وعبر المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة عن اسفه قائلا :اننا نعيش واقعاً ضبابياً، والانقشاعات فيه غير واضحة المعالم، في ظل حراك سياسي قاصر ودون المستوى، تستحكم فيه أنانيات ومصالح وأهداف وصراعات طائفية ومذهبية, ألغت كل العناوين الوطنية، فبات كل شيء يخضع للحسابات والمزاجيات الفئوية والمناطقية، الأمر الذي استنزف المؤسسات، وشلّ الإدارات وأنهك الدولة، وأدخل البلد بأكمله في دائرة الانتظار.
وأضاف قبلان: "إزاء هذه الحالة المعقدة، والظروف الصعبة إقليمياً ودولياً، نعود ونكرر مطالبتنا للجميع بضرورة كسر دائرة المراوحة، والانفكاك من كل القيود الطائفية والمذهبية والمصلحية, والاعتبار من كل تجارب التحدي والفرض والتعنت التي لم توصل إلى شيء, والانصراف إلى مواقف شجاعة وتقريرية تضع حداً لهذا الإهتراء والتدهور في كيان الدولة ومكوناتها.
وتابع ان فقضية العسكريين قضية وطنية وإنسانية بامتياز، لا تحتمل مثل هذه الميوعات السياسية والتفاوضية والأمنية، وحسمها ينبغي أن يحظى بالإجماع وبأسرع ما يمكن، فالتسويف والتلاعب وتغليف المواقف أمر مكلف وخطير, وعلى الحكومة وضع الحدود للعبة الابتزاز والمزايدة، وحصر ملف العسكريين بأيد أمينة وصادقة تعمل بالكتمان والسرية التامة، بعيداً عن أي ضجيج إعلامي".
وطالب قبلان "بدعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية، وتوفير كل مستلزمات القوة في هذه المعركة الوطنية والمصيرية مع الإرهاب والعصابات التكفيرية.
وتوجه بالقول للسياسيين:"كفى متاجرة بحياة العسكريين، كفى فوضى، كفى ضياعاً للقرار الوطني، كفى تلاعباً بمصير البلد وبهوية أبنائه، كفى تخريباً بالدولة ونهباً للمال العام، كفى فساداً وإفساداً في الغذاء والدواء، كفى تعطيلاً للمؤسسات، فماذا تنتظرون يا أصحاب السلطة وأصحاب المعالي والسعادة كي تنتفضوا وتخرجوا من حوانيتكم السياسية والطائفية والمذهبية، ماذا تنتظرون كي تتواصلوا وتتحاوروا وتتصالحوا مع أنفسكم ومع الناس، لننطلق جميعاً جيشاً وشعباً ومقاومة، ونحن متفقون ومتكاتفون ومتفاهمون على انتخاب رئيس للجمهورية، ومصممون معاً، مسلمين ومسيحيين، على إعادة بناء وطن وقيام دولة عصيّة على كل ما يحيط بها من تحديات إرهابية ومشاريع تقسيمية وتوطينية"./انتهي/