وقال حميد رزق في تصريح لوكالة مهر للانباء حول آخر التطورات الميدانية والاوضاع الانسانية في اليمن: على الصعيد الإنساني الأمور تزداد تدهورا للأسف الشديد والحصار مستمر وتم قصف واستهداف محطات الوقود ومخازن الأغذية وحتى المشافي والجسور والطرقات والمطارات والموانئ في ظل حصار بحري وجوي وبري خانق وبفعل تصاعد القصف المشافي أصبحت عاجزة عن استيعاب الجرحى والشهداء.
واضاف: اما لجهة المجازر التي ترتكب بحق المدنيين فهي مجازر غير مسبوقة ولا يمكن لمسلم ان يتخيل ما يحصل من دفن للنساء والأطفال والرجال والنساء تحت الأنقاض بشكل يومي في مختلف المحافظات.
وتابع: على الصعيد العسكري لم يسجل منذ بداية العدوان ان الجيش والامن واللجان الشعبية أي تراجع في مواجهة عناصر القاعدة ومليشيات هادي الممولة من السعوديين والامريكيين فالتقدم كبير والسيطرة شبه كاملة في محافظات عدن ومارب وتعز ولحج وابين وشبوة والضالع وهي المحافظات التي شهدت مواجهات وعليه فان الساحة العسكرية وميدان المواجهات المسلحة متقدم جدا بحمد الله تعالى وهذا ما افشل اهداف العدوان وجعله مجرد حالة من العبث والاستهداف المدمر والانتقامي للبنية التحتية والمدنيين
وردا على سؤال حول اسباب التدخل العسكري السعودي في اليمن قال رزق: كانت السعودية مسيطرة على اليمن من خلال عدد من الشخصيات التي كانت تتحكم في النظام الحاكم بصنعاء على مدى عقود لكن في الواحد والعشرين من سبتمبر تمكن اليمنيون وفي طليعتهم انصار الله من اسقاط أدوات الوصاية السعودية الامريكية على اليمن الامر الذي جعل الرياض وواشنطن تطلب من عبد ربه منصور هادي الاستقالة وبعدها تدحرجت الأمور الى ان فشلت رهانات السعودية على الفوضى والاحتراب الأهلي في اليمن فاضطرت للدخول في حرب مباشرة على الشعب اليمني من اجل استعادته مجددا الى حضيرتها وتحت وصايتها.
وفيما يتعلق بتعاون قوات علي عبدالله صالح مع قوات الحوثيين اكد المحلل السياسي اليمني: لا يوجد شيئ اسمه قوات علي صالح وهذا المسمى ليس اكثر من خدعة تروجها لها قنوات دول الخليج ووسائل اعلامها مثل الجزيرة والعربية من اجل إيجاد مبرر لتسويغ تدمير الجيش اليمني والقضاء عليه تمهيدا لحلول القاعدة كقوة بديلة وضاربه تهدد كافة الجغرافيا اليمنية.
واوضح ان ما يوجد في اليمن هو جيش وطني يمني استجاب لنداء الواجب الوطني في التصدي للعدوان الأجنبي والذود عن الكرامة جنبا الى جنب مع اللجان الشعبية والجماهير الواسعة التي تتطوع في ساحات الجهاد لاسناد الجيش وخوض معركة الكرامة والشرف.
وبخصوص علي صالح اشار السياسي اليمني الى انه رئيس حزب المؤتمر وكان رئيسا سابقا منحته المبادرة الخليجية السعودية حصانة ومنحه الاخوان المسلمون فرصة تقاسم الحكم والسلطة معهم غير ان ما يميز موقفه عن موقف عدد من الأحزاب السياسية انه يقف ضد العدوان الأجنبي وهذا حقه وواجبه كانسان يمني دون ان يعني ذلك تحالفه مع انصار الله او ان انصار الله بحاجة اليه كشخص فكل اليمنيين اليوم في خندق ولن يؤثر فيهم تراجع احد أو سقوطه كما انهم يرحبون بكل المواقف الوطنية.
وحول مشاركة الطائرات الاسرائيلية والامريكية في العدوان السعودي على اليمن قال رزق: من غير الخافي على احد ان بدء الشارة الأولى للعدوان على اليمن كان من واشنطن حين اعلن وزير خارجية الكيان السعودي ان اشهرا من التنسيق السعودي الأمريكي سبقت العدوان فيما يعترف الامريكان بحضورهم اللوجستي والمعلوماتي والتسليحي والتدريبي في الحرب.
واضاف: لا يخفى على احد ان الصهاينة على تنسيق وثمة تسريبات من داخل السعودية ان طيارين صهاينة يشاركون في القصف لكننا في اليمن نكتشف بصمة الطيارين الصهاينة من خلال الجرائم التي ترتكب فمن يستهدف المساجد ومساكن المواطنين الامنين ليسوا سوى صهاينة ولا يمكن لعربي اومسلم ان يرتكب مثل تلك الفظاعات بحق الشعب اليمني المسلم.
ولفت الى ان الصحافة الإسرائيلية قدكشفت عن تنسيق إسرائيلي سعودي امريكي تم بموجبه تجريب أسلحة محرمة في اليمن كما حدث في فج عطان لتاتي بعد ذلك طائرة سعودية لتحط في احد المطارات الإسرائيلية لتكشف اكثر حقيقة المشاركة الإسرائيلية في الحرب على اليمن ونهضته القرآنية.
وحول مسار التسوية السياسية في اليمن شدد على ان العدوان على اليمن كان احد أهدافه قطع الطريق على المفاوضات السياسية بين الأحزاب والتيارات الوطنية وقد اكد على ذلك المبعوث الدولي السابق الى اليمن جمال بن عمر حين اكد في جلسة مجلس الامن ان اليمنيين كانوا على وشك التوصل الى حلول سياسية فجاء التدخل السعودي لقطع الطريق على تلك الحلول والمفاوضات وعليه فان انصار الله والقوى الوطنية لا تمانع من عودة استئناف جلسات الحوار بين اليمنيين من حيث توقف لكنهم يرفضون في ذات الوقت أي حوار في الرياض او أي من عواصم العدوان كما يرفضون أي وصاية خارجية على الحوارات السياسية بين اليمنيين.
وبخصوص عبد ربه منصور هادي قال الكاتب اليمني انه لم يعد رئيسا لاعتبارات عديدة: اولا ان مبادرة دول الخليج الفارسي التي لم تعترف بها الثورة الشبابية الشعبية نصت على انه رئيس انتقالي لمدة عامين بدات في بداية2012 وانتهت في مطلع 2014 فيما استمر منصور هادي رئيسا بدون أي شرعية دستورية حتى قدم استقالته في فبراير العام 2015 م و ثانيا قد حاولت بعض القوى السياسية ثني عبد ربه منصور هادي عن الاستقالة لكنه رفض ولما جاءته التوجيهات السعودية والأمريكية بالهروب ومن ثم اعلان تراجعه عن الاستقالة عاد مجددا في محاولة لاثارة الحروب الاهلية بدعم خارجي وهو الامر الذي تم اجهاضه من خلال تحرك الجيش والامن في محافظة عدن وبقية محافظات الجنوب.
وحول تقسيم اليمن بين الشمال والجنوب اكد حميد رزق على ان انصار الله مع إيجاد حلول عادلة ومنصفة للقضية الجنوبية بعيدا عن التدخلات الخارجية وبما لا يعود سلبا على الأوضاع السياسية والأمنية في الشمال والجنوب.
وتابع بالقول: انصار الله يتمنون استمرار الوحدة ويعملون على التواصل مع أبناء المحافظات الجنوبية وطمأنتهم لكن المال السعودي اكثر حضورا وتاثيرا ليس في الجنوب فقط وانما في الشمال أيضا وعليه فاننا نعتقد ان القضية الجنوبية واحدة من ابرز القضايا الوطنية التي زادها العدوان تعقيدا وتحتاج لحلها أولا ايقاف العدوان وثانيا لقاءات شفافة بين القوى الوطنية في الشمال والجنوب للخروج بحلول منصفه وعادلة باي صيغة سياسة تحظى بقبول اليمنيين.
واشار الى مستقبل العلاقات بين اليمن والسعودية قائلا: لقد صار الشرخ كبيرا وعميقا جدا بين الشعب اليمني والنظام السعودي بعد كل هذه المجازر وحرب الإبادة والتدمير التي تنم عن حقد كبير جدا جدا بحق الشعب اليمني المسلم والوفي وباعتقادي ان النظام السعودي اقحم نفسه في معركة وجود حقيقية مع الشعب اليمني فاما يركع الشعب اليمني وينهزم وهذا مستحيل او يهزم النظام السعودي وهزيمته ستكون مقدمة لسقوطه وزواله وبالتالي فان جاز لنا الحديث عن إعادة ترميم العلاقة السعودية اليمنية فليس بعد زوال آل سعود وذهابهم الى مزابل التاريخ باذن الله القوى العزيز وبفعل ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب اليمني المسلم.
وتعليقا على اطلاق حملة لدعم الشعب اليمني تحت عنوان "نسيم الرحمة" من قبل الشباب الايراني قال رزق: نشكر كل من يعيش همنا كيمنيين سواء على المستوى المعنوي من مظاهرات وتضامن ودعم اعلامي او من يسهم أيضا بالدعم والمساندة المادية عن طريق التبرعات وغيرها ومن اجل ان تكون حملات الدعم مثمرة وتذهب الى مستحقيها نرى أهمية المتابعة من قبل القائمين على هذه الحملات مع جهات موثوقة في الداخل اليمني وعن طريق التنسيق أيضا مع المنظمات المعنية بحقوق الانسان والجهات ذات العلاقة في ايران وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية كما نؤكد على ضرورة ان يكون القائمون على هذه الحملات من ذوي النزاهة والتقوى حتى لا تتحول مثل هذه الحملات الى مجرد مهرجانات تستغل معاناة الناس دون ان تكون مؤتمنة على يتجب ازائها./انتهي/
اجرى الحوار: محمد مظهري
تاريخ النشر: ١٨ مايو ٢٠١٥ - ١٨:١٨
اكد المحلل والكاتب السياسي اليمني حميد رزق ان اسقاط أدوات الوصاية السعودية الامريكية على اليمن وفشل رهانات السعودية على الفوضى والاحتراب الأهلي في اليمن جعل الرياض ان تلجأ الي حرب مباشرة على الشعب اليمني من اجل اعادته تحت وصايتها.