واضاف بشار الاسد في حديث لمجلة لمجلة "فورن افيرز" الأميركية ان "أي حرب في أي مكان من العالم وكل حرب حدثت في الماضي تنتهي بحل سياسي لأن الحرب نفسها ليست الحل، لنقل إن الحرب هي إحدى أدوات السياسة وهكذا فالنهاية هي التوصل إلى حل سياسي، هكذا نراها، هذا هو العنوان العريض"،
وأشار الى ان "الحديث عن سوريا بانها مقسمة الى ثلاث دويلات ليس دقيقاً، حيث لا تستطيع التحدث عن دويلات ما لم تتحدث عن الناس الذين يعيشون في تلك المناطق، الشعب السوري لا يزال مع وحدة سوريا ولا يزال يدعم الحكومة، أما الفصائل التي تحدثت عنها فهي تسيطر على بعض المناطق لكنها تنتقل من مكان إلى آخر، ليست مستقرة وليست هناك خطوط واضحة تفصل بين القوى المختلفة، في بعض الأحيان تكون متشابكة مع بعضها بعضاً".
واوضح: طالما ظل الشعب السوري يؤمن بوحدة سوريا فإن أي حكومة وأي مسؤول يمكن أن يوحد سوري، والعكس بالعكس، إذا كان الشعب منقسماً إلى فئتين أو ثلاث فئات أو أكثر فلا أحد يستطيع أن يوحد هذا البلد هكذا ننظر إلى الأمر"، مضيفاً "إذا سرت في دمشق الآن تستطيع أن ترى جميع ألوان المجتمع السوري سواء كان من الناحية العرقية أو الدينية أو الطائفية، جميعهم يعيشون معاً، والانقسامات في سوريا لا تستند إلى أساس طائفي أو عرقي، حتى المناطق الكردية تتواجد فيها الألوان المختلفة التي تحدثت عنها، وفيها من العرب أكثر مما فيها من الأكراد، إذاً الأمر لا يتعلق بالعرق أو الدين بل بالفصائل التي تسيطر عسكرياً على مناطق معينة".
ولفت الاسد الى اننا "منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي فريق في سوريا، وأنا لا أقصد الأحزاب السياسية فقط، بل أي تيار أو شخصيات أو لنقل أي كيان سياسي وغيرنا الدستور ونحن منفتحون على كل شيء، لكن عندما ترغب بالقيام بأمر ما فإن ذلك لا يتعلق بالمنصب ولا بالحكومة بل بالسوريين أنفسهم، قد يكون هناك أغلبية في الوسط لا تنتمي إلى أي فريق، فإذا أردت أن تقوم بأي تغيير أو التوصل إلى أي حل سياسي ينبغي لكل سوري أن يعبر عن رأيه في ذلك متابعا: طالما أنك تتحدث عن مشكلة وطنية، بالتالي عندما تجري حواراً فإنه لا يكون فقط بين الحكومة والمعارضة بل بين جميع الأحزاب والكيانات السورية، هكذا ننظر إلى عملية الحوار، هذا أولاً وثانياً، مهما كان الحل الذي ترغب بالتوصل إليه في النهاية فعليك أن تعود إلى الشعب من خلال استفتاء لأن ذلك سيتعلق بالدستور وبتغيير النظام السياسي وأي شيء آخر وبالتالي الشعب السوري هو من يقرر ذلك"، مشدداً على ان "الشعب هو الذي ينبغي أن يتخذ القرار وليس أي فريق اخر"، مضيفاً "نحن ذاهبون إلى روسيا وسنتفاوض،
واعتبر انه "إذا توقف الدعم الخارجي والامداد وتجنيد المزيد من الإرهابيين الجدد في سوريا لن تكون هناك مشكلة في هزيمتهم مبينا انه حتى في الوقت الراهن، ليست لدي الحكومة السورية مشكلة من الناحية العسكرية، لكن المشكلة أنه لا تزال هناك عمليات إمداد مستمرة بشكل أساسي من تركيا، تماماً، من الناحية اللوجستية وأيضاً من خلال التمويل السعودي والقطري الذي يمر عبر تركيا".
ولفت الى ان "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤول شخصياً عن دعم الارهابيين لانه يعتنق إيديولوجيا الاسلام المتطرف التي هي أساس القاعدة، ولأنها كانت أول منظمة إسلامية تروج للإسلام العنيف في مطلع القرن العشرين، وإنه يؤمن بقوة بهذه القيم، وهو متعصب جداً، ولهذا السبب فهو يستمر بدعم "داعش" وبالتالي فهو مسؤول شخصياً عما حدث".
وعن رؤيته عن شركاء محتملين في المنطقة مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي أضاف "لن أتحدث عنه كشخص، لكن بما أن مصر والجيش المصري والحكومة المصرية في حرب مع نفس الإرهابيين، كما هو الحال في العراق أيضاً، يمكننا أن نعتبر هذه البلدان مؤهلة للتعاون في محاربة نفس العدو"،
كما وأشار الاسد الى ان "إيران بلد مهم في هذه المنطقة وقد كان لها نفوذ قبل الأزمة، وبالتالي فإن نفوذها لا يتعلق بالأزمة بل يتعلق بموقفها السياسي بشكل عام.
واضاف إن إيران ليس لديها أي مطامع في سوريا، "ونحن في سوريا لم نسمح لأي بلد بأن يكون له نفوذ في بلدناوانما إننا نسمح بالتعاون، لو أردنا السماح لبلد آخر بأن يمارس نفوذه في بلدنا لكنا سمحنا للولايات المتحدة بذلك. في الواقع إن هذه هي مشكلة الولايات المتحدة والغرب بشكل عام إذاً نحن لا نقبل بذلك والايرانيون من جهتهم لا يرغبون بذلك"./انتهي/".