وافادت وكالة مهر للأنباء ان آية الله هاشمي رفسنجاني اكد خلال استقباله صباح اليوم الاربعاء وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني , على اهمية الالتزام بالتعهدات التي نص عليها اتفاق فيينا , وقال : ان المجتمع الدولي ينظر بحساسية كاملة الى تبعات وحجم تعهدات الجانبين , ويجب كسب وتقوية الثقة العالمية بفن الدبلوماسية في حل القضية النووية الايرانية , لان دورها كان فريدا في حل اعقد الملفات التي امتزجت بالقضايا السياسية.
واعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام انه مع تسلم الدكتور حسن روحاني رئاسة السلطة التنفيذية فقد تم تنشيط السياسة الحقيقية للجمهورية الاسلامية الايرانية وهي سياسة ازالة التوتر , واشار الى عقلانية مجموعة 5+1 في مفاوضات فيينا , وقال : في ضوء الظروف التي واجهها العالم وخاصة دول المنطقة , فان الدول الاخرى انتبهت ايضا الى الابتعاد السياسي عن ايران وتهديد شعبها المقاوم , لايعود بالنفع على اي بلد.
ووصف رفسنجاني اجمالي الظروف الراهنة بانها عامل مهما جدا لابداء الطرفين وجهات نظرهما بصراحة في المفاوضات , وقال :لحسن الحظ فان الغرب لم يهدر هذه الفرصة في الظروف الجديدة , وتماشى وتعاون مع هدفنا وهو تفعيل السياسة الخارجية وتعزيز التعاطي مع دول العالم , وطبعا يجب ان تكون نتائج الافعال مطابقة للتصريحات.
واشار الى انه بالرغم من دعم الغرب والدول العربية في المنطقة لنظام صدام في حربه المفروضة على ايران , الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تستغل الاوضاع السياسية بعد غزو العراق للكويت حتى انها استقبلت المهاجرين الكويتيين مع عوائلهم وسياراتهم.
من جانب آخر انتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام سياسة الغرب المزدوجة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب , مشيرا الى خطط الناتو وامريكا في افغانستان والعراق وليبيا , وقال : بالرغم من انهم اطاحوا بالحكام الدكتاتوريين , ولكن برامجهم الخاطئة ادت الى تقوية الارهاب وانتشاره في المنطقة , ومن المؤكد فان الارهاب سيطالهم عاجلا أم آجلا.
وتطرق رفسنجاني الى ادعاءات عدد من المسؤولين الغربيين والامريكيين حول تدخل ايران في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان , وقال : ان ايران واستجابة لطلبات مكررة من شعوب وحكومات هذه الدول , سارعت الى تقديم مساعداتها لهم.
واعتبر رفسنجاني خطط الناتو وامريكا في افغانستان بانها تهدف الى الاحتلال ومحكوم عليها بالفشل , وقال : ان الغرب جاء ليقضي على الارهاب والمخدرات , لكن رأينا ان الارهاب اتسع نطاقه من القاعدة وطالبان في افغانستان وباكستان و ووصل الى داعش وبوكو حرام وجبهة النصرة وباقي الجماعات الارهابية في اقصى ارجاء العالم حتى وصل الى افريقيا.
واعتبر رئيس مجمع تشخيص صملحة النظام الاازمة في اوكرانيا بانها احد اخطاء الاتحاد الاوروبي والغرب , كما اعتبر ليبيا ومصر مثالين آخرين على تدخل القوى العالمية لحرف الثورات الشعبية عن مسارها , وقال : بالرغم من ان الغرب اسقط الانظمة الدكتاتورية , ولكنه فسح المجال للارهابيين السلفيين بحيث جعل الشعوب تندم على انتفاضتها واضطرت للجوء الى العسكريين مرة اخرى.
واوضح رفسنجاني ان الظلم السياسي والاقتصادي للانظمة الدكتتورية يعد عاملا لانتشار التمييز والفقر والمجاعة , مما جعل الشباب يشعرون بالتذمر ويحملون السلاح وهو ما يعد افضل وسيلة للجماعات الارهابية لتجنيدهم.
وحذر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام , الدول الغربية لن يكونوا في مأمن من نيرانالارهاب , داعيا اياها الى اتخاذ اجراءات حازمة لاجتثاث ظاهرة الارهاب.
واشار رفسنجاني الى خطر اشعال حرب عالمية ثالثة من قبل الارهابيين , وقال : يجب التخطيط واتخاذ اجراءات لازالة التذمر بين اوساط الفئات الفقيرة والمتعلمين في المجتمعات التي تواجه قضايا ارهابية , والا فكونوا واثقين فان في حالة حصول الارهابيين على اسلحة كيميائية فان زعزعة الامن سيسود العالم بأسره وتنشب النزاعات بين الشعوب.
من جانب آخر اعتبر رفسنجاني , مرافقة وفد اقتصادي لوزير الخارجية الايطالي في زيارته لطهران بانه مؤشر على ارادة ايطاليا لتوسيع العلاقات الثنائية , وقال: ان ايران ايضا على استعداد لتوطيد وتطوير العلاقات الثنائية بين طهران وروما.
من جانبه رحب وزير خارجية ايطاليا باولو جنتيلوني في هذا اللقاء باقتراح آية الله هاشمي رفسنجاني لتشكيل مركز لاجتثاث عوامل نشوء وتقوية الارهاب.
واعرب جنتيلوني عن ارتياحه للتوصل الى الاتفاق النووي , معربا عن امله ان تولي الاطراف المفاوضة الاهتمام الكافي للمناخ الحاصل بعد الاتفاق وعدم الاكتراث للعراقيل التي يضعها معارضو الاتفاق.
واكد وزير الخارجية الايطالي على اهمية دور ايران في تسوية قضايا لبنان وسوريا والعراق وافغانستان واليمن والسعودية والبحرين والدول الاسلامية في افريقيا./انتهى/