تاريخ النشر: ٢٨ يوليو ٢٠١٥ - ١١:٢٢

بعد مرور 12 يوماً من العدوان السعودي الممنهج والمنظم على مدينة عدن إلى جانب القصف الوحشي على سائر المدن اليمنية، أوجد مقترح الهدنة من الجانب السعودي الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ ظهر أمس، تساؤلات جديدة حول ماهية هذا الإجراء، فما هدف هذه الهدنة؟

ففي مشاورات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن "اسماعيل ولد الشيخ أحمد" التي جرت في سلطنة عمان مع أنصار الله وممثلي عبد ربه منصور هادي، كان هناك اصراراً مثيراً للشك من أجل الإنسحاب الشكلي من عدن وتعز ولحج ومأرب كأرضية لتنفيذ الهدنة في الأسابيع الأخيرة من شهر رمضان المبارك، الذي بدا سببه واضحاً من خلال الهجمة المنظمة على عدن.

وفي حقيقة الأمر يعد ذلك الإصرار تمهيداً لهجوم قوات آل سعود والإمارات وباكستان والسنغال والسودان إلى جانب قوات عبد ربه منصور هادي المدربة وقوات القاعدة، لإحداث نصر مفاجيء في عدن ومطارها ولعبت الهجمات الجوية الغير معتادة والعنيفة على عدن دوراً كغطاء للهدنة.

ومن خلال الهجوم على عدن ومراكزها وتنشيط القاعدة وقوات منصورهادي في المحافظات المجاورة سعت السعودية عبر تغطية اعلامية إلى اظهار انتصار كبير في عدن ومطارها.

على الرغم من تلك الإجراءات العسكرية والمعدات المتطورة ونقل الآلاف من القوات العسكرية الجديدة عن طريق البحر إلى شواطئ عدن، فشلت في العديد من المدن وأجزاء من المطار واضطرت السعودية من أجل احراز نجاح أكثر جدية في تلك المدن أن تنفذ مرحلة جديدة من العمليات العسكرية.

وفي نفس الوقت إن ترسيخ احتلال مدينة عدن أو قسم من مطارها من قبل التحالف يحتاج إلى فترة زمنية من الراحة لاستعادة القوة، وأن يكون على أهبة الإستعداد بعد إعادة تموضع القوات عبر الحصول على مساعدات جديدة لتنفيذ الهجوم التالي، فلذلك رفضت السعودية الهدنة الإنسانية في المرحلتين ولم تلتزم بذلك.

في هذه المرة تم اعلان الهدنة من جانب واحد ويمكن أن يُنفذ في عدن إلى حد ما ولكن استمرار الهجمات على المناطق الأخرى مؤكد. ومن الممكن أن يخفض آل سعود من عملياتهم العسكرية في عدن ولن تتوقف قوات هادي والقاعدة عن عملياتها في المدن الأخرى.

 جاءت هذه الهدنة التي اُعلنت من قبل السعودية لتعطي فرصة الإنتقال للقاعدة والعشائر التي وقفت مؤخراً إلى جانب السعودية مرتشيةً، إلى مناطق الإشتباك في عدن عن طرق برية وبحرية.

وإن مقاومة الجيش اليمني وأنصار الله واللجان الشعبية يقلل من فرصة السعودية في احتلال عدن والمدن الجنوبية وتراجع اللجان الشعبية يحتاج إلى قوات جديدة وعتاد عسكري وتخطيط جديد.

إن الهدنة هذه هي حاجة آل سعود من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من الهجوم على عدن. وينبغي على أنصارالله والجيش اليمني إلى جانب افشال المخطط السعودي أن ينفذوا خياراتهم الاستراتيجية لردع هجوم آل سعود.

والسؤال الذي ينبغي طرحه: هل ستضلل الهدنة السعودية الرأي العام عن جرائمها بحق الشعب اليمني؟