وفي كلمة متلفزة له، توجه نصرالله بالشكر "لكل الأشخاص الذين ساعدوا منذ اللحظات الأولى لانفجار برج البراجنة بالضاحية الجنوبية في إدارة الموقف الميداني وفي إنقاذ ومساعدة الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات وللجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والقضائية ووسائل الإعلام وجميع العاملين فيها ولكل الدول والحكومات والأحزاب والمرجعيات السياسية والدينية في كل العالم التي أدانت هذه الجريمة والتي تعاطفت مع لبنان وشعب لبنان"، مضيفاً "لا بد من التوقف طويلا عند الأبعاد الإنسانية التي رافقت هذه الحادثة من خلال ملاحقة قصص الثبات والفداء والصبر على المصيبة وعند بطولات أمثال الشهيد عادل ترمس أو الشهيد المسعف خضر علاء الدين".
وعن تفاصيل العملية الانتحارية، أوضح نصرالله أن "بات من المحسوم مسؤولية "داعش" عن هذه العملية، حيث نفذت الجريمة شبكات تابعة لداعش والتنظيم الإرهابي أعلن عن تبنيه العملية وكذلك الموقوفين أكدوا ذلك"، مشيراً إلى أنه "من الواضح أن هناك انتحاريان والأسماء التي ذكرت في وسائل الإعلام في ذلك اليوم هي أسماء غير صحيحة على الإطلاق"، ولافتاً إلى أنه "حتى الآن تم تحديد هوية أحد الإنتحاريين بشكل كامل وهو سوري الجنسية أما الإنتحاري الآخر لم تحدد هويته لكن المؤشرات تشير إلى أنه سوري الجنسية أيضا والخبر الأهم هو القاء القبض من قبل فرع المعلومات وجهاز الأمن العام على موقوفين مرتبطين بالعملية".
وأكد نصرالله أن "العناصر الأساسية المرتبطة بجريمة برج البراجنة أصبحوا بعهدة فرع المعلومات وهذا الإنجاز لم يكشف حقيقة ما جرى فقط بل قطع الطريق على جرائم وعمليات مشابهة كان يعد لها في الأيام والأسابيع الأخرى"، موضحاً أنه "حتى اللحظة لا يوجد بين المعتقلين أي فلسطيني والمعتقلون سوريون ولبنانيون واستفادت الشبكة من شقق متعددة في بيروت ومن شقة داخل مخيم برج البراجنة وهي تمت مداهمتها من قبل قوى الأمن وبتعامل كامل من قبل الجهات المعنية في مخيم البرج".
وتطرق نصرالله إلى موضوع الخطة المستقبلية لتفادي الأعمال الإرهابية، إذ رأى أنه "يجب أن نعمل سويّاً ولا يكفي القيام بالإجراءات الإحترازية إنما يجب الذهاب إلى القواعد الأساسية وإلى الإدارة وإلى المسهلين وإلى الناقلين وإلى الخطوط اللوجستية لتفكيك هذه الشبكات الإرهابية"، معتبراً أن "ما حصل من توقيفات واعتقالات يأتي في سياق الإستراتجية التي نتحدث عنها"، ومضيفاً "هذه الموجة الجديدة من الأحزمة الناسفة يجب أن تواجه بنفس العقلية التي اتبعت بالسيارات المفخخة أي بالذهاب إلى الرؤوس وإلى أقرب مكان في هذه الإدارة التي ترسل هؤلاء لتنفيذ العمليات الإرهابية وبفضل القوى الأمنية نجت الشمال من عمل إرهابي منذ أيام".
وشدد نصرالله على ضرورة "تعطيل أهداف العدو"، معتبراً أن "من يقتل في العمليات الإرهابية هو شهيد، وفي مواجهة هذه الأهداف يجب أن نتحمل المسؤولية ولا يجوز أن نسمح بتحقيق أهداف هذا العدو، لأن في ذلك اساءة للشهداء والجرحى لكل الناس الصامدين والصابرين"، وتابع "أهم أهداف العدو إحداث فتنة في لبنان على أكثر من صعيد فعندما حصلت التفجيرات كان هناك أعداد كبيرة من الشهداء والتسريب السريع الذي حصل لاسماء مفترضة للإنتحاريين وذكروا أسماء فلسطينية وسورية وفي الدرجة الأولى كان المطلوب إحداث فتنة بين اللبنانيين والفلسطنينين ولاحقا مع المخيمات التي تعيش بين أهلنا في الجنوب أو البقاع".
واعتبر أنه "ببركة الوعي العام عند جمهور المقاومة وهذه البيئة المستهدفة والشعب اللبناني عموما تم تفويت الهدف والفتنة"، لافتاً إلى أن "المواقف المنددة والحازمة التي صدرت عن أخواننا الفلسطينيين سواء من الفصائل والقوى وكذلك أهالي المخيمات والنخب ساعدت على هذا الأمر".
ورأى نصرالله أن "التكفيريين يريدون احداث فتنة وحرب أهلية في لبنان تخدم اسرائيل وأهداف داعش وكل التكفيريين"، مشيراً إلى أن "الإنجاز اللبناني أنه تمت صيانة الداخل اللبناني من الإندفاع نحو هذه الهاوية ولكنهم مصرون ويجب أن يبقى هذا حاضرا في بالنا"، ومؤكداً أن "الأخوة الفلسطينيين في المخيمات خصوصاً في الفصائل الفاعلة معنيون على المساعدة في ضبط الأوضاع قدر الإمكان لأن الأجهزة الأمنية اللبنانية لا تدخل عادة إلى المخيمات"، وداعياً "الدولة اللبنانية لمساعدة المخيمات والفصائل على المستوى الإنساني والمعيشي وعدم الإكتفاء بالمقاربة الأمنية من أجل القضاء على أي أرضية قد تساهم في ولادة بيئة إرهابية". وأضاف " كل ما تحدثت عنه عن الأخوة الفلسطينين ينطبق أيضا على الأخوة السوريين ولا يجب التعرض للنازحين السوريين حتى ولو كان هناك سوري متورط بأي عمل إرهابي، وهؤلاء النازحون الكثير منهم يؤيدون المحور والجبهة التي ننتمي لها".
وطالب نصرالله "الأخوة النازحين مهما كان موقفهم السياسي، مع المعارضة أو مع النظام، من مصلحتكم أن لا تسمحوا لهذه الجماعات بأن تستغل حضوركم من أجل الإنطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية"، داعياً إياهم إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية عندما تتوفر لديكم أي شبهة أو معلومة، معتبراً أن "الارهاب الذي يقتل اليوم أعمى لا يفرق بين فلسطيني أو سوري أو لبناني بل يشرع أن يقتل جماعته من أجل تحقيق أهدافه".
وأوصى نصرالله "كل الأخوة والأخوات خصوصاً الموجودين على مواقع التواصل الإجتماعي بأن هناك دائما من يعمل على الدخول إلى الخط وعليهم أن يكونوا حذرين لأن هذا الأمر يؤدي إلى مشاكل وبالتالي عليهم أن يتصرفوا بمسؤولية وأن يواجهوا بمسؤولية وأن لا يسمحوا بتسلل أي أحد يريد أن يقدم خدمات إلى الإسرائيليين والتكفريين"، لافتاً إلى أن الأهداف من هذه العمليات الارهابية هو الضغط على حزب الله من أجل الإنسحاب مع المعركة مع الجماعات الإرهابية، ومشددا على أن "هذا الأمر سيكون له نتائج عسكرية ومنذ تفجير الرويس إلى اليوم الوضع هو نفسه واليوم أقول أن هذا التفجير سيكون له نتائج عكسية".
وسياسياً، أكد نصرالله أنه "يجب الإستفادة من المناخات الإيجابية التي سادت في البلاد في الأيام الأخيرة، سواء مع الجلسة التشريعية وبعد جريمة برج البراجنة، هذا التعاطف والتضامن الإنساني يجب أن نحرص على الحفاظ عليه"، مجددا دعوته بالنسبة إلى التسوية الشاملة في لبنان، لافتاً إلى أن "هذا ليس كما قال البعض أنه تعبير عن الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي أو تبديل إتفاق الطائف". وأكد أن "العالم منشغل ونحن قادرون على مواجهة مشاكلنا وإيجاد الحلول ولا ينقصنا أي شي وإذا توفرت الإرادة والجدية نستطيع أن نتغلب على هذا المناخ"./انتهى/
تاريخ النشر: ١٤ نوفمبر ٢٠١٥ - ٢٣:٣٧
اعرب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله عن ادانته واستنكاره الشديدين للهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس"، معتبراً أن "شعوب المنطقة الواقعة تحت زلزال وحشية "داعش" في أكثر من بلد عربي واسلامي هم الأكثر ادراكا لهذا المصاب الأليم" معتبراً ان التكفيريين يسعون وراء زرع الفتنة والحرب الاهلية في لبنان.