اتناول اليوم قضية الشيخ السعودي المعتقل نمر النمر المحكوم بالإعدام بعيداً عن العواطف أو الحيادية، فموقفي المعارض لسياسات النظام السعودي الإقليمية واضح وثابت، وبالرغم من إنيّ لا أفضل التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد إلا إن قضية الشيخ النمر تعني إحدى أهم الدول العريية الإسلامية فان قضايا هذا البلد العربي الإسلامي يجب أن تكون محط اهتمام إي مسلم، ومن هذا المنطلق سأحاول في هذا المقال التطرق لقضية الشيخ النمر بحيادية دون الدخول في جزئيات هذه القضية.
أصدرت المحكمة الجزائية في الرياض مطلع الربع الثاني من تشرين الأول لعام 2014 حكم الاعدام على عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر على خلفية مجموعة اتهامات ومنها أسائته للسلطة الحاكمة والتحريض والاصطدام بدورية شرطة والمشاركة في الاحتجاجات ودعم الثورة في البحرين بالإضافة لدعوته إلى إعادة تشييد البقيع، وما كان من الحكومة السعودية إلاّ إن صادقت على حكم القتل متجاهلةً كل الدعوات الداخلية والخارجية لتروي بهذا الحكم والتعاطي بمنهجية وإيجابية مغ قضية الشيخ النمر.
وبالرغم من التغييرات الجديدة في النظام الحاكم السعودي إلا إنّ قضية الشيخ النمر لازالت شائكة، فمن جهة أطلق بعض علماء الدين تحذيرات من تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ النمر مطالبةً بالإفراج عن هذا العالم الديني، إلا أنَّ النظام السعودي لم يصغي حتى الآن لهذه الدعوات، وأتمنى أن لايصل النظام السعودي إلى طريق مسدود في حواره مع بعض فئات الشعب السعودي، لأن العواقب المحتملة ستحمل السعودية فوضى داخلية لا يتمنى أحد للسعودية في هذه المرحلة.
تداعي قضية الشيخ النمر و توابعها يتطلب تدخلاً سريعاً لبعض العقلاء في هذه المسألة، فاليقظة الفكرية و الوعي للظروف الزمانية والمكانية هو الطريق الوحيد لتجنب هذه الأزمة، أرى إن تدخل العقلاء في إنصاف المظلومين من فئات الشعب السعودي على أساس حقوق المواطنة سيساهم في تثبيت مسار الإصلاح المتجدد وإبعاده عن التخبط والفوضى، يعاني الداخل السعودي من ملفات عالقة تعارض مصالحه مما يستلزم الحلول السريعة وعلى رأسها قضية الشيخ النمر.
لا أعتقد إن الوضع الداخلي في السعودية يتحمل تمرداً اجتماعياً في المناطق الشرقية يحاول البعض وسمه بالطائفين، لذا على العقلاء في السعودية أن يتعاملوا مع قضية الشيخ النمر وفقاً لرؤية منهجية وطنية خالصة، تحفظ للسعودية مصالحها الداخلية وأمنها. فالإفراج عن الشيخ النمر سيحمل تأثيرات وإسقاطات إيجابية على مجمل الوضع العام المستقر نسبياً في الداخل السعودي، وهذا بدوره سيحفظ الأمن في السعودية ويجنبها فوضى كبيرة محتملة.
وقبل الختام أريد أن أطرح على العقلاء في السعودية السؤال الأهم ماذا تستفيد السعودية من اعتقال الشيخ النمر وسجنه أو اعدامه فيما بعد؟
في النهاية تبقى الاحتمالات مفتوحة على عدة أسئلة غامضة، هل سينجح عقلاء النظام السعودي بالحفاظ على مكانة ووحدة السعودية ضمن مسار جديد يضمن للسعودية مأمناً من الفوضى؟ هل ستتدارك السعودية الأمر وتوقف حكم الإعدام الصادر بحق الشيخ النمر؟ ماذا ينتظر السعودية فيما اذا نُفّذ حكم الإعدام الجائر بحق الشيخ؟ ، تكهنات كثيرة تحف بمستقبل السعودية تقف خلف هذه القضية وتبعاتها./انتهى/.