وقال الدكتور احمد أديب حول تقييمه بشأن الوضع الميداني في ظل التطورات الاخيرة في إدلب وتداول بعض الاشاعات التي تشير الى سقوط جسر الشغور على يد المجموعات الارهابية في تصريح لوكالة مهر للانباء انه منذ بداية الحرب على سورية اعتمد الأعداء مبدأ التضليل الإعلامي والكذب والإشاعات كحرب نفسية ليوهنوا نفسية الشعب السوري ويضعفوا من ثباته وصموده موضحا ان الشائعات التي تطال جسر الشغور اليوم وتتحدث عن سقوطها كاملة بيد المجموعات المسلحة ليست إلا جزء من سلسلة الأكاذيب التي درجوا عليها، ولن تكون الأخيرة، لكن المسألة لا تتعلق بسقوط جسر الشغور أو عدم سقوطه، بل بالأهمية الاستراتيجية لجسر الشغور، فهي أقرب لبلدة منها لمدينة، ونتذكر أن أولى المجازر الوحشية ارتكبت فيها بحق أفراد مفرزة الأمن العسكري في حزيران 2011، وهذا يعني أنها تشكل حاضنة شعبية للمسلحين أولاً، وأنها لم تكن تجمعاً عسكرياً بالمعنى الحقيقي للكلمة، إذ لا يوجد فيها سوى بعض الحواجز الأمنية والعسكرية التي انسحبت مع بداية الهجوم المسلح الأخير حرصاً على حياة الجنود، ليتسنى للجيش أن يقوم بعملية إعادة تجميع القوات العسكرية ويبدأ هجومه المعاكس مبتدئاً بجسر الشغور، ومترافقاً بريف اللاذقية الشمالي، لتكون هذه الحلقة الأولى في مرحلة إعادة بسط سلطة الدولة على محافظة إدلب ككل ريفاً ومدينة، فعندما يريد الجيش أن يستعيد موقعاً فإنه يستعيده في غضون أيام، وهناك أمثلة سابقة مثل كسب والقصير وحقل الشاعر.
وردا على سؤال حول الاوضاع الحالية في القلمون قال: ان الوضع في القلمون أكثر من جيد، فالتحالف القوي بين الجيش العربي السوري وحزب الله على جبهة القلمون يؤتي ثماره بقوة وبسرعة، وقد عرضت وسائل الإعلام كيف أن المسلحين هربوا من معسكراتهم وكهوفهم التي كانوا يختبؤون فيها تاركين خلفهم كل عدتهم وأغراضهم، وهروبهم لافتا الى ان هذا يدل على مدى الرعب الذي يلقونه تجاه الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله من جهة لبنان معتقدا أن معركة القلمون ستحسم قريباً جداً، لأن القيادة السورية وقيادة حزب الله لديهما الإصرار المشترك على القضاء على الإرهاب في هذه المنطقة الحدودية بشكل كامل.
وبخصوص مستقبل المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف قال الباحث والمحلل السياسي السوري: كرأي شخصي أنا ضد إضاعة الوقت في مفاوضات لا ثمار لها ولا نتيجة لها إلا المزيد من الدم على الأرض السورية، فموقفنا الشعبي معروف من المعارضة اللاوطنية التي تعتاش على فتات ما تقدمه لها دول الغرب وبعض العرب ومتأسلمو تركيا، وهذه المعارضة لا يمكن أن تكون مقبولة من قبل الشعب في رسم مستقبل سورية، لذلك أرى أن هذه المفاوضات عقيمة لا مستقبل لها ولا جدوى منها لكن الدولة السورية تجد أنه من الحكمة الذهاب إلى جنيف إثباتاً لوجودها ومنعاً للتصيد في المياه العكرة كي لا يقال: (إن الدولة السورية لا تريد الحوار)، فالحوار هو ما دعا إليه السيد الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة ومنذ البداية، لكنه أراد الحوار الوطني بين أبناء الشعب السوري وعلى الأرض السورية، والذي يصيغ مستقبل سورية مشرقاً ناصعاً يليق بكل تضحيات أبنائها وشهدائها.
وفيما يتعلق بتداول بعض شائعات حول احتمال دخول القوات التركية والسعودية الى الاراضي السورية بدافع الاطاحة بالحكومة السورية قال احمد اديب انه بات من المعروف أن عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين انضموا لجبهة النصرة وداعش وباقي فصائل تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين هم من أكثر من 80 جنسية تقاتل على الأرض السورية، وعددهم الأكبر من السعودية ودول الخليج والأطراف الحدودية لتركيا كالشيشان وغيرهم ومن المعروف أيضاً أنهم دخلوا الأرض السورية من جهتين: الأردن جنوباً وتركيا شمالاً، مصحوبين بالدعم اللوجستي والمالي والعسكري المسلح من قبل تركيا والسعودية وقطر والأردن وإسرائيل، وذلك بهدف إسقاط الدولة السورية لافتا الى ان الدولة السورية قبضت على العديد من الضباط الأتراك والسعوديين والعرب خلال الفترة الماضية، وكشفت عن غرف عمليات سعودية وتركية وأردنية وأمريكية في المناطق الحدودية من جهة تركيا والأردن ولبنان مؤكدا على أن احتلال كسب سابقاً واحتلال إدلب اليوم، كان مصحوباً بتدخل مباشر من الجيش التركي بمدفعيته وعناصره وطائرات الاستطلاع وقطع الاتصالات عبر الحدود الشمالية المفتوحة مع تركيا.
وشدد الباحث السياسي السوري على أن القوات التركية والسعودية دخلت فعلاً إلى الأراضي السورية بالوكالة وبالأصالة رغم النفي الذي سمعناه مؤخراً من رئيس الوزراء التركي أحمد داؤود أوغلو، لكن لن يستطيعوا أن يتدخلوا أكثر من ذلك أو أن يطبقوا سيناريو اليمن، فهم وقواتهم وإرهابيوهم كانوا وما زالوا يتقهقرون أمام إرادة وصمود وبطولات الجيش العربي السوري الذي يصنع أساطير النصر على أعداء الإنسانية.
وحول دور حلفاء سوريا مثل إيران وحزب الله وروسيا في الدفاع عن الشعب السوري اكد أحمد اديب على ان الدفاع عن الشعب السوري هو مسؤولية الجيش العربي السوري قبل أن يكون مسؤولية الحلفاء، لكن بعد انكشاف المؤامرة وخفاياها تبين للقاصي والداني أن الحرب ليست فقط ضد سورية، إنما ضد محور المقاومة كاملاً، لذلك فالكل معني بالدفاع عن المحور المتكامل (سورية وروسيا وإيران وحزب الله)، وحين يقومون بالواجب فهم لا يدافعون عن الشعب السوري، بل يدافعون عن أنفسهم كما أعلن السيد حسن نصر الله في أكثر من مرة حين تحدث عن دخول قوات حزب الله إلى الأرض السورية وتقديم الشهداء دفاعاً عن وجود حزب الله المرتبط بوجود سورية، وهذا الأمر يندرج على إيران وروسيا، ولهذا نتمنى ونطالب أن يكون الدعم أكبر على المستوى العسكري والاقتصادي من قبل الحلفاء، وليس فقط على المستوى السياسي، فالشعب السوري لا يريد دعماً لتعزيز صموده بل يريد دعماً عسكرياً يساعده في القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والأمان ودعماً اقتصادياً ينهض به من حالة الفقر إلى حالة العيش الكريم.
وفيما يتعلق بما يقال حول مخططات لانفصال الاكراد عن سوريا قال:كل هذه الحرب هدفها تقسيم سورية والمنطقة إقليمياً وعرقياً وطائفياً، وهناك من يحرض الاكراد للانفصال علماً أنهم من المكونات السورية الأساسية، إلا أن الإرادة الصهيونية في التقسيم بدأت بزرع الكيان الكردي في شمال العراق بقيادة البارزاني الذي يستجدي أمريكا للانفصال بدولة كردية خاصة تنفيذاً للمشروع الصهيوني التقسيمي، وهذا يحرك نوازع الانفصال لدى بعض الضعفاء من الذين لم يدركوا خطر التقسيم حتى الآن، إلا أن العقلاء من الأكراد السوريين يرفضون مشروع الانفصال ويواجهونه من خلال دورهم السياسي والوطني، ومثال ذلك ما جرى بعد تحرير عين العرب (كوباني) التي لم تنفصل عن الدولة السورية.
واكد في ختام كلامه ان الأمل كان وما يزال موجوداً في تحقيق النصر وضرب المجموعات الإرهابية، بل وأكثر من ذلك ضرب رؤوسهم الداعمين لهم في تركيا والسعودية والأردن وإسرائيل، فالمعركة معركة وجود، والجيش العربي السوري على قدر القوة والمسؤولية التي تخوله أن يصنع معجزة الانتصار الحتمي والحقيقي على الإرهاب، وهو أهل لذلك، ومن يشاركه في حربه ينال شرف المشاركة في القضاء على الإرهاب، والتاريخ سيسجل هذه البطولة بحروف من ذهب./انتهي/
اجرى الحوار: محمد مظهري
تاريخ النشر: ٢٦ مايو ٢٠١٥ - ١٤:٠٤
أكد مدير المركز السوري المقاوم للدراسات والتأهيل أحمد أديب أحمد ان التحالف القوي بين الجيش العربي السوري وحزب الله على جبهة القلمون يؤتي ثماره بقوة وبسرعة معتقدا أن معركة القلمون ستحسم قريباً جداً