يعتبرسهل الغاب من اهم المناطق الاستراتيجية في سوريا كونه يصل بين ثلاث محافظات ادلب وحماة واللاذقية ويعد بوابة للساحل السوري و نقطة ارتكاز لقوات الجيش السوري في المنطقة الشمالية.
وهذا ما جعل سهل الغاب منذ بداية الازمة السورية هدف للمجموعات الارهابية المدعومة من قبل تركيا ,حيث ان الحكومة التركية تدرك انه بالسيطرة على هذه المنطقة المهمة سوف تتمكن من قطع خطوط الامداد والتواصل بين نقاط الارتكاز العسكرية الموجودة في الساحل السوري وقوات الجيش السوري المنتشرة في حماة وحلب مما يسهل للحكومة التركية تحقيق هدفها المنشود في اقامة منطقة عازلة بالشمال السوري , متذرعة بفكرة ضعف سيطرة الدولة السورية في تلك المنطقة وانتشار المجموعات الارهابية بالقرب من حدودها .
لذلك قامت الحكومة التركية بتوحيد المجموعات الارهابية الموجودة في تلك المنطقة تحت راية "جيش الفتح " الذي يتضمن عدة فصائل ارهابية اهمها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وجماعة احرار الشام وجماعة اجناد الشام وجماعات اخرى.
وقد قامت هذه الجماعات في الاسابيع الماضية بمساعدة تركيا التي قدمت كل الدعم اللوجستي والاستخباراتي بشن هجوم واسع في منطقة سهل الغاب بعد ان كانت قد سيطرت على مدينة ادلب وقراها تمكنت من خلاله من السيطرة على بعض قرى سهل الغاب مثل الزيارة والمنصورة وتل واسط واصبح هدفهم التالي قرية جورين .
لكن الجيش السوري مدعوما بفصائل المقاومة الشعبية من اهل المنطقة تمكن في الايام القليلة الماضية من امتصاص الصدمة وشن هجوم معاكس استعاد من خلاله اغلب قرى سهل الغاب التي كانت قد وقعت تحت سيطرة الارهابيين كما انه يقوم بالتحضير لعملية عسكرية واسعة في تلك المنطقة لاستعادة باقي القرى واستعادة خسائره في ادلب وريفها .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل سيتمكن الجيش السوري من قتل الحلم التركي في اقامة منطقة العازلة؟