وقال نائب الأمين العام لحزب الله في كلمته بمؤتمر التضامن مع فسطين الذي اقيم تحت عنوان "إتحدوا.. من أجل فلسطين" : "ان فلسطين هي بوصلة الاتجاه السياسي الصحيح وحيث تكون فلسطين يكون الموقف"، مضيفا: "نحن نرى أن بعض حكام العرب هم مع تقديم بعض الأطعمة والأشربة وبعض مواد البناء لفلسطين لأنهم محرجون بسبب رابطة الدين والعروبة ولكنهم مع استمرار إسرائيل في احتلالها واقتطاع الجزء الأكبر منها في إطار تسوية ظالمة يتحدثون عنها بعنوان مؤتمر السلام".
وتساءل قائلا : من هو العدو ومن هو الصديق؟ في رأينا أن العدو هو المحتل والعدو هو المعتدي وهذا ينطبق على إسرائيل، أما المخالف في الموقف والمصالح الشخصية فلا يمكن أن يكون عدوًا ولذا من يتخذ العداء انطلاقًا من اختلاف المواقف سواءً غلفها بالعنوان المذهبي أو الطائفي أو السياسي أو الثقافي أو العرقي، فإنه يحرف المسار تمامًا لأن المعتدي هو من يحتل ويعتدي. وفي كل الأحوال رأينا أن بلدًا كبيرًا مهمًا كالجمهورية الإسلامية في إيران قدمت وضحت وواجهت وتحدت من أجل فلسطين، فهي لم تكتفِ بالكلمة ولم تكتفِ بإلغاء السفارة الصهيونية لصالح السفارة الفلسطينية ولم تكتفِ بالمظاهرات في يوم القدس العالمي ولم تكتفِ بحشد المواقف لتأييد فلسطين بل دعمت المقاومة بالمال والسلاح في فلسطين وجوارها قولاً وعملاً وهذا ما يسجَّل لإيران الإسلام، وهي واجهت إسقاط الدولة الإسلامية والتبعية وانتزاعت الاعتراف بحقوقها من المجتمع الدولي، كل ذلك في إطار مواقفها الثابتة وعلى رأسها فلسطين.
واضاف الشيخ نعيم قاسم : أما حزب الله هزم إسرائيل بالموقف والمقاومة ولولا المقاومة المسلحة بعد توفيق الله تعالى لما هزمت إسرائيل ولذا نحن ندعوا إلى الموقف والمقاومة لأن إسرائيل لا يمكن أن تُهزم بالموقف فقط إنما بالمقاومة وعلى رأسها مقاومة السلاح.
وتابع قائلا : إن مواجهتنا للإرهاب التكفيري في منطقتنا لم تحصل لأنها أولوية، وأذكركم أن هذا الإرهاب التكفيري كان موجودًا منذ سنوات وكنا نتجنَّبه ولا نتعاطى في المواقف معه لأننا نعتبره بعيداً عن التأثير على قضيتنا المركزية، لم نكن لنلتفت لهؤلاء ولا لنهتم بهم ولكن عندما اتخذ الإرهاب التكفيري موقفًا وخيارًا في مواجهة مشروع المقاومة بأذرعه المختلفة، وتصالح عمليًا مع إسرائيل من خلال تجنُّب إزعاجها ومن خلال معالجة الجرحى في الكيان الإسرائيلي وجدنا أننا أمام عقبةٍ كأداء لا بدَّ من مقاتلتها كجزء لا يتجزأ من قتال إسرائيل، نحن نقاتلهم كفئة باغية تقف في طريقنا لمواجهة المشروع الإسرائيلي لا كأولوية.
ومضى قائلا : العلماء الحقيقيون هم الذين يطبِّقون أوامر الله تعالى في الوحدة والتقوى والعزة وتحكيم شرع الله تعالى، أما الذين يحتجُّون بمزاج الناس وأهوائهم ويتخذون المواقف التي تنسجم مع الجمعِ ومع عمومِ المشاعر فهؤلاء لا يقومون بواجبهم ولا بدورهم "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون".
وختم نائب الامين العام لحزب الله قائلا : المقاومة في زماننا لم تعد حلمًا وإنما أصبحت واقعًا ملموسًا ومؤثرًا ومنصورًا، والنصر لم يعد أملًا بعيدًا، بل أصبح إنجازًا وقعيًا، رأيناه في لبنان وفي فلسطين، لقد تخلصنا من الإحباط لمصلحة الأمل ومن الهزيمة لمصلحة النصر ومن التراجع لمصلحة التقدم، وها نحن نرى مسيرة المقاومة تتقدم خطوات إلى الأمام ومسيرة الانحراف تتراجع خطوات ولو ببطء، علينا كعلماء لهذه الأمة أن نحمل هذه المبادئ ونعمل لها مخلصين، والنصر إن شاء الله سيكون معنا لأننا مع الله ومع الحق ومع الإنسان ومن كان مع هؤلاء جميعًا لا بدَّ أن ينتصر./انتهى/