تاريخ النشر: ١٣ مايو ٢٠١٥ - ١٢:٠٩

عند ما سأل احد الديبلوماسيين الايرانيين وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لقاء جمعهما في جنيف لماذا ترسلون اشارات ايجابية الى طهران رد كري بالقول: لقد سئمنا من رائحة الجمل (We are tired of the smell of camel)

ستبداء قمة كامب ديفيد اجتماعها بحضور بعض قادة دول مجلس التعاون الخليج الفارسي والرئيس الاميركي باراك اوباما في منتجع كامب ديفيد حيث ان هذه القمة اعتبرت من وجهة نظر الخبراء الغربيين بانها  ضربة معلم لتلامذته الكسولين.
فالرئيس الاميركي باراك اوباما سبق وان وجه توبيخا الى قادة مجلس التعاون الخليج الفارسي قائلا ان مشاكل هذة الدول تاتي من الداخل و ليست من ايران.
هذا النوع من الخطاب في الادب السياسي الاميركي يعتبر نوعا من التذمر الاميركي من سياسات الدول الاخرى رغم ان الرئيس الاميركي كان محقا في انتقاداته الموجهة ضد الدول العربية.
هذه الدول في الحقيقة مازالت تدور في فلك القرون السالفة وتدير مجتمعاتها على غرار العهد الجاهلي العربي ولا تحترم ارادة شعوبها.
دول مجلس التعاون الخليج الفارسي ليس لها مؤسسات مدنية ولا توجد انتخابات فيها ولا احزاب ولا تيارات سياسية والحاكم هو الذى يقرر مصير شعبه.
 فالسعودية وقطر والبحرين تشكل نموذجا للحكم الشمولي القبلي وتقمع هذه الدول شعوبها ولا تسمح  لاي صوت معارض ومثل هذه الامور لا تتلائم والعصر الحاضر خاصة في ظل الثورة المعلوماتية التي اجتاحت العالم.
ففي الضفة الاخرى من الخليج الفارسي توجد دولة غير عربية بنيت على اسس الديموقراطية الاسلامية وخلافا للدول العربية يوجد فيها اكثر من 260 حزبا وتيارا سياسا.
فثمة مؤسسات مدنية وبرلمان نشط واحزاب معارضة والاف المؤسسات التعليمة توجد في هذا البلد واكثر من ذلك اصبحت هذه الدولة تمتلك احدث التقنيات النووية ذات الطابع المدني .
فاختلاف المنهج السياسي والاجتماعي في بلدان كلا الضفتين المطلتين على الخليج الفارسي جعل من تلك الدول ان تكن العداء لجارتها ايران لان الديموقراطية المتاصلة في ايران هي التي تشكل الخطر الحقيقي على الدويلات العربية وليس التقنية النووية الايرانية.
ايران دولة عصرية وتمتلك كل مقومات الدولة الحديثة رغم التزامها بالشريعة الاسلامية ولكن هذه الدولة استطاعت ان تدمج الشريعة بالقوانين المدنية دون المساس بالحريات العامة المتعارف عليها.
فالدستور الايراني من ارقي الدساتير في العالم حيث صاغه في بداية الثورة نخبة من رجال القانون ورجال الدين وهذا الدستور يكفل كل الحريات ويحترم كل الاراء والمذاهب وفق الشريعة الاسلامية.
طبعا تاسيس مثل هذه الدولة لا يروق للدول العربية المطلة على الخليج الفارسي اذ ان الديموقراطية في الجمهورية الاسلامية يعتبر شوكة في خاصرة تلك الانظمة الشمولية والقبلية.
فايران منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979  حتى الان لم ولن تنتمي يوما من الايام الى اي معسكر في العالم وسياستها كانت ومازالت مبنية على شعارلا شرقية ولا غربية و هي مستوحاة من تعاليم القران الكريم.
على عكس ذلك فان الدول العربية المطلة على الضفة الاخرى من الخليج الفارسي تحتمي بالولايات المتحدة وهذه الدول اصبحت محمية لاميركا والقواعد الاميركية متواجدة بكثرة في مثل هذه الدول.
لكن هل يوجد زواج وطلاق كاثوليكي في السياسة الاميركية ؟
طبعا لا لان الولايات المتحدة  لا تفكر الا بمصالحها وخير دليل على ذلك هو مصير الدكتاتوريين السابقين في العراق واليمن وليبيا ومصر وتونس .
الولايات المتحدة باعت عملاءها في تلك الدول بثمن بخس بعد ماان خدموها على مدى عدة عقود لان تاريخ استهلاكهم قد انتهي من وجهة نظراميركا.
هل مصير حكام العرب في الخليج الفارسي سيكون افضل من نظرائهم في  باقي الدول العربية ؟
طبعا لا اذ ان حكام مجلس التعاون الخليج الفارسي ليسوا اكثر دهاءا من باقي حكام العرب والايام القادمة سوف تثبت انه لا يوجد زواج او طلاق كاثوليكي في السياسة الاميركية والولايات المتحدة سوف تترك هولاء الحكام كعصف مأكول.
الولايات المتحدة من خلال قمة كامب ديفيد وجهت تحذيرات الى قادة مجلس التعاون الخليج الفارسي  وهي ان اميركا لا تستطيع ان تدفع المزيد من الثمن ازاء هذه الدول التي لا تحترم ارادة شعوبها.
  حتي الان الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسل 4 رسائل الى القيادة الايرانية اعرب خلالها عن عزمة على تسوية الخلافات مع ايران من خلال ملفها النووي.
 هذه الاشارات الايجابية تدل على ان الولايات المتحدة" سئمت من رائحة الجمل " وتبحث عن حليف جديد لها في المنطقة بدلا من الدول العربية التي اساءت بسمعة الولايات المتحدة بسبب مسايرتها لتلك الانظمة الدكتاتورية المتهالكة.
ايران بعد الاتفاق مع الدول ال 5+1 خلال الشهر القادم ستصبح اللاعب الرئيس في المنطقة ولا قيمة لباقي الدول العربية في الخليج الفارسي منذ ذلك الحين والطلاق الكاثوليكي بين هذه الدول والولايات المتحدة سوف يحدث بالفعل .
فقادة هذه الدول باتت زيجات متعة من وجهة الولايات المتحدة ولا حقوق لها وبالتالي "عاصفة الحزم" الحقيقية سوف تجتاح هذه الدول في المستقبل القريب.
 ومن يدري بخفايا السياسة الاميركية الملتوية وما ذا يخبي ء باراك اوباما في جعبته تجاه دول مجلس التعاون ؟ولا عجب ان يكون الرئيس حسن روحاني اول رئيس ايراني يدخل البيت الابيض خلال الاشهرالقليلة القادمة.

بقلم :حسن هاني زادة رئيس تحرير وكالة مهر للانباء