علق النائب البناني السابق اميل لحود على كلام سعد الحريري مشيرا الى ان "طريق القدس لا تمر بالتأكيد بمكان إقامتك في السعودية التي لم تقدم تاريخيا للقضية الفلسطينية سوى بيانات الاستنكار، والتي غابت عنها حتى منذ سنوات".

ولفت الى ان "الحريري الذي يدعو المقاومة الى عدم التدخل في سوريا كان أول من أعلن أنه لن يعود الى لبنان إلا من مطار دمشق، وهو تخلف، كعادته، عن هذا الوعد، ولو أنه لم يتعلم ألا يعد بما لا يملك القدرة على تحقيقه، والدليل بعض ما ورد في كلمته أمس".
وأضاف "بدل أن يتلهى رئيس أكبر كتلة نيابية بالشأن السوري، وقضايا اليمن والعراق والبحرين وشؤون الخليج الفارسي، فليهتم قليلا بالقضايا اللبنانية وبالشعب اللبناني الذي يعاني من مشاكل اقتصادية، في حين أن الحريري يتنقل بين قصر في الرياض وآخر في جدة، ويمنحنا، عن بعد، نظريات لا تليق، نظرا لركاكتها، بأن تصدر عن رئيس حكومة لبناني سابق".
ورأى لحود أن "حماسة الحريري تأييدا للدول التي تتدخل في شؤون دول أخرى، كما يحصل خصوصا في سوريا واليمن، هي سبب عدم انزعاجه ربما من سقوط طائرة إسرائيلية كانت تحلق فوق رؤوس وزرائه ونوابه في طرابلس، وهي لم تستحق إشارة في كلمته الرمضانية الطويلة، تماما كما لم تستحق بيان استنكار من نوابه أو منسقي تياره ولا سؤالا عن الهدف من تحليقها، فهل أن الحقد الطائفي جعلهم يعتبرون أن إسرائيل لم تعد عدوة ولا جيشها، الذي يحلق طيرانه يوميا في سمائنا، منتهكا للسيادة؟".
وقال "نقول للحريري إن المعركة في سوريا هي حربنا، وهي جزء لا ينفصل من المواجهة مع إسرائيل المتورطة مباشرة مع التنظيمات التي ارتكبت مجازر وحشية في حق البشر والمعالم الروحية والتاريخية، أما الشهداء من المقاومة الذي يسقطون على الأرض السورية فهم أبطال يملكون ما فقده كثيرون، من جرأة ووطنية وكرامة وعزة نفس، وهم يذودون عنا وعن أطفالنا ومقدساتنا وحدودنا".
وتابع "أما العواصف التي تعول عليها، فثبت بالتاريخ والتجربة، بأنها ليست سوى عواصف في فنجان، والدليل عجزها عن تحقيق ما هو أكثر من الخراب والدمار والقتل في اليمن، أما إشادة الحريري بعاصفة الحزم فنأمل أن تعود إليه بفائدة مالية عله يتمكن من تسديد الرواتب المتأخرة في بعض المؤسسات التي يملكها، قبل عيد الفطر".
ولفت الى ان "ما يفرقنا عن الحريري ليس الاختلاف في المواقف السياسية فحسب، بل اختلاف في القيم وهذه، للأسف، لا تورث ولا تحفظ في مصرف ولا تربح في مناقصة"./انتهى/