تاريخ النشر: ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٢:٠٦

كتب جعفر سليم عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين مقالا لوكالة مهر للأنباء تطرق فيه الى حركة الشباب الفلسطيني بالدفاع عن ارضهم وهويتهم من خلال استخدام الحجر و الاسلحة البيضاء (السكين) مقابل الاعتداءات الصهوينة المكررة على مقدساتهم مشيرا الى الاقبال المستمر من قبل الشباب والشابات والمنافسة للثأر من المحتل الغاصب.

منذ بداية القرن الماضي، كثيرة هي الاحداث والازمات والمؤامرات، التي تعرض لها الشعب العربي ومن ضمنهم الفلسطينيين، ودفعوا ثمن خسارة الحربين العالميتين الاولى والثانية، نتيجة التحالفات الخاطئة للقبائل العربية المتناحرة .
بلاد العرب كانت للعرب، يتنقلون فيها حيث يشاؤون، دون رقيب او حسيب، بالرغم من بعض النقاط العسكرية للفرنسيين او الانكليز على نحو متباعد، وذات تأثير ضعيف، وخاصة في بلاد الشام (سوريا،فلسطين،لبنان، والضفة الشرقية لنهر الاردن اي الاردن حاليا) وكان هناك حركة مواصلات نشطة بين هذه البلاد، وبعد الاعلان عن اتفاقية سايكس – بيكو، انطلقت عمليات فدائية لمواجهة المحتل الانكليزي والفرنسي، واستخدمت فيها الاسلحة البيضاء وما توفر من بنادق المانية الصنع باهظة الثمن ماديا وجسديا، واعدم الكثير من العرب شنقا بعد اعتقالهم وادانتهم بمحاكم عسكرية صورية، والتهمة حمل السلاح الابيض اي سكين.
بعد اعلان ما سمي دولة "اسرائيل" وتقسيم البلاد والعباد وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، استمرت العمليات الفدائية بالحجر والسكين وما تيسر من سلاح حربي وصولا الى يومنا هذا، حيث بدأ جيل ما بعد اتفاقية اوسلو المشؤومة من الفلسطينيين ابتكار اساليب جديدة للمقاومة ولكن السلاح واحد والثمن واحد ومحسوب مسبقا، والمعادلة واضحة بعد الطعن، يعني الشهادة ، ومع هذا نجد ان عدد الشهداء بارتفاع ملحوظ، ووصل الى 61 شهيدا ،وقافلة الشهادة مستمرة بزخم العمليات الاستشهادية التي لا بديل عنها لزلزلة اركان المجتمع الصهيوني الهجين، ولهذا نجد ان حالات قتل عنصرية تمارس في الشوارع، ويتجنب الاعلام الصهيوني البحث فيها او تحليلها، فاليهودي الشرقي اصبح هدفا لليهودي الغربي، لمجرد ان بشرته سمراء.
مع كل طعنة هناك شهادة، والاقبال مستمر، الشباب والشابات، يتنافسون للثأر من المحتل الغاصب للشجر والحجر والبشر والمقدسات، وما عادوا يصرخون الا لفلسطين بعد ان شاهدوا في وسائل الاعلام وبشكل مباشر، كيف ان العرب الاخرين ما زالو يتناحرون، ويقدمون الضحايا للسيد الغربي الذي كان في لندن واصبح اليوم في واشنطن ./انتهى/