مبادرة بري التي تحمل في جعبتها سبعة بنود اساسية على رأسها موضوع البحث في ملف رئاسة الجمهورية الذي يعاني الفراغ منذ شهر مايو العام الماضي. بالاضافة الى ملفات عمل مجلس النواب وعمل مجلس الوزراء وماهية قانون الانتخابات النيابية بعد التمديد للنواب الحاليين وماهية قانون استعادة الجنسية واللامركزية الادارية وصولا الى دعم الجيش اللبناني وزيادة عديده وعتاده باعتباره المؤسسة العسكرية الاولى التي تحمل العبئ الاكبر في حفظ الامن والاستقرار للوطن اللبناني.
وتجدر الاشارة انها ليست المرة الاولى التي يسعى فيها الرئيس بري لجمع مختلف القوى حول طاولة الحوار فقد نجح في مبادرة مماثلة عام 2006 حيث اعاد الى الواجهة الحوار الوطني الذي احتضنه المجلس النيابي آنذاك.هذا وقد حدد مرحلة بدء الحوار في العشرة ايام الاولى من شهر سبتمبر القادم بحضور رئيس الحكومة تمام سلام وقادة الكتل النيابية آملا الاستجابة من جميع الاطراف لانقاذ لبنان من الازمات الغارق فيها خصوصا بعد انقطاع بعضهم عن الجلسات وتعطيل النصاب على المدى الطويل نظرا للخلافات الناشبة حول مختلف القضايا.
اما اليوم وبعد اشتعال الشارع اللبناني احتجاجا على ازمة النفايات بداية والتصعيد وصولا الى المطالبة باسقاط النظام واستقالة الحكومة فورا والمواجهات المباشرة الدامية بين السلطة عن طريق القوى الامنية من جهة وثلة من الشعب الذي تمثل بالمتظاهرين من جهة اخرى باتت القوى السياسية واعية اكثر لخطورة الوضع وضرورة المسارعة الى حل الازمات الراهنة لوصول الى الاستقرار السياسي وانقاذ الحكومة وبناءا عليه كان تيار المستقبل اول الحاضنين لمبادرة بري عبر تصريح لرئيسه سعد الحريري الذي قال "اننا نلتقي مع الرئيس بري في مبادرته للحوار بين القوى السياسية وتسوية الازمات وسنتعامل مع الدعوة بايجابية حين نتلقاها" وتبعه تصريحات مختلفة لسليمان فرنجية وطلال ارسلان واسامة سعد وغيرهم.
اما بالنسبة لحزب الله والتيار الوطني الحر فلم تصدر اي تصريحات رسمية في هذا الشأن حتى الساعة علما انه لم يسبق لهم ان عطلوا اي حوار وطني شامل من قبل والايام القليلة المقبلة ستشهد حوار مصغر بين الرئيس بري صاحب المبادرة من جهة والحليفين اصحاب اكبر تمثيل شيعي ومسيحي في لبنان من جهة اخرى بالاشارة الى ان صدر عن بعض قوى 14 اذار مواقف تنص على انهم يفضلون انتخاب الرئيس سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية عوضا عن الجنرال عون اعتقادا منهم ان التفاهم مع البيك اسهل من التفاهم مع الجنرال الذي اعتاد خوض المعارك حتى النهاية لتحقيق مطالبه.
مع هذه المبادرة والتمام شمل القوى السياسية حولها الذي بات واضحا عاد الرئيس نبيه بري بلبنان من شارع الشغب والحرب الاهلية ليقف عند مفترق الطرق. فهل سينجح الحوارالمرتقب ويثمر ليلم شمل الشعب الى جانب ممثليه ويصل بالمجتمع اللبناني الى بر الامان ام ان الجميع سيغرق في دوامة الدماء المتوقعة في حال لم يتم التوصل الى حلول في الايام القليلة القادمة.
*كاتب لبناني