أكد نجل العضو الاسبق في مجلس قيادة حزب الله راغب راغب حرب ان قضية فلسطين كانت الهمّ الأكبر لوالده الشهيد الشيخ راغب حرب الذي كان يطمح الى أن ينضوي تحت أي تنظيم مقاوم ليحارب إسرائيل

 وقال راغب راغب حرب في مقابلة مع مراسل وكالة مهر للانباء ان والده أولى أهمية كبرى للقضية الفلسطينية وحتى قبل بدء الصراع مع العدو الإسرائيلي ، فاعتبر أنّ احتلال القدس واستباحة أرض فلسطين مساس بالأمة الإسلامية ، وكان يطمح أن ينضوي تحت أي تنظيم مقاوم ليحارب إسرائيل ،لأنها جرثومة أصابت جسد الأمة لذا انبرى الشيخ راغب و السيد عباس الموسوي وغيرهم لإستعادة القدس ومحاربة العدو الإسرائيلي ومن خلفه أمريكا التي سعت بكل ما تملك لبثّ الخلافات ونشر العصبيات بين الدول خدمة لإسرائيل ولمشروعها التوسعي في المنطقة .
وردا على سؤال حول علاقة الشيخ راغب حرب بالثورة الاسلامية في ايران وما كان يمثله الامام الخميني الراحل (ره) للشيخ راغب حرب قال : الشيخ كان يدرك أنّ الثورة الإسلامية تمثّل قاعدة الإنطلاقة الاولى للحالة الإسلامية ، وكان سروره عظيماً عند انتصار الثورة إذ سرعان ما اعتلى المنبر وأعلن الولاء والإنضواء تحت راية الإمام ، ورغم مراهنات البعض على أنّ الثورة لا تستمرّ إلا أنّ الشيخ كان يؤكد "الثورة بدأت ولن تنتهي " ، فقد رأى في الجمهورية الإسلامية دولة الإسلام والحلم الذي تحقق . وزار الشيخ الإمام الخميني أكثر من مرة وكان تعلقه به شديداً وعندما استجوبه العدو الإسرائيلي عن هذه العلاقة أجاب :"إنّ الإمام هو القائد والموجّه وإن طلب منا أن نقاتلكم فلن نتردد أبداً ."
 وفيما يتعلق ببداية الحركة والمسيرة الجهادية للشيخ الشهيد قال نجله : ان نشأة الشيخ راغب كانت في كنف أسرة فقيرة وكادحة تميّزت بالإخلاص والكرم والطهارة والتقوى وان منزل والديه كان مفتوحاً أمام العلماء الذين ارتادوا القرية للتبليغ ولإحياء شهر رمضان المبارك وقدتابع الوالد تحصيله الأكاديمي في النبطية ودراسته الدينية مع السيد محمد حسين فضل الله (رض) بداية ثم انتقل إلى النجف الاشرف .
وقد إهتمّ بالقضايا الإجتماعية وخدمة الناس وإحياء صلاة الجمعة ، وبعد دخول العدو الإسرائيلي إلى لبنان استنهض الشباب وأعدّ العدّة لمواجهة قوات الإحتلال وفق الإمكانيات والقدرات المتاحة .
 وحول طبيعة علاقة الشيخ راغب حرب بعائلته قال : على الرغم من القضايا والهموم الكثيرة التي شغلت الوالد إلا أنه لم يهمل عائلته أبدا بل لم يكن يحمل هموم العمل إلى البيت ، فأولى زوجته وأولاده عناية خاصة ومميّزة فانصرف إلى ترسيخ المبادئ والقيم الإسلامية في نفوس أبنائه من خلال أسلوبه وتصرفاته إذ كان يلاعبهم وينشد معهم الأناشيد الإسلامية ويتابعهم في أدق التفاصيل ويتحدث إليهم باللغة الفصحى ويرفض اعتماد المصطلحات الأجنية ، ويسهر على راحتهم موزعاً سنوات عمره التي لم تطل كثيراً بين واجبه الرسالي الجهادي والإجتماعي والأسري .
وردا على سؤال حول ماذا ترك الاب الشهيد في نجله الشيخ راغب على وجه الخصوص من أثر ومتى يشعر الشيخ راغب الإبن بالحاجة الماسة إلى وجود الشيخ راغب الاب إلى جانبه قال : الشهيد الشيخ راغب حرب ترك الكثير ليس في نفسي فقط بل في نفوس كل الشباب ، فقد ارتحل تاركاً لنا إرثاً عظيماً من الفخر والعزّة ولا شك أنّ المسؤولية كبيرة وعظيمة بمقدار من ارتحل وارتفع شهيداً ، فقد غرس فينا الهداية والإيمان العميق بالله وكلّ خير فينا استقيناه من شخصيته العظيمة ، وعلى الصعيد الشخصي شعرت بالحاجة الماسة إلى وجوده في كل مفصل من مفاصل الحياة وعند كل منعطف ، فالوالد دائماً هو الموجّه والمرشد والناصح ولكن ظروف شهادته ومسيرة جهاده التي ختمها الله له بحسن العاقبة جعلت الصبر رفيقنا وسلوتنا ، وشعور الخسارة لم نعرفه يوماً لأنّ الشهادة جائزة كبرى وتاج عظيم. ألم يقل إمامنا زين العابدين (ع) "الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"؟ ففي الوقت الذي كنت أشعر فيه بالحاجة إلى الوالد كنت أستشعر هذه الجائزة الكبرى وهذه النعمة العظيمة ، ان الشيخ راغب حرب كان إنساناً مبدئيّاً، تربّى في مدرسة الإمام الحسين (ع) واستقى منها روح التضحية والفداء، وأعلن موقفه من العدو الإسرائيلي وكان مؤمناً بالصبر، واعتبر أن العدو الإسرائيلي وقع في الفخ وهو المهزوم حتماً، لذا حثّ على الجهاد من خلال خطاباته ومنبره ومحاضراته وفي يومٍ ما قصده ضابط إسرائيلي في منزله محاولاً استمالته فطرده الشيخ متسلّحاً بموقف شجاع ولافت وهو القائل دائماً "إن السلاح دون موقف لا قيمة له" فالموقف هو أساس المواجهة وقد يتمثّل بحجرٍ أو كلمة أو سلاح فالإمام الحسين (ع) خرج مع ثلّة قليلة من الأنصار ليواجه جيشاً جزّاراً بهدف التعبير عن موقف وهذا الموقف هو الذي حفظ الدين واستمراريته.
وفيما يتعلق باستشهاد الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي في التاريخ نفسه قال نجل الشيخ الشهيد : نعم، الشهيدان السعيدان توأمي الجهاد والنضال والشهادة، تابعا الدراسة الحوزوية معاً في النجف الأشرف واستمرّا بالتواصل بعد عودتهما إلى لبنان، حملا همّ القضية الفلسطينية وهموم الناس وواجب مواجهة العدو وهذه العلاقة والتوأمة كان لها دور في تذكية شعلة القادة كالمطر الذي يسقي النبتة، ونبتة المقاومة يسقيها دم الشهداءالقاني ، واستمرّ نزيف الدم مع الشهيد القائد الحاج رضوان الذي كانت شهادته أيضاً في الثاني عشر من شباط ، وبهذه المناسبة أقدّم تحيّة إكبار وإجلال للمجاهدين الذين يكملون المسيرة ويحفظون المقاومة ، ونقول لهم نحن في خدمتكم ومعكم، ندعو لكم بالنصر الدائم والمؤزّر والمبارك تحت راية سماحة السيد حسن نصر الله ورعاية الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية وقائد الأمّة السيد علي الخامنئي ، وللوالد الشهيد وللقادة نقول: مستمرّون على خطاكم وببركة دمائكم الزكية لتحقيق إحدى الحسنيين إمّا النصر وإمّا الشهادة.
وفي معرض رده على سؤال حول العمل الانساني الذي كان الشهيد الشيخ راغب حرب يوليه اهمية كبرة والمبادئ التي كان الشيخ راغب يسعى لتكريسها من خلال هذه الاعمال وهذه المؤسسات صرح راغب راغب حرب :  لقد عاش الشيخ راغب حرب همّ الناس جميعهم وهمّ الفقراء ، إذ نشأ في بيئة فقيرة وفي قرية تعتاش بغالبيتها على الزراعة ، فرأى أنه من أولى الواجبات على أيّ إنسان إن رأى فقيراً أو ضعيفاً أن ينصره فحاول بما توفّر من إمكانيات متواضعة أن يؤسس لشيء ما فأوجد ما يسمّى بالتكافل الإجتماعي الذي بات يعرف اليوم بمؤسسة القرض الحسن وجاء عمله ترجمة لحاجة المجتمع وخلق من الضعف قوة كما أنشأ مبرّة السيدة زينب (ع) للأيتام والفقراء وحرص أن تنشئ الأجيال نشأة إسلامية صحيحة /انتهى/ .