ولد العالم الشيعي البارز آية الله نمر باقر النمر (48 عاما) في بلدة العوامية بمحافظة القطيف بشرق السعودية , ويعد من ابرز المدرسين في حوزة الامام القائم (عج) الرسالية بالعوامية , واعتقل في 8 يويلو /تموز عام 2012 بعد ان اطلقت قوات الامن السعودية النار على سيارته حيث اصيب في قدمه اليمنى ، وقامت بنقله إلى المستشفى العسكري في الظهر ان وبعد ذلك إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض ثم وضع في سجن الحائر السيء الصيت.
وصادقت محكمة الاستئناف والمحكمة العليا حكم الاعدام الذي اصدرته محكمة ابتدائية العام الماضي بتهم ملفقة , وتم ارساله الى الديوان الملكي لتاييده من قبل الملك سلمان , ولكن عاهل السعودية يدرك انه لو ارتكب خطأ استرايجيا بتأييد حكم اعدام الشيخ النمر , فانه في الحقيقة سيكون البداية لانهيار نظام حكمه الملكي المتزلزل.
ولهذا السبب امتنع محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية السعودي عن التدخل لتأييد حكم الاعدام ليبرئ نفسه من تبعات هذا الحكم , وبالتالي يخطو خطوة الى الامام في الصراع على السلطة.
ان تأييد وتنفيذ حكم الاعدام ضد هذا العالم الرباني , سيجعل النظام الملكي الموروث في السعودية والفاقد لمعايير حقوق الانسان يواجه مشاكل عديدة من بينها:
1- ان المنطقة الشرقية بالسعودية وخاصة مدينتي العوامية والقطيف ستشهد اضطرابات واحتجاجات واسعة , ولن تتمكن اساليب النظام السعودي القمعية من السيطرة عليها , وهذا الامر سيؤدي الى زعزعة حكم الملك سلمان , مما سيقوض بالتالي اركان حكم آل سعود.
2- ان الاخوة اهل السنة يعرفون طبيعة سياسة التنكيل التي يتبعها اتباع الفرقة الوهابية الضالة , وان شرارة هذا الوعي والاعتماد على وحدة الشيعة والسنة ستحطم قصور آل سعود.
3- ان الاجراءات المتهورة بعد وصول الملك سلمان الى سدة الحكم ستسرع في اضعاف آل سعود , ويوما بعد يوم تتزايد حدة الصراع على السلطة بين امراء البلاد الملكي , الى الحد الذي طالب فيه عدد من الامراء تنحي الملك سلمان عن العرش , اذ ان امراء آل سعود سيضيفون الى اسباب معارضتهم دلائل اخرى مثل الضغوط الناجمة عن الادانات الدولية والاضطرابات الداخلية.
3- ان انتشار خبر مصادقة محكمة الاستئناف قد اثار موجة من السخط والتنديد من قبل اهل السنة والشيعة على السواء , الى الحد الذي دعوا فيها العاهل السعودية الى التعقل في هذا الامر , وحذروه من مغبة تأييد حكم الاعدام , وبهذا الخصوص حذر عالم الدين المصري الشيخ ايمن ابو الخير قائلا : إنه ليس هناك بلد في العالم يحكم على شخص بالاعدام بسبب الإدلاء برأيه، مؤكداً أن الحكم على الشيخ النمر سيكون له آثار سلبية بين المسلمين، وهذا ما يسعى اليه الغرب. كما طالبت المنظمة الاسلامية لحقوق الانسان من زعماء العالم التحرك لمنع تنفيذ حكم الاعدام.
5- ان هذه الادانات لم تقتصر على العالم الاسلامي فقط اذا اصدرت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة العفو الدولية , و... بيانات حذرت فيه حكام السعودية بشكل مباشر وغير مباشر من تنفيذ حكم الاعدام بحق الشيخ النمر.
ان على آل سعود ان يدركوا انهم ليسوا اول حكام مستبدين يفكرون بقمع حركات المقاومة الشعبية في بلاد الحجاز والبحرين واليمن والعراق و... , ففي العراق قام ديكتاتور بغداد المخلوع صدام وبالتواطؤ مع زمرة المنافقين الارهابية (منظمة مجاهدي خلق) بقمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991 واعدم الآلاف من رجال الانتفاضة , وفي الوقت الحاضر لا يوجد ذكر لصدام , كما ان حال زمرة المنافقيين ليس افضل من الموت , ومن المؤكد فانه عندما اقدم صدام على اعدام آية الله الشهيد محمد باقر الصد واخته العلوية بنت الهدى , كان يتصور من خلال الدعم الذي كان يتلقاه من حلفائه العرب والغربيين انه سيستمر في الحكم لسنوات مديدة , لكن ذلك لم يحصل , واثبت ان الممارسات القمعية وخاصة ضد الايديولوجية المبنية على الدين ليس لها نتيجة سوى الهلاك.
ان اتهامات النظام السعودي الواهية للشيخ النمر مثل الاساءة الى النظام واثارة الفتنة الطائفية , لم يتمكن من اثباتها , وان السبب الوحيد لاصرار النظام الحاكم على حكم الاعدام هي الافكار الوهابية بقمع اي حركة معارضة.
ومن جهة اخرى لايبدو ان حكام السعوديين المتهورين سيقومون بتنفيذ حكم الاعدام لانه سيؤدي الى اشعال غضب الاحرار في انحاء العالم , فمنذ بداية العدوان على اليمن بهدف احتلال عدن وصنعاء في مدة قصيرة , تحولت البيانات العسكرية الى بيانات روتينية كل يوم , لكن في الاسبوع الماضي اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان العملية العسكرية في اليمن ستنتهي ليثبت بذلك ان البيانات العسكرية لم تكن سوى اوهام , ومن جهة اخرى فان ممارسات السعودية العشوائية في ارتكاب المجازر البشرية وقتل النساء والاطفال في اليمن ووقوع كارثة تدافع الحجاج في منى , وتحالفهم مع الكيان الصهيوني اثبت ان حكام السعودية لايفكرون في نتائج اعمالهم , لذا فان حماقة آل سعود في اعدام هذا العالم المجاهد احتمال وارد نظرا الى عدم امتلاكهم للحكمة.
وعلى هذا الاساس فان على جميع علماء الدين الشيعة والسنة التحرك لمنع هذه البدعة بقمع حرية الرأي والحيلولة دون تنفيذ اتباع الوهابية الضالة حكم الاعدام ضد الشيخ النمر.
كما ان من الضروري القيام بحملات على المواقع الالكترونية لايقاظ المنظمات التي تنادي بحقوق الانسان وممارسة الضغوط على أسرة آل سعود المتغطرسة./انتهى/
مهدي ذوالفقاري- كاتب ايراني