صرح الأكاديمي الايراني الباحث في علم الاجتماع وتاريخ الأديان في معهد الدراسات الإنسانية والثقافية جواد ميري في مقابلة له مع وكالة مهر للأنباء ان الحقيقة التي لا يمكن إنكارها حول بريطانيا وكل دولة تحكمها عدة أحزاب سياسية قوية ان انسجام هذه الأحزاب أو مرونتها تختلف بالمطلق وتبتعد عن المثالية التي تحملها ايدولوجياتها الأصلية فالتناقضات تملأ العملية السياسة.
وأوضح الأكاديمي جواد ميري حقيقة هذه التناقضات قائلاً: توني بلير من قيادات حزب العمال البريطاني كان يحظى بشعبية في أوساط حزبه إلا إنه بعد دخوله العملية السياسية اتبع سياسات لا تتناغم مع ايديولوجية اليسار العمالي البريطاني. فمن المعروف ان الفكر اليساري يبتعد عن المحافظين ويهاجمهم إلا إننا نرى توني بلير اليساري انطوى تحت سياسة المحافظين الجدد الامريكيين وهم من أكثر التيارات اليمينية المتطرفة ليطبق هذه السياسات بدوره على المملكة البريطانية.
وأشار جواد ميري إلى التقلبات الفكرية التي طرأت على السياسيين بشكل عام عند دخولهم المعترك السياسي، فتصبح تصرفاتهم وسلوكهم برغماتي وغير مؤدلج معتبراً ان السبب الرئيسي في ذلك هو الهوة الفاصلة بين الأفكار النظرية والتطبيق العملي الأمر الذي ينسحب على أغلب الأحزاب السياسية التي تصل إلى سدة القيادة فتستخدم الخطاب الشرعي أداة لتحدي منافسيها.
واعتبر الأكاديمي الايراني المجتمع البريطاني مجتمعاً برغماتيا لايميل إلى الايديولوجيات مشيرا الى ضرورة خروج رئيس حزب العمال البريطاني الحال جيريمي كوربين من أطر الايديولوجية إلى ساحة البرغماتية. /انتهى/.