد الثورة الاسلامية قائلا : طبعا فان المسؤولين الامريكيين ليسوا صادقين ايضا في هذا الادعاء لان الساسة الامريكان يحاولون في الحقيقة تحقيق مصالحهم وأمنهم الشخصي وليس أمن اسرائيل.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان الهدف الرئيسي للمسؤولين الامريكيين هو ارضاء الشبكة العالمية الرأسمالية الصهيونية التي تقدم لهم الرشاوى والاموال وتمنحهم المناصب, وفي حالة معارضتهم لها فانها تهددهم وتفضحهم وحتى تقوم باغتيالهم.
واكد سماحته ان ايران تقبل بالمفاوضات المنطقية والقرارات العادلة , ولكنها تقاوم المطالب المبالغ فيها.
وفي مستهل اللقاء اكد القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري استعداد التعبئة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها , مشيرا الى انه تم تشكيل المجلس الاعلى لتعبئة المستضعفين في اطار تحديث وتنظيم تشكيلاته بهدف ترويج وترسيخ فكر الثورة الاسلامية وتوسيع امكانيات النخب في المجتمع.
كما اشار رئيس منظمة تعبئة المستضعفين العميد محمد رضا الى ان المجلس الاعلى لتعبئة المستضعفين يسعى من خلال تشكيله الى توضيح المواقف واتخاذ رؤى موحدة لتمهيد الارضية للاسراع بتطوير حركة الثورة الاسلامية./انتهى/