هل تتخلى روسيا عن حليفتها التاريخية سوريا وتبيعها بثمن قل كان أم ارتفع ؟ وهل المصالح الروسية على الارض السورية هي السبب الوحيد لدعمها الحكومة السورية ؟ أم أن القرار ينبع من استراتيجية عميقة حول النظرة الروسية الى الشرق الاوسط عموما وسوريا خصوصا بأنها مفتاح لبوابات الشرق وأنها الحصن الأقوى الذي ان لم ينهار الارهاب على ابوابه سيمتد ليقرع أبواب موسكو ؟

هذه الاسئلة والكثير غيرها كانت حاضرة في كل مراحل الحرب السورية منذ اندلعت تحت غطاء سلمي ومطلبي حتى خلعت غطائها وظهرت بحقيقتها الارهابية التكفيرية .

لطالما عول أعداء سوريا على تغيير الموقف الروسي من قضيتها ولطالما حاربوها في الداخل السوري بإطلاق الاشاعات عنها في اطار حرب نفسية لتغيير نظرة الشعب السوري تجاه الحليف الروسي معتمدين على ردود الافعال العاطفية لعامة الشعب .

في اطار هذه الاشاعات تردد منذ أقل من شهر أخبار عن تزويد روسيا لسوريا بطائرات ميغ 31 الاكثر تطورا في العالم بين الطائرات الاعتراضية ما لبثت المصادر الروسية أن نفته معتبرة أن لاحاجة لسوريا بهذا النوع من الطائرات .

وفي اليومين المنصرمين أخبار جديدة صدرت عن صحيفة العدو الصهيوني يدعوت احرنوت مفادها ان طيارين حربيين روسيين سيصلون الى سوريا قريبا لقيادة طائرات روسية في اطار الحرب على الارهاب .

وذكرت مصادر أخرى أن الروس قاموا بتشكيل لجنة عسكرية روسية -سورية مشتركة وكان أول اقتراحات هذه اللجنة انشاء قاعدة عسكرية روسية ثانية في سوريا في محافظة اللاذقية .

كما قالت هذه المصادر ان روسيا بدأت بتزويد دمشق لأول مرة بصور الأقمار الصناعية لأماكن تواجد الارهابيين وتحركاتهم مما قد يحقق نقلة نوعية في طريقة تصدي الجيش السوري لهذه الجماعات وفي طريقة استهدافهم .

كل هذه الاخبار تنتظر التأكيد اما من روسيا أو على أرض الواقع وان صحت هذه الاخبار وغيرها فهذا يدل على عمق العلاقات الروسية- السورية واهمية انتصار سوريا في هذه الحرب وعلى خطورة انتشار الجماعات الارهابية خارج الاراضي السورية هربا من ضربات الجيش السوري فالافضل بنظر الدول المناوئة للهيمنة الغربية أن تكون الارض السورية هي مقبرة جماعية لهم لان أهداف هذه  الجماعات موضوعة من قبل مشغليها والذين بدأوا يلاحظون انفلات زمام المبادرة من ايديهم وتشكيل هذه الجماعات الارهابية كيانا يتمتع ببعض الاستقلالية مما يهدد المصالح الغربية وقد يهدد الدول الداعمة بحد ذاتها .

عطفا على هذه الرؤية قد يبدو سحب أمريكا و ألمانيا لمنظومات الباتريوت من الاراضي التركية المتاخمة للحدود السورية ضوئا أخضر غربيا للروس مفاده أن الاجواء مناسبة للجميع للتدخل وكبح جماح داعش وباقي المنظمات الارهابية .

الاسابيع القليلة القادمة ستحمل في طياتها الخبر اليقين ولنأمل ان شر الارهاب قد أخاف الجميع و أن الاوهام بخلق منظمات ارهابية والسيطرة عليها سيطرة مطلقة قد تبددت لدى أمريكا و حلفائها وأن الوقت قد حان لاستئصال سرطان الارهاب من الارض السورية بمشاركة دولية فاعلة .

 

بقلم: مجيد عيسى