قال وزیر الدولة الأسبق في الكويت عبدالهادي الصالح ان هناك تقارب بدأ يحصل بين جماعة الاخوان المسلمين مع بعض الدول العربية بعد ان تعاطف الاخوان مع هذه الدول العربية في الملفين السوري واليمني .

واضاف الصالح  في تصريح لوكالة مهر للأنباء : بحسب المعطيات الاقليمية يبدو ان هناك نوع من التفاهمات بين بعض دول الخليج (الفارسي) وحكومة أوغلو في تركيا لاعادة النظر في العلاقة مع جماعة الاخوان المسلمين واعطائهم دورا بعد ازاحتهم واتهامهم بأعمال ارهابية خاصة بعد ان ابدى الاخوان مؤخرا تعاطفا مع الانظمة العربية تجاه بعض الملفات العالقة كالملف السوري والملف اليمني .

وردا على سؤال حول تداعيات قرار محكمة مصرية الغاء اعتبار حركة حماس كمنظمة ارهابية صرح الصالح : ان اعادة ترطيب العلاقة المصرية مع حماس قد يساعد القاهرة على لجم الجماعات الارهابية التي قد تستفيد من الاحتقان المصري الحماسي لاسيما في حركة الارهابيين في المناطق الحدودية المتاخمة لغزة معقل حماس ، وعلاوة على ذلك فإن حركة حماس تعاني من أزمات سياسية ومالية خانقة في ظل الظروف الحالية ولعل في اعادتها الى صف الانظمة العربية عبر اعادة اعتبارها دعوة ومحاولة لقطع الطريق بينها وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تعتبر القضية الفلسطينية من اولويات اهتمامها .

وفيما يتعلق بتداعيات صدور حكم اعدام الرئيس المعزول محمد مرسي وامكانية عودة الاخوان الى النشاطات السرية وكذلك امكانية اعدام محمد مرسي قال الصالح : استبعد اعدام الرئيس المعزول محمد مرسي بسبب الضغوطات الخارجية ولعل تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اثناء زيارته الاخيرة في برلين التي حاول التطمين بأن احكام الاعدام الاخيرة التي طالت مجموعة كبيرة من قيادات ومنتسبي الاخوان المسلمين ماهي الا احكام قضائية ابتدائية دليل على ذلك ، وعلاوة على ذلك فإن تجربة استئصال قيادات الاخوان تأتي بنتائج عكسية فبعد اغتيال مؤسسها المرحوم حسن البنا عام 1949 وبعد اعدام المرحوم سيد قطب عام 1966 لم تخمد هذه الحركة وانما استعرت داخل مصر وامتدت الى العالم ومن المحتمل ان يلجأ الاخوان المسلمون الى العنف المسلح في حال اعدام مرسي مما يشكل تهديدا مضاعفا للامن القومي المصري الذي يعاني اليوم من العمليات الارهابية .

وردا على سؤال حول تكرار السلطات المصرية بأن امن الخليج الفارسي من امن مصر واسباب هذا التدخل المصري في الشرق الاوسط وسعي القاهرة للقيام بدور في المنطقة قال : بغض النظر عن اية تداعيات سياسية تعتبر مصر تاريخيا عاصمة العروبة فهي مصدر الايدي المهنية العاملة والنخب الاكاديمية ومركز الاعمال الثقافية والادبية والفنية ولاشك ان دول الخليج (الفارسي) تمثل لمصر مصدرا ماليا مهما سواء عن طريق القروض والهبات او ما يحوله العاملون المصريون من عملات صعبة ولذلك لا توجد خيارات امام القاهرة الا ان تقف مع هذه في المجمل العام حتى وان اظهرت بعض التحفظات ازاء بعض الملفات العالقة .   

وفيما يتعلق بقيام القاهرة بطرح مبادرة حول تشکیل قوة عربیة مشترکة واهداف مصر من طرح ودعم هذه المبادرة قال : ان تشكيل قوة عربية مشتركة هو حلم قديم تأسس مع انشاء جامعة الدول العربية والاتفاق العربي للدفاع المشترك ولكن بقي مجرد حبر على ورق خاصة مع النزاعات العربية -العربية الا النزر البسيط ولظرف ما كما في تهديد الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم عندما هدد بضم الكويت الى العراق في بداية استقلال الكويت 1961 ، وكانت الشعوب العربية ومعها الشعب الفلسطيني تأمل بتفعيل الدفاع المشترك ضد الصلف الصهيوني الذي عاث في الاراضي الفلسطينية غصبا وحرقا وقتلا دون مواجهة اللهم الا بمزيد من المؤتمرات وبيانات التنديد ، ولا اعتقد ان الانظمة العربية حتى الان قادرة على تفعيل القوة المشتركة في حالة تأسيسها فعليا نظرا لاختلاف المصالح وتباينها كما ان بعض الدساتير لا تسمح باطلاق قرار الحرب الا باجراءات وطنية صعبة اضافة الى ان التحالفات والضغوطات الاقليمية لا تسمح باستقلالية قرار اي قوة عربية /انتهى/ .