كتب الاعلامي الاردني هشام الهبيشان مقالا لوكالة مهر للأنباء تطرق فيه الى علاقات ايران وسوريا والاشاعات التي روجت حول تخلى طهران عن دعم دمشق مؤكدا على ان ايران ما زالت في صف الدولة الوطنية السورية بكل اركانها وتدعم القوى المقاومى في الاقليم.

في الوقت الذي دحضت فيه الزيارات المتبادلة الرسمية بين دمشق وطهران والتي حملت تأكيد طهران عن دعمها المستمر للدولة السورية بحربها على الارهاب، كلّ الأقاويل والشائعات التي تحدثت عن تغير ما في موقف الإيرانيين تجاه دعمهم للدولة السورية بعد توقيعهم للاتفاق النووي مع القوى العالمية الكبرى أو بعد زيارة الرئيس الاسد لموسكو، فدمشق وطهران خلال الفترة الأخيرة كانتا مسرحاً لمجموعة لقاءات ثنائية، ومنطلقاً لطرح مجموعة رؤى لكيفية التعامل مع ملف الارهاب بالمنطقة ، فقد استضافت دمشق مؤخراً، وفداً رسمياًً  برلمانياً إيرانياً ضمّ رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي ونخبة من الساسة والاقتصاديين الإيرانيين، وقد حملت زيارة الوفد الإيراني عدة رسائل وكان الهدف إيصالها بوضوح إلى جميع الذين يراهنوا على تغير ما بعلاقة دمشق –طهران .

هذه الرسائل وترابط ثنائية الهدف والمنظور للأبعاد المستقبلية للمشروع التكاملي الإيراني ـ السوري تظهر في شكل واضح مدى التقارب في المواقف السياسية والأمنية والاقتصادية، بين الدولة الإيرانية والدولة السورية، وهذا ما ظهر جلياً من خلال زيارة الوفد الرسمي الإيراني الأخيرة إلى دمشق، والتي من المتوقع أيضاً أن تتبعها قريباً زيارات أخرى متبادلة وعلى مستويات رسمية عليا، للتأكيد على حجم التقارب في الآراء وثبات الموقف الإيراني في خصوص الحرب على الدولة  السورية، لدحض جميع الشائعات التي كانت تطلقها بعض الصحف الصفراء، ووسائل الإعلام المتآمرة، والتي كانت تروج لإشاعات عن وجود تغير في الموقف الرسمي الإيراني تجاه الحرب المفروضة على الدولة السورية.
أتت زيارة الوفد الإيراني الإخيرة لدمشق لتؤكد ولتحمل مجموعة من الرسائل : أولى هذه الرسائل وجهت إلى الداخل السوري ومفادها أنّ إيران ما زالت في صف الدولة الوطنية السورية بكلّ أركانها وهي مستمرة في دعم الدولة السورية، اقتصادياً وسياسياً، وستبقى دائماً في صفها، وإلى جانب شعبها وجيشها، لتدحض كلّ الشائعات التي اختلقها بعض الأقلام المأجورة ووسائل الإعلام المتآمرة، التي كانت تشيع بأنّ إيران بدأت بمراجعة موقفها من دعم الدولة السورية ، بعد التوقيع على ملفها النووي .

أما الرسالة الثانية، والأهم موجهة إلى حلف دولي راديكالي كان يسعى ولا يزال إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها ومفاد هذه الرسالة أنّ أي حلّ للأزمة في سوريا يتجاوز حقّ الشعب السوري في تقرير مصيره، هو حلّ غير مقبول ولا يمكن للدولة السورية كما الإيرانية أن تقبل به بصفتها حليفة للدولة السورية، وهذا الكلام جاء واضحاً خلال لقاء الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي ، ما يعني أنّ الحلول المستوردة والمصنعة غربياً في مطابخ حلف دولي راديكالي يسعى إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها، لا يمكن لها أن تحظى بقبول الدولة السورية ولا حلفائها.

الرسالة الثالثة : والتي أكد عليها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي من  خلال لقاءه الاسد فهي  رسالة مهمة جداً وموجهة إلى دول الإقليم المشاركة في الحرب ضدّ سوريا ومفادها أنّ إيران ما زالت في خندق الدولة السورية وستدعم وباستمرار شرعية القيادة السورية والتي ولدت من رحم صناديق الاقتراع يوم 3 حزيران عام 2014، وستستمر في هذا الدعم إلى حين تعافي الدولة السورية من آثار الحرب المفروضة عليها.

الرسالة الرابعة : موجهة إلى حركات وقوى المقاومة في المنطقة والإقليم ككل، ومفادها أنّ طهران ما زالت في صف كلّ قوى المقاومة في المنطقة العربية من اليمن إلى العراق إلى فلسطين إلى لبنان إلى سوريا، وما زالت تدعم كلّ مشاريع التحرّر الهادفة إلى التحرّر من فوضى وإرهاب المشروع الصهيو ـ أميركي، وما زالت تقف وبقوة في صف كلّ حركات المقاومة لهذا المشروع التقسيمي والتدميري في المنطقة، وفي الإطار نفسه، ستعمل كلّ من دمشق وطهران على تقديم كلّ الدعم لبغداد لتعزيز مشروعها الوطني الهادف إلى تطهير الأرض العراقية من الإرهاب المستورد، وهما تؤكدان دائماً أنّ بغداد هي الرئة والمتنفس لطهران ودمشق، وكلّ هذا يأتي من باب ولادة حلف إقليمي-دولي بملامح جديدة بدأت معالم اكتماله تظهر في شكل واضح، وهو حلف دمشق ـ موسكوـ طهران، والهدف منه هو تعزيز منظومة أمن هذه العواصم وتمتين الروابط الاقتصادية والسياسية فيما بينها.

ختاماً، إنّ رسم معالم واضحة لطريق مستقبلي شاق تخطوه خطوة بخطوة كلّ من دمشق وطهران يحتاج إلى مزيد من تمتين الروابط بين البلدين، وهذا ما جاء واضحاً في الفترة الأخيرة تحديداً، فهذه اللقاءات المشتركة والمتبادلة بين دمشق وطهران، تؤكد تصميم نظامي دمشق وطهران على تجاوز هذه الأزمة بكلّ تجلياتها المؤلمة، والسعي إلى بناء مشروع تجديد أممي محوري بالشراكة مع حلفائهم الأمميين، يهدف إلى استكمال بناء مشروع تحرّر هدفه الأساسي تأمين ولادة ميسرة لمشروع أممي يهدف إلى إسقاط يافطة القطب الأوحد الأميركي، وما سيتبع ذلك من انهيار وسقوط مدويين لكلّ أدوات المشروع الأميركي في المنطقة العربية والإقليم وعلى رأس هؤلاء الكيان الصهيوني.