وهاجم هيكل في مقابلة مطولة اجرتها معه صحيفة السفير البيروتية السعودية ودول الخليج (الفارسي) ، واصفا إياها بأنها "دول متخلفة"، مشيدا بالجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله، وقال إن حزب الله يدافع عن نفسه في سوريا، فيما كشف أيضا أن "مصر تسعى للتقارب مع إيران" إلا أن ضغوطا تمارس على السيسي لثنيه عن التقارب مع طهران.
وقال هيكل: "السعودية ودول الخليج (الفارسي) تتصرف بطريقة متخلفة"، وتابع: "مصر وايران وتركيا أوطان حقيقية، والباقي كله يشكل فسيفساء بين أوطان حقيقية"، في إشارة إلى أن السعودية ودول الخليج (الفارسي) ليست سوى دول هامشية أمام الدول الثلاث الكبرى المشار إليها.
ومن المعروف أن هيكل هو أحد أهم الصحفيين والكتاب المقربين من الرئاسة في مصر، منذ وصول السيسي إلى الحكم، ويقول بعض المصريين إن هيكل هو الذي كتب نص الخطاب الذي ألقاه السيسي يوم الثالث من تموز/ يوليو 2013، وانقلب بموجبه على الرئيس المنتخب.
وقال هيكل في المقابلة مع الصحيفة اللبنانية، "إذا عدنا إلى أساس الموضوع فإنني أشك كثيرا في أن تتخطى السعودية أزمتها، ولكن لا أعرف كيف ستكون النهاية وكيف ستتطور الأزمة. الملك سلمان ليس حاضرا بما يكفي، وجيل الصغار متكبرون، ويأخذهم غرور القوة. النظام السعودي غير قابل للبقاء. أما البدائل فلا بدائل! ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل. هناك مشكلة حقيقية، وهذا هو ما يبقي السعودية".
وتابع هيكل: "الجيش في السعودية يتحكم به أمراء الأسرة. هم أذكياء إلى درجة أن الوحدات الرئيسية في الجيش هي بقيادة أمراء. هل هناك من يملك المصداقية المطلوبة؟ لا أدري. كلهم يتساوون، ولا أحد يظهر أنه البديل، حالة الصراع الموجودة هي مع البرجوازية الناشئة".
وأضاف: "السعودية ودول الخليج (الفارسي) أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي"، في إشارة إلى عدم قدرة دول الخليج (الفارسي) على التصدي للاتفاق.
وقال هيكل: "أوباما خطيب مفوّه، لكنه رئيس ضعيف في النظام الأمريكي القوي"، مشيرا إلى أن "التحدي الوحيد في المنطقة بالنسبة إلى أمريكا هو إيران".
واعتبر هيكل إيران ان "صاحبة الصمود" الأسطوري الذي مكّنها من التوصل إلى الاتفاق النووي مع القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة، معتبرا أن "التحدي الوحيد الموجود في المنطقة بالنسبة إلى السياسة الأمريكية هو إيران"، لكن عليها أن تقر بوجودها حقيقة واقعة، وهي لا تملك حلا آخر.
وقال هيكل إن "قتال حزب الله في سوريا هو للدفاع عن نفسه، وليس معركة إثبات نفوذ"، مضيفا: "للسيد حسن نصر الله إشعاع معيّن.. فلا نحمّله ما لا يطيق".
وكان الأهم أن هيكل كشف في المقابلة أن "مصر تسعى إلى التقارب مع إيران"، لكنه أشار إلى وجود "محاولات من أجل ثني السيسي عن التقارب مع طهران"، على حد تعبيره، دون أن يكشف عن الجهات التي تضغط على السيسي لعدم الانفتاح على إيران.
وقال: "الاتفاق النووي سيحدث ضجيجا كبيرا في الكونغرس، لكنه سيمر"، معتبرا أن "ما غيّر الأوضاع ليس أوباما، بل صمود كوبا وإيران".
وحول مستقبل الأزمة في سوريا، يقول هيكل: "إذا تحدثنا عن تقسيم سوريا فذلك يعني أننا نتحدث عن تقسيم العراق"، كما يعتبر أن "للأكراد الحق في أن تكون لهم دولة تمثل قوميتهم بلغتها".
أما حول الإخوان المسلمين، فقد قال إن "قوة التنظيم في أنه ورث التنظيمات الصوفية ذات النفوذ القوي في مصر"، معتبرا أن "حسن البنا كان صوفيا، واستخدم البنية التحتية للصوفيين"، لافتا الى أن حسن البنا سلمه بيانا بمكتبه في "الأخبار اليوم" قال فيه إن "المتطرفين في التنظيم ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين".
وينتهي هيكل إلى القول إن العالم العربي يحتاج بين 12 إلى 15 سنة لتنتهي الفوضى، إلا أنه رغم ذلك "لا خوف على مصر من "داعش"، كما اعتبر أن "أحوال مصر لا بأس بها"، وذلك على الرغم من التفجيرات الأخيرة التي شهدتها مصر والمعارك الضارية التي يخوضها الجيش المصري في سيناء./انتهى/
تاريخ النشر: ٢١ يوليو ٢٠١٥ - ١٧:٢٤
هاجم الكاتب الصحافي المصري المعروف محمد حسنين هيكل السعودية، وقال إن نظامها غير قابل للبقاء، مشيدا بدور ايران وحزب الله في سوريا.