وقال المالكي في حوار صحفي مع صحيفة "الوفاق" الايرانية ان داعش فرع من القاعدة حيث إختلف أبومصعب الزرقاوي مع الظواهري وانفصل عنه واطلق على تنظيمه تسميه دولة العراق والشام وكانوا موجودين في العراق وعلى خلاف مع القاعدة.
واضاف: منذ 2004 و2005 كانت القاعدة متواجدة، وخرجت منها مجموعات إرهابية وطائفية متشددة، اذن داعش لم يدخل العراق بل كان في العراق ومنذ زمن أبومصعب الزرقاوي وما قبله.
وتابع ردا على سؤال حول التعاون مع سوريا لمواجهة الارهاب ان التنسيق مع سوريا جيد ولكن من المؤسف كثيراً ان إخواننا في ذلك الوقت لم ينسقوا معنا وكانت سوريا ممرا للارهابيين الذين كانت لهم معسكرات للتدريب مبينا: سعينا الى التنسيق مع الأخوة السوريين وقلنا لهم اليوم في العراق ومن ثم في سوريا غداً ولكنهم لم يتجاوبوا معنا في تلك المرحلة.
وتعليقا على التقرير الذي أصدرته اللجنة البرلمانية حول الموصل وتزامنه مع الاعلان عن الاصلاحات قال المالكي: أولاً موضوع لجنة الموصل قديمة جداً ويعود إلى ما قبل 7 أشهر، وثانياً لم تصدر قرارا لأنها لا تملك صلاحية إصدار القرارات، بل هناك أحد أعضائها وهو بخلفية سياسية أعد مقدمة ذكر فيها أسماء ولكن البرلمان رفضها لأن ذلك لم يكن من صلاحياتهم.
ولفت الى ان اللجنة فقط قامت بأخذ افادات الشهود من الضباط والسياسيين وأحالتها إلى الجهات التحقيقية الأخرى، ولم يتضمن تقريرها أسماء.
وتابع ان نشاطات اللجنة وتقاريرها لم تتزامن مع الاعلان عن الاصلاحات بل هي قديمة وقد سبقتها لجنة كنا قد شكلناها حين سقطت الموصل وحددنا من هو المسؤول عن عملية سقوط الموصل، مشيرا الى قائد الفرقة الثالثة وقائد الفرقة الرابعة وهما من الأكراد وكذلك الحكومة المحلية ومدير شرطة الموصل موضحا:تمت احالتهم إلى القضاء العسكري وصدر الحكم على بعضهم بالإعدام وبالسجن على بعضهم الآخر وجرى طرد عشرات الضباط.
وحول رأيه بالاصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء العبادي اكد المالكي ان العملية السياسية بشكل عام تبلورت بشكل خاطئ، وان بول بريمر الذي بدأ العملية السياسية هو المسؤول عن ذلك، فهي مثل اليد التي كسرت وتم تجبيرها بشكل خاطئ، وهي تحتاج الى عملية جراحية جديدة من أجل إعادتها الى حالتها الطبيعية، ان العملية السياسية غير قويمة، فالدستور الذي قامت عليه العملية السياسية دستور سيّئ وفيه الغام وكتب على عجالة وماكان بالامكان الاعتماد عليه لبناء دولة، مضيفا ان هذا الدستور يتضمن ايضا بنودا لاتسمح بالتعديل، ان الاصلاحات ضرورية، ومن حق الحكومة ومن حق رئيس الوزراء القيام بالاصلاحات وتقديمها للبرلمان وليقرها لتصبح دستورية.
واضاف ان فقرتين من فقرات الاصلاحات تتضمن مخالفات دستورية ينبغي مراجعتها، أما مبدأ الاصلاحات مثل دمج وزارات أو إلغائها وما الى ذلك فهو من الامور الماسة، مع تأكيدنا على أن تكون الاصلاحات بالدرجة الاولى استجابة لمطالب المتظاهرين بخدمات مثل الماء والكهرباء والتعيين والتوظيف وما الى ذلك من مطالب مشروعة وان التظاهر للمطالبة بها مشروع ولكن استخدمت لأغراض مشبوهة ذات طابع سياسي فتحولت المظاهرات من مطالب بالخدمات إلى مطالب باسقاط الحكومة والبرلمان والغاء الدستور والحديث ضد الاسلاميين والاحزاب الدينية.
وردا على سؤال حول العلاقات العراقية-السعودية قال المالكي:لم تقم السعودية الى الان علاقات طبيعية مع العراق، لقد ارسلوا موظفا من الخارجية يبحث عن مبنى للسفارة ولا أعتقد أن السعودية ترغب بأن تكون لها علاقة مع العراق مؤكدا على أن فتح سفارة للسعودية ليس أكثر من زيادة وكر من أوكار الطائفية والتآمر ضد العراق.
وتابع: نقطة الخلاف مع السعودية جوهرية، فالرياض تحاول الاستئثار بالقرار العربي ومن منطلقات طائفية وهي داخلة في صراع مع خط المقاومة الذي يضم ايران والعراق ولبنان وسوريا وفلسطين والبحرين، ان السعودية تستهدف ضرب هذه المجموعة.
وشدد المالكي على انه لقد إتخذ مواقف وحاول في البداية إصلاح العلاقة مع السعودية بأي ثمن ولكن لم يستطع ذلك، لقد ظهر لدى السعوديين شعور بأن إعدام الطاغية صدام حسين كان تجاوزا على السنة لأنه قائد عربي سني، وكذلك إستياؤهم من موقف العراق ازاء سورية والداعي الى الحيلولة دون سقوط النظام في سوريا أمام المنظمات الارهابية ومن التأكيد العراقي على القتال الى جانب سوريا اذا اقتضى الأمر.
واستطرد رئيس وؤراء العراقي السابق الى موضوع علاقات العراق وامريكا قائلا: كان الموضوع السوري مهما للغاية بالنسبة للجانب الأمريكي الذي كان يضغط علينا كثيرا لاتخاذ موقف ضد سوريا، وقد أعلنا لهم بصراحة انه إذا سقط النظام في سوريا فستتمزق المنطقة برمتها والعراق سوف يسقط.
وبين انه من أهم النقاط الخلافية هي قضية إخراج القوات الأمريكية من العراق وعدم منح الحصانة لهم الى جانب الخلاف بشأن الملف السوري.
وفي معرض رده على سؤال حول تقييمه بشأن دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم العراق اكد على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت مع العراق موقفاً ينبغى أن لا ينسى وعلى الانسان الحر أن يشكرها على موقفها من العراق، أن ايران ومنذ سقوط النظام لم تقاطع العراق وابقت على سفارتها وهي تتواصل مع أطراف العملية السياسية كما دخلت الساحة العراقية وشاركت في عملية الاعمار والتطوير والخدمات ومدت جسور العلاقة مع العراق وإعترفت بالنظام العراقي الجديد وبغض النظر عن القضايا الكبيرة الذي تجمعنا وتربطنا مع الجمهورية الاسلامية، كان لايران في الآونة الأخيرة موقفها من هجوم داعش والمجموعات الارهابية وهو موقف لاينسى.
وقال المالكي: لولا السلاح الايراني الذي اشتريناه ولولا الخبرة الايرانية التي وقفت إلى جانبنا في مكافحة الارهاب لكان وضعنا اليوم في العراق صعب للغاية، ان ايران وقفت الى جانب العراق ودعمته في مختلف مفاصل العملية السياسية والأمنية ومازالت مستمرة في دعمها وتأييدها./انتهى/