واشار طلال سلمان خلال كلمة القاها في المعرض الدولي 21 للصحافة ووكالات الأنباء في مصلى الامام الخميني (قده) بطهران الى تاثير الثورة الاسلامية على العالم العربي ونشوب حروب عربية-عربية عديدة بعدها موضحا: قامت الدول النفطية العربية باستقطاب الكادرات المهنية المميزة والممتازة بهدف تجنيدها في حربها على كل ما هو تقدمي وعلى كل ما هو ثوري على كل ما هو مضيء في الوطن العربي.
ونوه رئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية الى دور دعاة الحركة القومية ودعاة الثورة ودعاة تحرير فلسطين عن طريق المناضلة خلال الخمسينات والستينات مضيفا: مع انقلاب السادات وانعقاد معاهدة "كامب ديفيد" مع العدو الاسرائيلي والتحاق الاردن بهذه المعاهدة عقب مصر وثم منظمة التحرير، تم عقد معاهدة "اسلو" وانشغل لبنان بذاته وانشغل العراق بالحرب الامريكية التي دمرت العراق ثم تواطأ الجميع على سوريا وحاصروها وشغلوها بنفسها وهكذا فسح المجال امام الفضائيات التي تبث من قطر و دبي وسائر دول الخليج الفارسي وقامت صحف الخليج الفارسي والسعودية باستقطابها لكتاب واصحاب الرأي ومفكرين عن صحف عربية ولكنها نقلتها من معسكر الى معسكر انتقلوا من دعاة للحرية والتقدم والوحدة العربية بخدمة اصحاب النفط وسياساتهم المعادية للعروبة والتقدم والمعادية لفلسطين.
وتابع سلمان: هكذا هي حال الصحافة العربية حيث في مصر توجد صحف كثيرة ولا صحافة وفي العراق يمكن نجد مئة صحيفة ولا صحافة وطبعا في سوريا دم كثير ولا صحف وفي لبنان تراجع دور الصحف كثيرا وهو الان اختطفت مجموعات عديدة من الكادرات في هذا المجال ثم تحكمت الرقابات العربية لمنع اي صحيفة يشتبه بانها وطنية او عربية او تقدمية خصوصا بعد تفجر المقاومة الاسلامية العظيمة في لبنان ولعبها دور تاريخي في تحرير ارض الجنوب وصد ودحر قوات العدو الاسرائيلي وطرده من آخر حبة تراب لبنان وبطبيعة الحال صار الصحافيون الاهم في الخارج وصارت الصحف الاهم تصدر من الخارج.
واعتبر انه في غياب قضية جامعة تنحرف الصحافة عن قضاياها الاساسية موضحا: من قبل كانت قضية فلسطين هي الجامعة وكانت شعارات الثورة والتغيير واحلام الوحدة العربية كانت هي الحافز وكانت تحرك الشباب وهي التي تنشد الاحزاب وتقيم مظاهرات وهي التي تنشر الوعي وتغذي عقائد الناس وكانت تنشيء اجواءا تساعد في تربية اجيال لها علاقة حقيقية بالسياسة ولكن الان مع الاسف تتناقص اكثر فاكثر علاقة المواطن بالسياسة.
وذكر رئيس هيئة الادارة بجريدة السفير "على سبيل المثال نجد في مدينة بيروت كثير من الاحزاب وكثير من النقابات والهيئات الاجتماعية والمدنية ولكن ليس هناك حزب وطني وتقدمي بالمعنى الصحيح يكون عنده برنامج واضح ومحدد للغد" لافتا الى ان الاحزاب صارت مؤسسات طائفية والنقابات تحت سيطرة الطوائف ولبنان من حوالي ثلاثة شهور تعيش ازمة خانقة اسمها ازمة الزبالة".
ورأى ان ازمة النفايات في الحقيقة مشكلة بسيطة في كل بلد وجدوا لها حلولا من زمان لكن في لبنان لم يتم حلها حتى الآن ومازالت المسألة تهدد السلم الاهلي قائلا: فجاة صارت للزبالة هوية طائفية حيث ان المناطق السنية لا تقبل زبالة المناطق الشيعية والمناطق المارونية لا تقبل زبالة المناطق الارثوذكسية.
واردف طلال سلمان ان العدو الاول للحريات والتقدم في منطقتنا هو الانظمة النفطية التي تتحكم بمجريات حياتنا، ومتورطة حتى العنق بالحرب على سوريا واليمن ومتحكمة في الرأي العام خلال وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية ومتحكمة بدور النشر حيث توزع في عام واحد عشرة ملايين او خمسة عشر مليون مصحف بادعائها احتكار الاسلام.
واضاف ان هذه الانظمة تحارب اي ثورة وكل ثورة ولاسيما الثورة الاسلامية في ايران وتقابل اي حركة تغيير في بلد عربي وتغذي تنظيمات الاخوان المسلمين وكل العصابات المتطرفة في المشرق والمغرب معتبرا انها تحارب الشمس والفكر والرأي والحرية مؤكدا "رغم ذلك مازلنا بحجمنا المتواضع نواصل النضال من اجل التغيير".
وبخصوص سياسات وسائل الاعلام اللبنانية تجاه الحرب على اليمن قال طلال سلمان ان الصحافة اللبنانية متعددة الولايات والاتجاهات وهناك قلة من الصحافة اللبنانية يمكن باعتبارها صحف وطنية وتقدمية تريد التغيير والتقدم في الوطن العربي والعالم الاسلامي مشيرا الى ان هناك صحف اخرى محلية وشبه طائفية وهناك صحف الى حد ما مرتهنة بالنفط او بالاجنبي فليست هناك صحافة موحدة وهناك مواقف متعددة وآراء مختلفة.
وتعليقا على دور وسائل الاعلام في تعزيز الوحدة الاسلامية نظرا للازمة التي تشهدها المنطقة قال الصحفي اللبناني المخضرم: تقوية الوحدة والانسجام الاسلامي فعلا من مهمة الاحزاب والمنظمات والهيئات فيما اصحاب الصحافة منقسمون بالراي اي هناك من يقوم بهذه المهمة وهناك من يقوم بالمهمات المضادة.
وحول اعتقال الامير السعودي ورد القضاء السعودي امام الانذار السعودي وطلب السعودية باسترداده قال: لم يسلم الامير السعودي حتى اليوم وطبعا التهديد والعقوبات تؤثر لكن هناك قوى مؤثرة على الحكم في لبنان تمنع مثل هذه الفضيحة./انتهى/