وكالة مهر للانباء – القسم الدولي : الصمت المريب لوزير الخارجية الالماني في المفاوضات النووية , اثارت شكوكا عديدة حول الدول السلبي او الايجابي لبرلين في الجولة الاخيرة من المفاوضات , ففي حين رحب شتاينماير بصفته احد زعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المانيا واستنادا الى سياساته حزبه , بالاتفاق النووي مع ايران , ولكنه عمليا لم يعمل لحد الآن كعامل مسرع في المفاوضات.
هذا الاسلوب المريب الذي ينتهجه شتاينماير بلغ ذروته في المفاوضات النووية التي جرت في لوزان , حيث تحدث مرارا عن اليأس والفشل اثناء سير المفاوضات , واتخذ مواقف سلبية مثل تأكيده على الغاء العقوبات بشكل تدريجي وغيرها , مما اثار استغراب العديد من المحللين. واثناء الجولة الحالية من المفاوضات النووية رجح شتاينماير ان يكمل اللعبة المعقدة المشتركة من قبل امريكا وفرنسا بدلا من اتباع مواقف وسياسات الحزب الديمقراطي الاشتراكي في المانيا.
فصمت شتاينماير في مفاوضات فيينا الاخيرة , جاءت بسبب الضغوط التي يمارسها عليه اللوبي الصهيوني الفعال في برلين , فقد ذكرت مصادر مطلعة بهذا الخصوص ان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو اكد لشتاينماير بانه اذا لم يتمكن ظاهريا من اتخاذ مواقف مثل فابيوس , فليعمل على اتباع السياسة السلبية لوزير الخارجية الفرنسي في المفاوضات.
فشتاينماير بصفته وزير خارجية احدى الدول الداعمة لامتلاك الكيان الصهيوني للاسلحة النووية , ليس امامه سوى تنفيذ اوامر نتانياهو واللوبي الصهيوني النشط في برلين , كما ان ضغوط الحزب الديمقراطي المسيحي (حزب المستشارة الالمانية ميركل) كانت مؤثرة في هذا الشأن,
ففي الايام الماضية بلغت ضغوط الكيان الصهيوني على شتاينماير مرحلة جديدة , بحيث ان صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية اعتبرت في عددها الاخير ان المانيا من اقل الاطراف الغربية جهدا في مواجهة ايران , منتقدة سياسة برلين حيال المفاوضات النووية.
ومع ذلك فان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الذي يقدم حزبها اكبر دعم ممكن للكيان الصهيوني وسياسات تل ابيب في المنطقة والنظام الدولي , وعدت المسؤولين الصهاينة باحتواء وتوجيه شتاينماير في المفاصل المهمة والمصيرية في المفاوضات النووية , وطبعا فان مسؤولي الكيان الصهيوني لم يعتمدوا على وعود ميركل لان شتاينماير بالرغم من انه وزير خارجية حكومتها , الا انه يعتبر منافسا سياسيا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض والذي يشارك في حكومة ائتلافية مع مستشارة المانيا.
ولهذا السبب فان مسؤولي الكيان الصهيوني الى جانب احتواء لعبة شتاينماير عن طريق ميركل , وجهوا تحذيرات مباشرة الى وزير الخارجية الالماني.
تجدر الاشارة الى ان المانيا انفقت لحد الآن ملايين الدولارت لبناء المنشآت النووية المحظورة في قاعدة ديمونا (في اطار دعم البرنامج النووي الخطير واللامشروع للكيان الصهيوني)
فقد نشر «هانس روهله» (Hans Rühle) الذي يعد المؤسس الاكاديمي لسياسة المانيا الامنية واحد كبار الصحفيين والخبراء النوويين الالمان والذي شغل منصب رئيس لجنة التخطيط بوزارة الدفاع الالمانية بين عامي 1982 و1988 واحد ممثلي المانيا في حلف الناتو , نشر مقالا بتاريخ 14 ابريل/نيسان 2015 في صحيفة بيلد, كشف فيها عن ابعاد جديدة من التعاون بين المانيا والكيان الصهيوني في تصنيع الاسلحة النووية , حيث جاء في قسم من هذا المقال : ان القرض الذي قدمته المانيا لاسرائيل لا يكفي فقط لبناء منشآت نووية وانما هو اكثر من ذلك , واستنادا الى حسابات «کورت بیرن باخ»، احد المفاوضين الالمان مع الجانب الاسرائيلي في عام 1965 , فان هذا القرض من الناحية الاقتصادية اشبه بان يكون منحة , لان مبلغ القرض المقدم استنادا الى قيمته في الوقت الحاضر يساوي نحو 5 ملايرات يورو , ومع الاخذ بنظر الاعتبار شروط تسديده , فان 4 مليارات يورو من هذا المبلغ تحول الى مساعدة مالية./انتهى/