محمد مظهري*- الثمن الاقتصادي والسياسي الذي دفعته تركيا في الحرب الدائرة في سوريا وتدفق النازحين السوريين الى الاراضي التركية , ودعم تنظيم "داعش" الارهابي , قد زعزع الاقتصاد التركي , وهذا يعتبر موطن ضعف رجب طيب اردوغان.
فالرئيس التركي لم يكترث لجميع النصائح التي وجهها له الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية , ودفع تركيا الى اعادة الانتخابات البرلمانية , المقرر اقامتها في الاول من نوفمبر / تشرين الثاني المقبل , ويأمل اردوغان ان يحصل حزب العدالة والتنمية على الاغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد ثلاثة اشهر.
تدال جميع المؤشرات على ان توقعات اردوغان لن تتحقق , الا اذا قام بالتلاعب بنتائج الانتخابات , وفي تلك الحالة ستواجه تركيا تظاهرات احتجاجية واسعة , وتشير التوقعات الى ان اصوات حزب الشعب الجمهوري ستزيد في الانتخابات المقبلة, وربما يتصور اردوغان من خلال زيادة اصوات حزب الشعب الجمهوري , فان اصوات حزب الشعوب الديمقراطي الذي يدعم اكراد تركيا ستنخفض الى اقل من عشرة بالمائة ولن يتمكن بذلك من دخول البرلمان , وهذا ما يعتبره اردوغان نصرا له , ففي الانتخابات التي جرت في 7 يوليو / حزيران , حصل حزب الشعوب الديمقراطي على معظم اصواته من الاكراد الذين كانوا قد صوتوا في الانتخابات السابقة لصالح حزب العدالة والتنمية , وفي المدن الكبيرة صوت المثقفون اليساريون لصالح حزب الشعوب الديمقراطي , حتى ان نسبة اصواته في مدينة اسطنبول تجاوزت اصوات حزب الحركة الوطنية.
فاذا تمكن حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات الاول من نوفمبر / تشرين الثاني من تجاوز نسبة العشرة بالمائة ودخل البرلمان التركي , فانه ذلك سيعتبر خسارة فادحة بالنسبة لاردوغان , فالعديد من الناشطين السياسيين الاتراك يعتقدون ان عدم قبول اردوغان بتشكيل حكومة ائتلافية , واعلانه اعادة الانتخابات يعد انقلابا غير عسكري , من الممكن ان يؤدي في حالة فشله في انتخابات الاول من نوفمبر / تشرين الثاني , الى انقلاب اكثر علانية , وبدء الاضطرابات في تركيا , وفي هذه الاثناء فاذا كانت السياسة العالمية تتوجه الى انهاء الحرب في سوريا من جهة , ومن جهة اخرى اذا تحقق تقارب الغرب وخاصة امريكا مع ايران , فانه بالتالي سيؤدي الى عزلة الرئيس التركي وخسارته بسبب فشل سياساته في داخل تركيا وفي المنطقة , فالنفقات الاقتصادية والسياسية الناجمة عن حرب سوريا وتدفق آلاف اللاجئين السوريين الى تركيا , ودعم عصابات "داعش" , قد ادت الى تدهور الاقتصاد التركي , وهذا ما يعتبر نقطة ضعف الرئيس التركي اردوغان./انتهى/
* كاتب ايراني