وقال الشيخ نعيم قاسم : إن تنظيم القاعدة ومتفرعاته من داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات هم مشروع تدميري وإلغائي في هذه المنطقة، بدليل ما فعلوه من تخريب وقتل ودمار، وقلب لحياة الناس بشكل غير عادي، والقلق الكبير الذي تعيشه المنطقة بسببهم، فتنظيم القاعدة لا يقبل إلا من كان على شاكلته أو يقتلونه، ولا يوجد أفكار أو آراء أخرى أو حضور إنساني خارج عن دائرة قناعاتهم، وهم لا يقبلون من يخالفهم، بل يتصرفون معه على قاعدة أنه مخالف لهم، فإما أن تكون الناس معهم ۱۰۰% أو لا وجود لهم، ونحن إذا لم نقل إن القاعدة أسوأ من إسرائيل، لقلنا إنها تساويها في كل شيء، ونلاحظ هذا التصادف الكبير بين القاعدة وإسرائيل نشأة وسلوكا، فإسرائيل نشأت بفعل تجميع اليهود من كافة أقطار العالم ليأتوا إلى فلسطين ويطردوا أهلها ويجلسوا مكانهم ويفرضوا قناعاتهم.
واضاف: "إن الإرهابيين التكفيريين لا يستمعون لأحد، ولا عهود لهم أمام أحد، بدليل ما فعلوه مؤخرا بالموحدين الدروز، حيث إنهم قتلوهم ذبحا على الرغم من العهود التي أعطيت ليبقوا في أماكنهم، وقبل قتل الدروز قتلوا من المسيحيين والإيزيديين، ومن السنة قبل الشيعة، حيث أن الأعداد التي قتلت من أهل السنة على يد داعش تفوق مرات ومرات ما قتل من كل الطوائف والمذاهب الأخرى، وهذا ما يؤكد أن هؤلاء قتلة مجرمين لا يريدون أحدا، والحل الوحيد معهم هو قتالهم واقتلاعهم من أرضنا ومن أي موقعة نستطيع من خلالها أن نقضي على هذه الجرثومة السرطانية التي تشابه جرثومة إسرائيل، فلا يوجد حل آخر، وان أي حل يطرحه بعض المساكين غير قتال التكفيريين، فإننا نقول لهم أين أنتم وفي أي قرن تطرحون هذا الحل، فهؤلاء لا يمكن التفاهم معهم، ولا يقبلون أحدا، ومشروعهم تدميري، والحل معهم لا يكون إلا بقتلهم".
وتابع: إن مجاهدي المقاومة الإسلامية أنجزوا إنجازا تاريخيا عظيما في جرود عرسال والقلمون بالتعاون مع الجيش العربي السوري، وهذا الإنجاز المقاوم هو إنجاز للحاضر والمستقبل، وهو تاريخي ومؤثر، وسيكتشف الجميع لاحقا أنه سيؤثر على المعادلات السياسية في هذه المنطقة، وسيسجل في يوم من الأيام أن الساحة تغيرت بعد هزيمة الإرهاب التكفيري في منطقة القلمون وجرود عرسال كما سجل ورسم في عدوان تموز عام ۲۰۰۶ أن الساحة تغيرت بعد هزيمة إسرائيل، بالرغم من أن البعض كان يهول علينا بأن هؤلاء التكفيريين هم جزارون وبطاشون، فهم بالأصل يعتمدون هذا الأسلوب لإخافة الآخرين حتى يدخلوا إلى البلدان بسهولة، ونحن نقول إن هؤلاء يهولون على الضعفاء والجبناء وعلى أمثالهم، ولكن لا يهولون على المقاومين والمجاهدين الشرفاء، فانتهى زمن التهويل والإمارة في لبنان، ونحن الآن في زمن التثبيت والتنظيف في آن معا كي لا يبقى للبعض صوت قادر على أن يصنع مستقبلا لهذا الإرهاب التكفيري، وسيرى الجميع هذا في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى".
واشار الى انه "يجب أن تتكاتف كل الجهود من أجل مواجهة الخطر التكفيري، وهذا مسؤولية الجميع، ونكرر أننا لو لم نواجه التكفيريين مسبقا لدخلوا إلى بيوتنا في كل بقعة ومنطقة في لبنان، وخير لنا أننا واجهناهم بعيدا عن بيوتنا، وضربنا مشروعهم وكسرناه عند حدودنا اللبنانية قبل أن يدخلوا إلى عمق مناطقنا، وإلا لكانت الأثمان ستكون باهظة أكثر./انتهى/