دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى اجراء تحقيق واسع بمشاركة مندوبي الدول التي كان لها النصيب الاكبر من الضحايا والمصابين في حادث مشعر منى مشيرا الى ان وقوع الاحداث المتكررة في موسم الحج يدل على وجود خلل في ادارة السعودية لمناسك الحج.

وقال السيد حسن نصرالله خلال مقابلة مع برنامج حديث الساعة على شاشة المنار ان مناسبة عيد الاضحى المبارك تحولت الى تبريك بالعيد وتعزية بالضحايا، مضيفاً ان الحكومة السعودية تتحمل مسؤولية الحادثة لانها هي من يتولى تنظيم الحج ، والقاء التبعات على الحجاج هو تبسيط للامور ، ووقوع الاحداث المتكررة في موسم الحج يدل على وجود خلل في ادارة السعودية لمناسك الحج.

ودعا نصرالله الى اجراء تحقيق واسع بمشاركة مندوبي الدول التي كان لها النصيب الاكبر من الضحايا والمصابين في لجنة التحقيق للتأكد من موضوعية التحقيق مضيفا: "أظن ان النقاش سيفتح على مستوى منظمة التعاون الاسلامي" مشيرا الى ان اصرار الحكومة السعودية على منع الدول الاسلامية من المشاركة في الادارة لم يعد له اي منطق.

وفي الشأن السوري ، شدد الامين العام لحزب الله على ان تداعيات الفشل بدأت تظهر على اولئك الذين شنوا حرباً كونية على سوريا ، وقال: نحن حزب لبناني له تأثير في الاحداث الاقليمية ومن يريد توصيفنا أكثر من هذا فهذا شأنه.

وتابع: اليوم نشهد فشل الاستراتيجية الاميركية والتحالف الدولي ضد داعش  واستجد اليوم استحقاق جديد امام الاوروبيين هو استحقاق اللاجئين، معتبراً ان العلاج يكون إما بعلاج السبب وهو ايقاف الحرب في سوريا او استيعابهم في بلادهم  موضحا: كذلك من اهم العوامل هي الاتفاق النووي الايراني ، فالاميركيون كانوا يظنون انه خلال المفاوضات يمكن لايران ان تساوم على سوريا وهذا انتهى ايضاً.  

وتطرق السيد نصر الله الى الموقف الروسي ، مؤكداً ان موسكو وقفت الى جانب سوريا منذ بداية الاحداث، ودعمتها اعلاميا وعبر السلاح ولكن لم يتطور الموقف بالموضوع العسكري لان يرسل مثلا طائرات مع طيارين روس ، وقال هنا حسابات روسيا ومصلحتها الكبرى هي ان سوريا الحليف الوحيد لروسيا هنا والمصالح السياسية والموقع الدولي والتأثير في اوضاع المنطقة.

واعتبر  انه كان هناك رهاناً لدى الاميركيين وبعض الدول العربية انه يمكن اقناع موسكو بالابتعاد عن دمشق وقدموا اغراءات هائلة لروسيا لاقناعها للخروج من الامر وهذا لم يؤد الى نتيجة.

واكد نصر الله: نعتبر ان الدخول الروسي له هذه الاسباب المباشرة والعامة وهذا ترجمة لما قلنا قبل اعوام عندما قالوا ان سوريا ستسقط وقلنا ان حلفاءها لن يتخلوا عنها.

واردف : ان الموقف الروسي بما يخص الرئيس الاسد لم يعد فيه التباس، وحتى في ايران جربوا المحاولة لاقناعهم بالبحث عن بديل عن الرئيس الاسد ، مؤكداً ان الموقف الروسي والموقف الايراني حاسمين جدا بدعم الرئيس بشار الاسد.

وقال السيد نصر الله نرحب بأي قوة تدخل وتساهم وتساند هذه الجبهة لانها من خلال مشاركتها سوف تساهم بابعاد الاخطار الكبرى التي تهدد سوريا والمنطقة، ونحن نعتبر ان دخول العامل الروسي هو عامل ايجابي وتترتب عليه نتائج ايجابية انشاء الله.

واوضح الامين العام لحزب الله ان ما تريده ايران من سوريا هو ان تبقى في محور المقاومة، وايران لا تتدخل بأي شأن داخلي سوري وكل ما يقال عن هذا الامر هو غير صحيح. القرار في سوريا هو سوري مئة بالمئة وهم ايران ان لا تسقط سوريا بيد الارهاب.

واضاف السيد نصرالله ان حجم الدخول الروسي لم يكتمل لكن هناك اعداداً معتد بها من الطائرات الحربية والصواريخ والمدافع الدقيقة الاصابة ومع امكانات كبيرة جدا مع أطقم ، مشيراً الى ان المقدار سيكون مؤثراً في مسار المعركة القادمة.

وحول المعركة الجماعات الارهابية في الزبداني اكد السيد نصر الله انه كان يمكن للزبداني ان تسقط بوقت قليل لأنه بعد اقل اسبوعين من بدء العملية في الزبداني اصبح وضع المسلحين صعب وبدأوا بالاستغاثة، ولكن بعد دخول معادلة الفوعة كفريا - الزبداني اعتبرنا الامر فرصة وقررنا الاستفادة من الزبداني لحل مشكلة الفوعة وكفريا.

واوضح ان الفوعة وكفريا محاصرتان منذ 7 اشهر وبشكل كامل وهما تتعرضان للهجوم بشكل دائم ، والحل كان ايجاد معالجة معينة لتسهيل خروج اهل الفوعة وكفريا لخارج المنطقة.

واكد السيد نصرالله ان المفاوض الايراني في قضية اتفاق الفوعة كفريا الزبداني يلعب دور الوسيط ولم يكن مخولا باتخاذ القرار مضيفا ان معركة الزبداني فتحت الباب لان الطرف الاخر لديه اعداد كبيرة من المسلحين سيتعرضون للموت او الاسر ولا خيار ثالث لديهم ولا طريق لهم للخروج ، واوضح السيد نصرالله انه في سياق التفاوض الاداء الميداني في الزبداني كان يراعي اعطاء فرصة للتفاوض كي تنجح كذلك قامت القيادة السورية بتقديم كل مقومات النجاح للتفاوض.

وقال السيد نصر الله ان اتفاق الفوعة كفريا - الزبداني موزع على مرحلتين المرحلة الاولى خروج الجرحى والمسلحين ومن يرغب من عائلاتهم من الزبداني الى ادلب، مشيراً الى ان وقف اطلاق نار خلال المرحلة الاولى من اتفاق الفوعة كفريا - الزبداني يليه هدنة لستة اشهر موضحاً ان المرحلة الاولى من الاتفاق تشمل خروج 10 الاف مدني من الفوعة وكفريا في ادلب الى الاماكن الامنة.

كما واكد السيد نصرالله ان الامم المتحدة تضمن تنفيذ اتفاق الفوعة كفريا - الزبداني وقال ان كلفة معركة الزبداني متوقعة لان عدد المسلحين في المدينة كان كبيراً وهناك ادعاءات بهذا الشأن غير صحيحة.

واكد السيد نصر الله انه لو عاد الزمن الوراء لكان حزب الله عجّل بالدخول الى سوريا وما تأخر وكل ما قيل بالعام الاول يتم استعادته الان وتتحدث فيه الدول مشدداً على ان "اسرائيل" المستفيد الاول مما يجري في سوريا ، لان خروج سوريا من المعركة منتصرة يعتبر تهديدًا استراتيجيًا "لاسرائيل".

واضاف ان نتنياهو زار روسيا لمعرفة افق بوتين في سوريا وعلى ما قالوه انه في موضوع يريدون اخذ ضمانة بأن لا يصل السلاح الروسي في سوريا الى يد حزب الله.

وفي الموضوع الفلسطيني والاعتداءات الصهيونية على المسجد الاقصى ، قال السيد نصرالله ان الخطر الذي نتوقعه للمسجد الاقصى هو الهدم لاقامة ما يسمونه الهيكل ولكن هم يعرفون ان الموقف اليوم صعب ولذلك يسيرون ببطء ككسر هيبة وحرمة المسجد وصولاً للتقسيم المكاني والزماني ، مشدداً على ان حزب الله سيكون جزء من اي حراك حقيقي يحمي المسجد الاقصى من الهدم بمواجهة اي تهديد يلحق به.

وحول الحرب مع العدو الصهيوني ، اوضح السيد نصرالله ان لا احد يستطيع ان يتحدث عن حتمية الحرب بل هي ممكنة في اي وقت واي ظرف لان الطبيعية العدوانية "لاسرائيل" معروفة ، مضيفاً ان اي حرب يمكن ان تحصل في اي لحظة وعلينا ان نكون جاهزين لحماية بلدنا وشعبنا./انتهى/

سمات