يتابع الملك السعودي الجديد سلمان بن عبدالعزيز والحلقة المقربة منه تنفيذ المرحلة الثالثة من انقلابهم على الحكم في داخل السعودية حيث نفذ هؤلاء في المرحلة الاولى من انقلابهم عملية تنحية عدد من القيادات مثل تنحية رئيس مكتب الملك السابق ومستشاره خالد التويجري بالاضافة لى ابناء عبدالعزيز من مناصبهم لكن الملك الجديد احتفظ بمقرن بن عبدالعزيز كولي للعهد .
وفي المرحلة الثانية من الانقلاب تم عزل الامير مقرن بن عبدالعزيز لأنه خالف العدوان على اليمن وتم تنصيب محمد بن نايف بدلا عنه ، ومن جهة ثانية تم تعيين محمد بن سلمان وليا لولي العهد وهذا يعني ان محمد بن نايف هو الذي سيصبح ملكا في حال وفاة الملك سلمان حتى اذا كان مقرن على قيد الحياة .
وتبقى الشخصية الوحيدة من ابناء الملك عبدالله في الحكم هو ابنه متعب الذي يرأس الحرس الوطني في وقت تشير التطورات ان محمد بن سلمان يسعى ايضا الى ازاحة متعب بن عبدالله عن رئاسة الحرس الوطني .
ويسعى الملك السعودي الى ترتيب البيت الداخلي السعودي بواسطة ابنه محمد لتهيئة اوضاع العائلة الحاكمة بعد تلقي القبول بالهزيمة في اليمن حيث يعلم الملك سلمان ان آلاف الامراء السعوديين من بين 15 ألف امير سعودي سينقلبون عليه وعلى ابنه محمد فور اعلان انتهاء الحرب في اليمن دون تحقيق انجاز ولذلك قام مستشارو الملك بتذكيره بضرورة البدء بالمرحلة الثالثة من الانقلاب الداخلي قبل تدهور اوضاع السعوديين في حرب اليمن اكثر مما هو متدهور الآن ، وفي هذا السياق يأتي سعي محمد بن سلمان لتنحية متعب بن عبدالله عن منصب رئاسة الحرس الوطني ورغم هذا فإن المرحلة الثالثة من الانقلاب لن تكون كسابقاتها ولن تشمل فقط عزل امراء عن مناصبهم بل احالتهم الى القضاء والتعامل الامني والقضائي مع الأمراء المعارضين .
ومن بين الامراء المعارضين الذين غضب الملك السعودي اكثر من غيرهم عليهم يبرز 3 اسماء وهم مقرن بن عبدالعزيز وبندر بن سلطان ومتعب بن عبدالله ، وقد قرر الملك السعودي فرض الاقامة الجبرية على بعض الامراء الذين يتم تنحيتهم عن مناصبهم في هذه المرحلة من الانقلاب على الحكم حيث سيتم اقصاء الامراء المعارضين لمحمد بن سلمان ومن ثم سيتم فرض الاقامة الجبرية على حاشية هؤلاء الامراء او نفيهم الى خارج البلاد .
الأمراء يحزمون حقائبهم
يقول دبلوماسيون غربيون ان الكثير من الامراء السعوديين الذين لم يقدروا على مواجهة البلاط وهم يخشون من وصول محمد بن سلمان الى سدة الحكم قد بدأوا بمغادرة الرياض نحو واشنطن ولندن وباريس برفقة عوائلهم وهم لايرغبون في السكن في دول عربية لكي لايقعوا ضحية صفقات امنية ، كما ان هناك بعض الامراء يرجحون البقاء في السعودية وانتظار نتيجة هذه التقلبات في الحكم ، ومن بين الامراء المعارضين بشكل علني للملك سلمان ولمحمد بن سلمان يبرز اسم الامير سعود بن سيف النصر وهو من احفاد الملك سعود وعضو في هيئة البيعة ، وقد عدل هذا الامير عن بيعته لمقرن بن عبدالعزيز ومحمد بن سلمان واعلن ان ولي العهد السعودي عند العقلاء هو شخص آخر .
ويعتبر سعود ناشطا في تويتر وقد انتقد في تغريدة الرشاوي التي دفعتها السعودية لرؤساء باقي الدول لكي يتخذوا موقفا مؤيدا للرياض في العدوان على اليمن ، حيث قال : "لقد صرف في الأشهر القليلة لتغطية صفقات وهمية ورشوة حكام دول وشراء ذمم وتكاليف مغامرات مراهقين ما يزيد عما صرف في سنوات من الفترة الماضية"، وأضاف : "الذي صرف خلال الأشهر الماضية يكفي لإغناء كل الفقراء وإسقاط الديون الحكومية عن المواطنين وسداد ديونهم الشخصية ودفع منازلهم المستأجرة لأعوام ".
اصرار محمد بن سلمان على تنفيذ المرحلة الثالثة من الانقلاب
يصر محمد بن سلمان كثيرا على تنفيذ المرحلة الثالثة من الانقلاب ويلح على أبيه من أجل ذلك لكن مستشاري الملك السعودي قد نبهوه بأن اعداد ملفات قضائية وأمنية ضد الامراء السعوديين المعارضين سيكون له تبعات سلبية جدا على الصعيد الخارجي واذا تم اعتقال امراء معارضين فإنهم سيطلق سراحهم بضغط امريكي تماما كما حصل مع بندر بن سلطان الذي حبس بسبب تدبير انقلاب ضد الملك السابق لكنه اطلق سراحه بضغط امريكي واسرائيلي وقد اصبح بعذ ذلك رئيسا لجهاز المخابرات السعودي .
ويتهم محمد بن سلمان الامراء السعوديين المعارضين الذين يريد ملاحقتهم قضائيا بأنهم ضغطوا على باقي رؤساء العرب والدول الحليفة مع السعودية مثل باكستان وتركيا ليتراجعوا عن دعمهم للسعودية في العدوان على اليمن كما يعتقد محمد بن سلمان ان الخلافات الداخلية التي وقعت مؤخرا في الامارات بسبب حرب اليمن هي ايضا نشبت بسبب اشارات هؤلاء الامراء السعوديين المعارضين .
واخيرا قالت المصادر المطلعة ان عدد الاجتماعات التي يعقدها الملك سلمان ومستشاروه للبحث في كيفية وتوقيت البدء بتنفيذ المرحلة الثالثة من الانقلاب قد ازداد في الايام الاخيرة لكن لم يتم التوصل الى نتيجة نهائية في هذا الخصوص حتى الآن /انتهى/ .