قال الرئيس اللبناني السابق اميل لحود انه على السعودية ان تعود الى موقف جامع لأمة العرب وان تعيد حساباتها في سوريا واليمن ولبنان معا، ذلك انه لا يمكن لنا ان نفهم ان تشن المملكة حروبا، بالواسطة او بالمباشر، بهذا الحجم التدميري الهائل على بعض امة العرب

وقال :"ان هذا الاتفاق يدل ايضا على ان البراغماتية تسمو كل اعتبار في السياسة الاستراتيجية الاميركية، حيث لا صداقات دائمة بل مصالح دائمة، هذه المصالح التي تفرضها دول سيادية تعرف ايضا أين تكمن مصالحها وتتمسك بحقوقها".
ورأى "ان الحدث الاقليمي الأبرز يتمثل بالحرب التي يشنها ما يسمى بالتحالف العربي، بقيادة السعودية، على اليمن في استعادة لماض مؤلم لم تستخلص المملكة عبره، بعد غزوة 1934 وحرب 1962، حيث لم يكن هناك من عجم او عرب او اتراك او وصايات اجنبية في اليمن تتهدد المملكة وأمنها وإستقرارها". وقال: "حبذا لو تستعد المملكة ما أوصلها الى طائفها سنة 1934، وكذلك ما أوصلها الى الاعتراف بالجمهورية العربية اليمنية عام 1962 بعد حشد تحالف مماثل لشن حرب على اليمن بمجرد حصول انقلاب على الملكية اليمنية في حينه".
واضاف :"ان على السعودية ان تعود الى موقف جامع لأمة العرب، وهي المؤتمنة على مقدسات المسلمين، وان تعيد حساباتها في سوريا واليمن ولبنان معا، ذلك انه لا يمكن لنا ان نفهم ان تشن المملكة حروبا، بالواسطة او بالمباشر، بهذا الحجم التدميري الهائل على بعض امة العرب، وهو بالمناسبة ينتمي الى محور الممانعة والمقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وهو النصير الاوحد لقضية العرب المركزية، فلسطين، التي ما ان تجد حلا لها يرتكز على مبادرة بيروت للسلام، وجدت المنطقة العربية سبيلا الى الاستقرار والازدهار".
وفي الشأن اللبناني، لفت لحود الى "ان ما يعاني منه لبنان اليوم انما هو ازدواجية المواقف من احداث المنطقة، في حين يتحاور المتحاورون على الحدود الدنيا المرتقبة من حوارهم، اي تخفيض منسوب الاحتقان على الارض"، متسائلا عن "اسباب هذه الازدواجية، في حين ان لبنان سجل عام 2006 الانتصار على العدو الاسرائيلي، القوة الاعتى في هذا الشرق العربي، بعد ان حرر اراضيه بالقوة عام 2000، كما خبر ان المقاومة هي رافد من روافد قوته التي لا يجوز ولا يمكن لاحد التفريط بها، خدمة لهذا العدو الذي لا يزال توسعيا في استراتيجيته ومشرذما لوحدة الامة العربية".
وقال لحود :"كيف تكون مثل هذه الازدواجية حاصلة في لبنان، والارهاب التكفيري والعدمي لا يزال جاثما على تخومنا الشرقية ومهددا في أي حين بالهجوم على جيشنا وبلداتنا وقرانا المقاومة، ذلك ان شعبنا لن يرضى ان يكفر في أرضه التي هي موئل الديانات والحضارات والثقافات. ان وحدة الشعب والتمسك بالثوابت والمسلمات الوطنية هما السبيل الاوحد لخلاص لبنان على عتبة اقتراب الحلول الكبرى للمنطقة واعادة تموضع الدول الكبرى فيها. ان الشعوب التي تتنكر لمكامن قوتها انما تصبح لقمة سائغة على مائدة المفاوضات بدل ان تحتل مكانها عليها"./انتهي/