طرحت زيارة السفير السعودي عادل الجبير إلى عمان تساؤلات عديدة لدى المراقبين فاختلاف وجهة نظر البلدين حول الأزمة في سوريا والحرب في اليمن يبعد توقعات هذه الزيارة مجهولة الأهداف. فموقف عمان المغاير لسياسة السعودية وامتناعها عن المشاركة في التحالف العربي للعداوان على اليمن وعدم قطع علاقاتها الدبلوماسية بسوريا يبتعد عن الخط السياسي للسعودية فما هي اسباب هذه الزيارة المفاجئة؟
أدلى الوزير السعودي عقب محادثاته إن هذه الزيارة تمحورت حول الأحداث الأخيرة في سوريا واليمن و تقوية العلاقات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يطرح سؤالاً مهماً ما الذي أجبر الجبير على السفر ولماذا الآن؟
لايعجب الساسة السعوديين ما تقوم به عمان، فهي تارة تستضيف المحادثات النووية وتارة أخرى ترفض التورط في العدوان على اليمن إلى جانب محاولاتها منذ الأيام الأولى لهذا العدوان البحث عن الحلول السياسية لإنهاء هذه الحرب، إلا أن السعودية رفضت وبشدة كل اقتراحاتها. ويعتقد المراقبون إن الورطة السياسية التي وقعت فيها السعودية في حربها على اليمن أجبرتها اليوم على البحث عن مخرج لهذا المأزق.
كما وتشير بعض المصادر إلى الوقت الحساس لهذه الزيارة، فلم يمض أسبوع على زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى دمشق حيث أبدى فيها الطرف العماني دعمه لسورية حكومة وشعباً قبيل المحادثات السياسية التي من المقرر عقدها خلال أسبوعين في اليمن بين الأحزاب والتياارت السياسية المختلفة.
تأتي هذه الزيارة في ظروف غامضة فالخط السياسي الذي تتبعه السعودية من اعتداء على اليمن ودعم الارهاب في سوريا يبتعد عن سياسة سلطنة عمان ويتعارض معها، حيث يتسأل المراقبون إذا ما كانت هذه الزيارة تشير إلى تغييرات في سياسة السعودية، هل تنم هذه التغييرات عن فشل المشروع العدواني السعودي في اليمن، فيما يعتقد البعض ان هذه الزيارة دليل على اعتراف السعودية بهزيمتها ولجوءها للحل السياسي للازمات الإقليمية.
فمن جهة لايمكن التكهن فيما اذا كانت المحادثات السعودية-العمانية تؤدي الى تسوية القضية اليمنية المعقدة، وما إذا كانت الدبلوماسية العمانية ستنجح في رسم الحل السياسي في اليمن رغم معارضة الجهات السعودية لمنهجها الدبلوماسي ، ومن جهة اخرى يعتقد بعض المحلّلون إن السعودية أدركت حجم ورطتها في اليمن وسوريا واستشعرت بالخطر القادم مما أجبرها على إرسال وزير خارجيتها إلى عمان في محاولة منها للخروج من هذا المستنقع الخطير./انتهى/.