بدأ المستشارون الامريكيون بالتوافد الى ايران منذ بدء حركة " المشروطة" وفي البداية توظفوا كمستشارين اقتصاديين وكان عددهم قليل جدا الى ان تضائل نشاطهم مع وجود الاستعمار الروسي والبريطاني .

وأفادت وكالة مهرللأنباء نقلا عن صحيفة "خراسان" الايرانية انه وبعد احتلال ايران عام 1941 كانت امريكا تسعى لزيادة نفوذها في المنطقة من خلال تقديمها مساعدات بلامقابل في المجالات العسكرية والاقتصادية كغطاء منها لتزج بعواملها تحت عنوان "المستشار" في ايران مثل «آرتور تشستر ميلسبو» و «مورغان شوستر».

حتى النصف الثاني من عام 1961 وبعدها ارتفع مستوى انتاج النفط الايراني وزادت العوائد الايرانية ما دفع بالسياسة الامريكية التي سماها هنري كيسنجر"سياسة الصك الابيض" الى التوجه لبيع السلاح لايران اكثر فاكثر ما زاد عدد المستشارين الامريكيين على الاراضي الايرانية والذين قدموا الى ايران بحجة تعليم العمل على المعدات العسكرية كالطائرات ولكنهم بعد تعليمهم للايرانيين انذاك ما يجب عليهم تعلمه لم يغادروا ايران بل شكلوا لانفسهم تنظيما عسكريا عرف بـ «آرميش ماغ» آنذاك .

«آرميش ماغ» كان ضابطا اسس مؤسسة توسعت اعمالها في السنوات اللاحقة وبدات نشاطاتها تتوسع فعليا اكثر فاكثر في عام 1949 حيث بقي الامريكيون يمارسون اعمال الوساطة لبيع الاسلحة في ايران وبدأوا بالتدخل في الشؤون الداخلية الايرانية وللمسؤولين الايرانين فضلا عن قيامهم باعمال التجسس لصالح بلادهم لكن الملفت بالامر كان رد الشاه الايراني على افعالهم حيث بلور اكثره بالسكوت واللامبالاة وخاصة مع رئيس هيئة المستشارين الامريكيين في ايران "سيکورد" الذي كان يتعامل مع الموظفين الايرانيين بوقاحة فظة.

عندما طلب سيكورد من احد المسؤوليين انذاك ان يوقع له بالاجبار على عقد بيع احضره معه فكان جواب المسؤول انني ولا اي احد سيوقع طالما اننا لم نقرأ ما ورد في صيغة وبنود العقد ولكن "سيكورد" تصرف بوقاحة رافعا صوته ومدعيا انه ان لم يتم التوقيع اليوم على بنود العقد فان 50 بالمئة من قيمة العقد ستضاف الى قيمة العقد .

بالمجمل كان وجود الامريكين في ايران بهدف تحقيق مصالح مختلفة وفي هذا السياق يذكر المسؤول الايراني «آذربرزين» تجربته عن معرفته بنشاط هؤلاء المستشارين وطرق عرضهم للتسهيلات التي يمتلكونها حيث اورد في مذكراته كيف كان يتعاملون مع ضباط القوة الجوية الايرانية .

برزين يقدم في مذكراته مشهدا مفصلا وواضحا لاهداف الامريكيين التي جعلت نهب ثروات الشعب الايراني اهم واول اهدافها في وقت كانت فيه امريكا تغدق عليهم من الاموال لتوفر لهم كل ما يحتاجونه فكانوا يتقاضون اجورا عالية وبيوتا فاخرة بالاضافة الى انهم كانوا يملكون عمالا وسائقين يمارسون حياتهم ببذخ مترف ناهيك عن اهتماماتهم برياضات كالغولف والتنس و التزلج وغير ذلك ومع كل هذه الامكانات الموفرة لهم كانوا عنصريين واشخاصا فوقيين ليقوموا ما يوكل اليهم من مهام الوساطة والتجسس على ايران ./انتهی/