جمع مؤتمر باريس بشأن المناخ اواخر عام 2015 أكثر من 195 دولة في العاصمة الفرنسية لمناقشة أكثر الملفات حرارة وخطورة، وهو "درجة حرارة الأرض" والتحديات البيئية وانبعاث غازات الدفيئة التي تسير بكوكب الأرض إلى حافة الهاوية.

شيرين سمارة- يعد موقع "لوبورجيه" في باريس من أفضل المواقع اللوجستية لاستقبال الوفود الرسمية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام وسهولة وصولها إلى مكان إنعقاد مؤتمر "المناخ" الحادي والعشرين ليناقش المشاركون السبل الكفيلة للحد من الانبعاثات الغازية التي تسببها النشاطات الصناعية الناجمة عن الشركات الصناعية العالمية، واستخدام الوقود الأحفوري وتآكل الغابات على مستوى العالم، وكل ما من شأنه رفع درجة حرارة الأرض.

ما قبل المؤتمر: مظاهرات ودبلوماسية

ووفقا لتقرير وكالة مهر للأنباء رغم رفع مستوى التحذيرات الأمنية في أغلب دول العالم، تخوفاً من حصول هجمات إرهابية مشابهة لتلك التي تعرضت لها بعض العواصم والمدن حول العالم، قام الناشطون بالمشاركة في مسيرات وفعاليات، احتشدوا فيها بالآلاف بل عشرات الألاف رفعوا فيها الصور واللافتات لمحاولة الضغط على ممثلين الدول المجتمعة لاتخاذ قرارات حاسمة وجريئة اتجاه النزيف الذي يتعرض له كوكب الأرض حيث شهدت أغلب العواصم والمدن العالمية مظاهرات حاشدة في كل من مدن أستراليا وبريطانيا وإيطاليا والدنمارك وكوريا الجنوبية واليابان والعديد من المدن الأخرى... اتفقت جميعا على مطلب واحد "انقذوا الأرض".

ولم تمنع الاجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات الفرنسية قيام بعض التظاهرات في شوارع باريس حيث قامت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين الذين قاموا بتشكيل سلسلة بشرية طويلة في إحدى شوارع باريس.
وفي وقت سابق كانت السلطات الفرنسية قد قامت بنشر أكثر من 6300 شرطي لتأمين أجواء المؤتمر، وكانت قد فرضت في منتصف شهر نوفمبر قانون الطوارئ ومنع التجمهر نتيجة للأعمال الدامية التي تبناها تنظيم دولة البغدادي.

وفي إشارة رمزية تم وضع مئات الأحذية في ساحة الجمهورية للدلالة على ان الكثيرين لم يستطيعوا الوصول للمشاركة في هذه التظاهرات, وبحسب وكالات الأنباء فقد كان من بينها زوج من الأحذية قدمه بابا الفاتيكان الذي دعا جميع الدول في وقت سابق للاتفاق والالتفاف حول مصلحة الأرض لأنها مصلحة للجميع.

وبحسب وكالة رويترز: قال البابا في مؤتمر صحفي ختام جولته الأفريقية في يونيو حزيران الماضي أن "المشكلات تزداد سوءاً... وأننا على شفا الانتحار"
وقال عن اجتماع باريس الذي كان يبعد عدة شهور : " أعلم أن لدى الجميع  "نوايا طيبة"  وأنا اصلي لأجلهم".

وكما شهدت شوارع العالم حراكاً شعبياً واسعاً فقد شهدت الأروقة الخاصة نشاطاً دبلوماسياً عالي المستوى.
على صعيد آخر اتفق الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع نظيره الصيني "شي جينبينينغ" خلال اتصال هاتفي تعزيز جهودهما للتوصل إلى إتفاق في مؤتمر باريس الدولي للمناخ، و ذلك بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.
وبحسب البيان نفسه, قال الرئيس الصيني: "على الصين والولايات المتحدة تعزيز التنسيق مع الأطراف كافة وبذل جهود مشتركة لضمان التوصل إلى إتفاق".
واضاف البيان أن اوباما قال إن الولايات المتحدة ترغب في  "الحفاظ"  على تنسيق مع الصين.
هذا وتعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول المسببة للإنبعاثات الغازية التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض
وقد انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية كيوتو لأن الصين لم تلتزم ببنود الإتفاق، حيث رأت الأخيرة أن من شأن ذلك أن يحد من نشاطها الصناعي وبالتالي سيؤخر نموها الاقتصادي.

وفي سياق متصل اجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون عدة اتصالات مع قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة قبل التئام المؤتمر، حيث حث جميع من قابلهم على العمل من أجل الوصول لإتفاق حقيقي يحفظ حق الأجيال القادمة في كوكب الأرض.

اتفاق مناخي واختلاف سياسي

في البداية أتاح الجميع للصمت أن يعبر عن تضامنهم بدقيقة على ضحايا الاعتداءات الارهابية والتي كان أقساها وليس آخرها اعتداءات باريس التي حصدت أكثر من 130 قتيلاً ومئات الجرحى.

من بين أكثر من 195 دولة، شارك نحو 150 رئيس دولة وحكومة في افتتاح قمة المناخ, حيث كان الصمت والخوف على مصير كوكب الأرض من يجمع كل الحاضرين.

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رأى أن هناك "صلة وثيقة"  بين المناخ وداعش، وأنه يقع على عاتق "الجميع" التعاون من أجل مكافحة هذه الظاهرتين اللتين تهدد الانسانية جميعا.
وربما يدرك هولاند أن المجتمع الدولي ككل هو سبب هذه الظاهرتين.

أما ولي العهد البريطاني فقد رأى "أننا نمشي إلى دمارنا بيدنا ونرسم خريطة هلاك الأرض من خلال تغير المناخ الذي يسببه الانسان".

وقال أوباما في معرض كلمته  وبحديث وجهه للصين بودية: " كوننا أكبر اقتصادين في العالم والأكثر إصداراً لغازات الكربون، قررنا أنه تقع على عاتقنا مسؤولية التصرف،  مشيرا إلى أن التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مرحلة يواجهان فيها تحديات عالمية متعددة هو أمر حاسم."
كما واشار العملاق الصيني وفي كلمته إلى رغبته أن يأخذ الجميع بعين الاعتبار الفروق الاقتصادية بين الدول, وأن يسمح لكل منها بتطوير حلولها الخاصة لمشكلة الاحتباس الحراري.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  فقد رأى أن الحل الأمثل للحد من التغييرات المناخية "استخدام الطاقة النظيفة" وأنه لا بد من تحقيق النمو الاقتصادي بما لا يضر البيئة.

ومن جهتها ان المستشارة الألمانية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي تمثل السعي الأوروبي ككل ليكون الاتفاق ملزم لجميع الأطراف المشاركة قالت: "إن مفاوضات باريس يجب أن تؤدي الى اتفاق على إطار عمل ملزم داخل الأمم المتحدة ومراجعات ملزمة لضمان تحقيق تقدم بهدف الحد من الاحتباس الحراري.

يذكر أن الصيغة القانونية للاتفاق في شأن تغير المناخ  مثير للجدل، إذ يتوقع أن يرفض الكونغرس الأميركي أي اتفاق  "ملزم"،  وبدوره  الاتحاد الأوروبي يضغط بشدة في سبيل أهداف إلزامية.

وقد اوضحَ الرئيس المصري عبد الفتاح السسيسي : "من غير المقبول أن ينصب التركيز على عنصر الحد من الانبعاثات الضارة، دون أن يقابله اهتمام مماثل في باقي العناصر، خاصة ما يتعلق بتعزيز قدرات الدول النامية على التكيف مع التغيرات المناخية، وتوفير التمويل والدعم الفني والتكنولوجيا الحديثة."
أما السعودية وإن اعربت في كلمتها تأييدها للاعتماد على الطاقات المتجددة والعمل على دعم مشاريع الابتكار الخاصة , إلا أنها لن تستطيع أن تخفي امتعاضها ومخاوفها من تحول العالم من استخدام الوقود الاحفوري والتحول عنه إلى الطاقة النظيفة.

وبالنسبة للحضور الايراني افادت صحيفة كيهان الايرانية ان الوفد الإيراني اقتصرت على وجود ثلاثة أشخاص فقط حيث قادت الوفد الإيراني مساعدة الرئيس الايراني رئيسة منظمة حماية البيئة معصومة ابتكار.

 وبحسب وكالة مهر للانباء فقد اجرت معصومة ابتكار محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حول مؤتمر المناخ في باريس معتبرة "انه من المتوقع الاخذ بنظر الاعتبار اوضاع الدول المتضررة للغاية جراء التغيرات المناخية، مثل ايران والاثار التي تركتها الحروب والاضطرابات في المنطقة".

واشارت ابتكار الى المباحثات المسهبة والمعقدة حول التغيرات المناخية وصياغة نص مسودة الاتفاق، معربة عن املها بان تلبي الوثيقة المذكورة الى حد كبير، مطالب الدول النامية وتصون العالم من ارتفاع الحرارة لدرجتين والذي من شانه ان يؤدي الى تداعيات وظواهر سيئة لاستمرار الحياة في الكرة الارضية.

 

الإنذار المبكر و الغابات على الهامش

وعلى هامش المؤتمر ناقش المشاركون اهمية حماية الغابات والزراعة لتحسين سبل كسب العيش للملايين وضمان الأمن الغذائي وفي اليوم الثاني للمؤتمر اعلنت منظمة الأمم المتحدة للاغذية  والزراعة (فاو)  والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) ست شركات تعاونية جديدة تهدف إلى محاربة إزالة الغابات ومنع التهديات للانشطة الزراعية من اجل حماية سبل كسب عيش ملايين المزارعين  وخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري.

ووفقا لتقديرات الامم المتحدة يعتمد نحو مليار شخص بشكل مباشر على الغابات في كسب رزقهم فيما تدمر نحو 12 مليون هكتار من الغابات سنويا ويعتقد ان فقدان الغابات يتسبب في انبعاث 11% من غازات الاحتباس الحراري وتركز المبادرات التي اعلنت في مؤتمر باريس على مجالات رئيسية و منها قطاع الماشية وهدر الطعام وسبل الانتاج المستدام  وتعزيز صمود المزارعين.

 وبحسب الموقع الالكتروني لإذاعة الامم المتحدة قد تم اطلاق مبادرة نظم الانذار المبكر في معهد علوم المحيطات في باريس كجزء من مجموعة كبيرة من حلول تغير المناخ على هامش اعمال قمة المناخ ويتم دعم المبادرة من قبل ثلاث منظمات دولية وهي: المنظمة الدولية للارصاد الجوية، مكتب الامم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والمرفق العالمي للحد من الكوارث و الانتعاش التابع للبنك الدولي.  وتهدف لجمع اكثر من 100 مليون  دولار بحلول 2020.

وجاء ذلك خلال اعمال المؤتمر، حيث ستكون الدول الجزرية الصغيرة واقل البلدان نموا ودول في افريقيا أول من سيتم دعمهم من خلال تلك المبادرة والتي تعد على خط المواجهة لاثار تغير المناخ واقل تجهيزا بأنظمة الانذار المبكر.
اعتراف وإدانة عالمية لكن ضد من؟

أكثر من 195 دولة مختلفة التوجهات والسياسات اتفقت لأول مرة على إدانة نفسها والأعتراف بأخطائها بحق كوكب الأرض. أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا، وبمطرقة صغيرة يمكن تحقيق أشياء عظيمة ذلك ما عبر عنه رئيس قمة المناخ الفرنسي "لوران فابيوس" حين أعلن اقرار الاتفاق الذي وصفه بالطموح والمتوازن.

 في وسط تصفيق حاد وفرحة عارمة امتدت لدقائق قال فابيوس: " لا اسمع اعتراضا تم تبني اتفاق باريس حول تغير المناخ وأضاف بمطرقة صغيرة يمكن تحقيق اشياء عظيمة."

أكثر من 195 دولة مختلفة التوجهات والسياسات اتفقت لأول مرة على إدانة نفسها والأعتراف بأخطائها بحق كوكب الأرض

 وأشار إلى أن الاتفاق طموح ومتوازن, ويمثل نقطة تحول "تاريخية" في الجهود الدولية لمنع تداعيات خطيرة وكارثية ومحتملة نتيجة لارتفاع درحة حرارة الأرض حيث أقرّ الاتفاق الهدفَ الذي سيطمح إليه كل المشاركين وهو احتواء ارتفاع درجة حرارة الارض بما لا يتجاوز درجتين مئويتين، ويدعو الاتفاق أيضا إلى مواصلة الجهود للحد من ارتفاعها أكثر من درجة و نصف مئوية.

 وقد وصف وزير الخارجية الامريكي رئيس وفد الولايات المتحدة جون كيري ، هذا الاتفاق بالمسار الذكي والمسؤول والمستدام حيث قال: "ان الاتفاق نصر لكل من هو على سطح الكوكب ونصر للأجيال القادمة، حددنا مسارا هنا والعالم التف حول اتفاق سيمنحنا صلاحية رسم طريق جديدة لكوكبنا مسار ذكي، مسؤول ومستدام."

وبعد الاعلان عن اقرار الاتفاق, صعد الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" الى المنصة وامسك بيد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" في حين أن العناق دام طويلا بين الأمينة التنفيذية لمعاهدة الأمم المتحدة لتغير المناخ "كريستينافيغيرس" مع كبيرة المفاوضين الفرنسية "لورانس توبيان".

مقرات المؤتمر: ابرز النقاط

وفيما يلي أهم بنود هذا الاتفاق التاريخي:

- ﺗﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺑﺤﺼﺮ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺇﺑﻘﺎﺋﻬﺎ" ﺩﻭﻥ ﺩﺭﺟﺘﻴﻦ ﻣﺌﻮﻳﺘﻴﻦ" ، ﻗﻴﺎﺳًﺎ ﺑﻌﺼﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺑـ"ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪ 1.5 ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ."

- ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻟﻼﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﺠﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ .

- ﻭﺿﻊ ﺁﻟﻴﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻠﺘﻌﻬﺪﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ، ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ 2025 ﻭﻳﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻘﺪﻣًﺎ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ .

- ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺟﻬﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 100 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ 2020 ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣن ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻟﻼﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻭﻟﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ .

- ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻭﺗﻄﺎﻟﺐ ﺩﻭﻻً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺳﻨﻐﺎﻓﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ .

- ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻓﻲ22 ﺃﺑﺮﻳﻞ 2016 ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺎﻝ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ 55 ﺑﻠﺪًﺍ ﺗﻄﻠﻖ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ %55 ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻟﻼﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ .

- ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ ﻭﻏﺎﺯﺍﺕ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻨﻮﻱ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ .

- ﺃﻋﻠﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻮﺭﺍﻥ ﻓﺎﺑﻴﻮﺱ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺴﺒﺖ 12ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻋﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﺎﺳﻢ ﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ.

- ﺗﺤﻞ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﺤﻞ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﻛﻴﻮﺗﻮ - ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2020، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﻘﺎﻃﻌﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺒﻨﻮﺩﻩ

مخاوف غير معلنة: ماذا سيفعل اصحاب النفط

ان لهذه المقررات اهمية خاصة للدول النفطية نتيجة علاقتها بالوقود الاحفوري خاصة الدول التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل فغالبية قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة  والسياحة عالميا تعتمد بصورة شبه كلية على الوقود الاحفوري لذلك فان اتخاذ اي اجراءات خاصة بتخفيف الاعتماد على الوقود الاحفوري والتحول إلى الطاقة النظيفة سيؤودي حتما إلى تضرر اقتصاديات الدول البترولية وتعتبر اتفاقية باريس تحديا كبيرا بالنسبة لهذه الدول.

رأي الباحث الاقتصادي د. محمد عبد الرؤوف ان هذا الاتفاق يمثل فرصة كبيرة للدول النفطية كدول مجلس تعاول الخليج الفارسي لدفعها الى عملية تنويع اقتصادها

 فيما رأي الباحث الاقتصادي د. محمد عبد الرؤوف في حديث قناة cnn arabic فان هذا الاتفاق يمثل فرصة كبيرة للدول النفطية كدول مجلس تعاول الخليج الفارسي لدفعها الى عملية تنويع اقتصادها ومصادر طاقتها ويعد النفط والغاز الركيزة الاساسية لاقتصادات هذه الدول ولم تتبنى معظمها سياسية لتنويع اقتصادها على غرار دول نفطية اخرى مثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي تكيفت سابقا مع حظر صادرتها النفطية واعتمدت على تنويع اقتصادها بل انها وفي حال الرفع الكامل واسترداد اموالها من الخارج ستستثمر جزء من هذه الاموال في برامج بيئية وتنموية  بما يتوافق مع مقررات مؤتمر باريس الاخير.

وفي هذا الصدد قالت معصومة ابتكار مساعدة رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية ورئيسة منظمة حماية البيئة في حديث مقتضب لمراسل قناة ال "بي بي سي" الناطقة باللغة الانجليزية في 30 نوفمبر، "في حال تم رفع العقوبات عن ايران سوف نستطيع التقليل من انبعاثات الغازات الدفينة" لافتة الى أنه بعد التوافق النووي أعربت دول اوروبية عدة عن اهتمامها في انشاء استثمارات في مجال الطاقة المتجددة ولاسيما الشمسية في ايران.

هل سيختلف المصير؟

هل سيكون باريس تاريخا جديدا؟ هل سنقول ماقبل باريس2015 وما بعد باريس 2015 ، مثل قولنا قبل الميلاد وبعد الميلاد؟ هناك اسئلة كثيرة تطرح نفسها حول ضمان نتائج المؤتمر ومدى مسؤولية الدول امام المخاطر البيئية وبعد ان كانت مؤتمرات المناخ  البيئة منبرا لتراشق التهم بين دول الشمال والجنوب حول المسؤولية عن التلوث فجاء مؤتمر باريس ليسجل اول توافق دولي مسؤول وتاريخي لانقاذ الارض وستكون الأعوام القادمة عبارة عن امتحان امام كل الدول التي اقرت اتفاقية باريس.

نظريا عالج المؤتمر موضوع الاحتباس الحراري فهل سيتحمل الجميع مسؤوليات معالجة الاحتباس السياسي؟