إلى جانب الأوضاع الميدانية في سوريا يتم الحديث في وسائل الإعلام عن خطة من أربع بنود لتسوية الأزمة في وسوريا، وهذه البنود هي وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
لكن اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان" ما كشفته وسائل الإعلام مجرد تكهنات مؤكداً أن مضمون تلك الخطة لن يتم الكشف عنه وسيعرض على منظمة الأمم المتحدة.
وبعد يوم واحد من الإجتماع الثلاثي الذي جرى في الدوحة بين وزارء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والسعودية زار وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" طهران ليتباحث مع المسؤولين الإيرانيين وممثل الرئيس الروسي"بوغدانوف" بشأن تسوية الأزمة في سوريا.
كان الكثير من اللاعبين الدوليين يعتبرون اللجوء إلى الحرب هو الحل الأنسب في سوريا لكن اليوم تتحدث غالبية اللاعبون عن التركيز على الحلول السياسية لتسوية الأزمة في سوريا.
اشتد الحراك الدبلوماسي لتسوية الأزمة السورية في وقت دعا فيه الرئيس الروسي إلى تشكيل تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع سوريا وايران وتركيا والأردن والسعودية.
إلى جانب ذلك تناقلت وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية خبر لقاء رئيس مكتب الأمن القومي السوري"علي مملوك" و الأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد السعودي في الرياض.
كل ذلك يشير إلى أن اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية بدؤوا يدركون أن الخيار العسكري لايمكنه أن يحل الأزمة في سورية، واذا تم النظر إلى مواقف المعارضين السوريين إلى الخطة الإيرانيية نجد أن الخطة لم تقابل رفضاً شديداً من قبل المعارضة وكأنهم ينتظرون مرور الوقت للتتضح معالم تلك الخطة.
ومايثير الإنتباه هو أن هذا التغيير يطرأ في وقت قريب من حصول الإتفاق النووي بين ايران والسداسية ويمكن الإستنتاج من ذلك أن مثابرة واصرار ايران أدى إلى اعتراف المجتمع الدولي بحق ايران المشروع في استخدام السلمي للطاقة النووية وإن المثابرة والإصرار ذاتهما يطلبان الآن لإنهاء الأزمة في سوريا.
وبطبيعة الحال لاينبغي اغفال أن جميع المتغيرات في سوريا مؤثرة، فإذا نظرنا إلى الوضع الراهن نرى أن الحل في سوريا بذاته معجزة.
وأيضاً لاينبغي اغفال الدور العماني في تقريب وجهات النظر بين سوريا والسعودية ودعوتها وليد المعلم إلى مسقط.
يبدو أن سوريا تمر بفترة مصيرية، وعلى الرغم من أن عصر المعجزات قد انتهى إلا أنه اذا تم تسوية الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية ينبغي علينا الإيمان بعصر حكم الحلول الدبلوماسية./انتهى/