أكد الشيخ محسن أراكي رئيس مجمع التقريب بين المذاهب، ان الثورة الاسلامية تعني ان تنصر المستضعفين في العالم الاسلامي، وعدّه واجباً شرعياً، مشيراً الى ان الجمهورية الاسلامية ترفع لواء الدفاع عن المظلومين خاصة مظلومي فلسطين، وترى من واجبها ان تدعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة بكل ألوان الدعم.

وقال الشيخ اراكي في حديث لقناة العالم الاخبارية: ان المشكلة التي تعصف بالعالم الاسلامي مشكلة متجددة، بمعنى انها لا تقف عند حالتها التي كانت عليها سابقاً، بل ان لكل شهرين او ثلاثة أشهر نشاهد حالة مستجدة في الامة الاسلامية تقتضي القيام بدراستها لايجاد الحلول وتخليص العالم الاسلامي من هذه الازمة.

واضاف الشيخ اراكي، ان مؤتمر الوحدة الاسلامية لا يعني انه بنفسه لديه القدرة على تنفيذ هذه الحلول، وان هنالك مشاريع يمكن للمؤتمر ان يقوم بتنفيذها، فهي ليست من مهمته، غير ان المهمة الاولى الملقاة على عاتق هذا المؤتمر هي اعطاء التوصيات اللازمة، وتعبئة رأي الامة في سبيل صلاحها، وتنبيهها على ما يحيطها من مشاكل ومخاطر وتحديات، كي تصبح الامة على وعي وبصيرة لما يدبر لها، معتبراً ان هذه الخطوة يمكن ان تكون مقدمة الى الحل.

واوضح الشيخ أراكي، ان الذين يخلقون الازمات والمشاكل لهذه الامة يستفيدون من سذاجة بعض المجموعات في هذه الامة خاصة الشباب، والذين يكونون بمثابة وقود للفتنة التي نشاهدها هنا وهناك ويخضعون لوساوس الشياطين، بسبب عدم وعيهم ولافتادهم الى التوجيه الصحيح.

وشدد على انه عندما تعصف بالامة الاسلامية أزمات وتحديات، لابد من ان يجتمع مصلحوها وعلماؤها واهل الحل والعقد فيها لكي يفكروا ما يصلح هذه الامة وما يدفع عنها هذا الفساد والسوء.

واشار رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الى ان هناك شريحة كبرى من الاسلاميين والمثقفين في المملكة العربية السعودية قلوبهم مع الجمهورية الاسلامية، ولكن الظروف التي تحيط بالمملكة لا تسمح لهم بالسفر اليها، وفقاً للذين يعرفهم وعلى صلة من جمع منهم.

ورأى، ان اقامة مؤتمرات الوحدة الاسلامية تصل الى هؤلاء ويتفاعلون معها، وسوف يأتي ذلك اليوم وهو ليس ببعيد، الذي تضطر فيه الحكومات والحكام الى ان يستسلموا لارادة الشعوب وفقاً للتجربة، مشيرا الى سقوط صدام حسين وبن علي ومعمر القذافي الجبار الذي كان يصول ويجول، مستشهداً بمقولة الشهيد الصدر ان "الشعوب دائماً أقوى من الحكام، وقد يطول ألمها وصبرها ولكنها تكون هي المنتصرة في النهاية".

واعتبر الشيخ اراكي، ان العصر الحالي هو عصر تكنولوجية الاتصالات تسهل فيه خلع الاقنعة التي كان الحكام من ورائها يخدعون ويضلون ويسحقون بها ارادة الشعوب لتسخيرها لهم.

واكد، ان هناك تضليل اعلامي قوي وواسع، وان الكثير من الحكومات المتغطرسة والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الاميركية والكيان الاسرائيلي، تنفق اموالاً طائلة جداً على اعلامها وتهيمن عليه لكبت الاصوات الداعية الى الخير والاصلاح.

وتطرق الى حجب القنوات الفضائية كالعالم والمنار والميادين من على قمر عربسات، معتبراً ان هذا دليل على ان هذه القنوات لها التأثير البالغ على الرأي العام في البلدان العربية.

ودعا الشيخ اراكي، الشباب الى البحث عن اموال علماء السوء الذي يدعون الى الفرقة، حتى يصلوا الى الحقيقة ان هؤلاء العلماء جميعهم اثرياء ويملكون اموالاً ضخمة، متسائلاً: من أين جاؤوا برؤوس الاموال والصروح الكبيرة التي يعيشون فيها؟، وأجاب قائلا: ان اموالهم انما جاءت من المصادر الحرام التي مولتهم لكي يقولوا يزيفوا ويكذبوا، ويعتاشون على الكلمة الكاذبة، مشيراً الى ان حبل الكذب قصير ولا يدوم.

وقال الشيخ اراكي: نأمل ونبشر كل المخلصين والمصلحين في هذه الامة، انه سوف نشهد في السنين القادمة صحوة جديدة هي أقوى وأعمق ولن تكون محصورة في دائرة الشباب وانما سوف تكتسح طبقات المثقفين والعلماء وسوف يضطروا من لم يشأ الى ان يكون مع هذه الصحوة، اساسها رفض هذا النوع من الفكر التكفيري المتطرف الذي يدعو الى القتل وعدم سماع  الآخرين، والى الهدم والتفريق وتمزيق الشعوب والى الكراهية والبغضاء، مؤكداً ان هذه الثقافة وهذا اللون من التفكير سوف يسقط.

واوضح، ان الثورة الاسلامية تعني ان تنصر المستضعفين في العالم الاسلامي، وعدّه واجباً شرعياً، مشيراً الى ان كل علماء المسلمين يتفقون على ان الصهاينة الذين اغتصبوا ارض فلسطين هم ظلمة، معتبراً ان الظلم الذي يعاني منه اهل فلسطين أشد ظلماً من كل ظلم آخر، وان من يقف في وجه هذا الظلم يجب دعمه حتى لو لم يكن مسلماً.

ونوه الى ان الجمهورية الاسلامية ترفع لواء الدفاع عن المظلومين خاصة مظلومي فلسطين، وترى من واجبها ان تدعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة بكل ألوان الدعم.

كما شدد على ان وقوف الجمهورية الاسلامية مع الدولة السورية، ليس وقوفاً الى جانب نظام معين او شخص معين، بل الى جانب خندق يحفظ الامة الاسلامية من ظلم الصهاينة./انتهى/