وجاء في المقال أن "عماد" صاروخ بالستي جديد، لم يعلن عن مداه لأسباب تأتي في إطار سياسة التحدي الإيراني لإخفاء القدرات العسكريّة للترسانة الصاروخية في الجمهورية الإسلامية.
واضاف الكاتب ان اسم الصاروخ، «عماد»، اسم يعيد الى الذاكرة اسم القيادي الجهادي الكبير الشهيد عماد مغنية فيما القيادة الإيرانية لم تصرح علناً أنها سمّت الصاروخ باسم الرجل الذي هز أركان الكيان الإسرائيلي، إلا أن مجرد النظر الى علاقة الرجل الوثيقة برفاق السلاح في إيران ينبئ بتسمية الصاروخ تيمّناً بالشهيد مغنية، لما لهذا الأمر من دلالات وخاصة على صعيد معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي.
وتابع حسن حيدر في مقاله: يأتي الكشف عن هذا الصاروخ في خضم معركة وجودية حاسمة لمحور الممانعة بوجه الإرهابيين التكفيريين وداعميهم انطلاقاً من سوريا؛ فالإعلان عن أن الصاروخ موجه ويعمل بتقنيات تصحيح المسار.
واشار الى ان طهران تحاول إبلاغ الجميع أنها أصبحت تملك كما روسيا قدرات بالستية قادرة على ضرب أهداف خارج الحدود وبدقة عالية، ما قد يمهد لضرب أهداف لتنظيم داعش في سوريا، وربما لاحقاً في العراق انطلاقاً من قواعد نيران داخل الأراضي الإيرانية.
كما ولفت الى الرسالة التي أرادتها طهران توجيهها بنفس الوقت في تشييع جثمان أحد كبار قادتها العسكريين ممن سقطوا في سوريا وفي نفس اليوم الذي أقر فيه البرلمان الخطوط العامة للاتفاق النووي موضحا ان تصريحات وزير الدفاع الإيراني كانت واضحة وصريحة بأن «لا أحد يمكنه أن يمنع إيران من تطوير قدراتها الصاروخية وطهران لا تحتاج إلى استشارة أحد لاستكمال منظومتها الدفاعية».
واستطرد الكاتب الى ان «عماد» صاروخ سيدخل إيران الى مرحلة الهجوم الدفاعي بمواصفاته الجديدة، رافعاً سقف التحدي وملوّحاً بالتدخل العسكري الإيراني خارج الحدود؛ فهذه التجربة لا يمكن فصلها عن تدحرج الأحداث في المنطقة أخيراً وارتفاع لهجة العسكر في إيران، وخاصة بعد حادثة منى في مكة المكرمة والتي أودت بحياة مئات الحجاج، بينهم إيرانيون.
واستطرد الى ان كلام قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد على خامنئي كان شديداً في التعاطي مع هذه الحادثة، والعسكر أعلن استعداده لتنفيذ الأوامر بالرد على أي تهديد أو خطأ ضد إيران مستنتجاً: "من هنا، يأتي عدم الكشف عن مدى الصاروخ ربما كرسالة مبطّنة للجار السعودي الذي تأزمت العلاقات معه انطلاقاً من العراق ما بعد الغزو الأميركي، مروراً بحرب لبنان الثانية 2006 والأزمتين السورية واليمنية، وصولاً الى حادثة الحجاج في منى".
وأكد حيدر في ختام المقال أنه لا يمكن فصل التجربة الصاروخية التي تم اختيار توقيتها بمنتهى الحرفية عما يجري في المنطقة التي تعيش فائضاً من القوة بحاجة إلى كثير من ضبط النفس لتجنيب الإقليم حرباً، في حال اشتعالها ستتطاير فيها الصواريخ وتذر نيرانها الرماد في عيون الجميع.