كتب الاعلامي الاردني هشام الهبيشان مقالا تطرف فيه الى معركة "تحرير درعا" معتبرا انه لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير أرض سورية من بعض المجاميع المسلحة التي تنتشر اليوم على مساحات واسعة في محافظتي درعا والقنيطرة مع العلم أن هناك مساعي جدية لانجاز مصالحات وطنية كبرى ببعض بلدات محافظة درعا.

وجاء في المقال ان اليوم ومع انطلاق المعركة التحريرية الكبرى والمتوقعة ان تكون على مراحل ولن تتوقف عند الشيخ مسكين أو نوى وغيرها ، بدأت تأثيرات هذه المعركة تظهر على أرض الواقع خارج حدود سورية ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بالحرب على سورية، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات  "شركاء الحرب على سورية "وذلك باهتمام ملحوظ منهم بمجريات معركة درعا.

واضاف : في سورية اليوم يساوي تحرير بعض البلدات بمحافظة درعا للدولة السورية مكسباً كبيراً وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سورية، ومن خلال ورقة  درعا ستفرض الدولة السورية شروطها على الجميع، وعندها لا يمكن أن تحصل أي تسوية إلا بموافقة النظام، ووفق ما يراه من مصلحة لسورية الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى، والسؤال هنا هل ستعطي هذه الدول الراعية لهذه المجاميع المسلحة على ارض سورية ورقة درعا للدولة السورية هكذا من دون أي حراك؟.

وتابع ان محور العدوان على سورية يجري  اليوم استعدادات بالخفاء والعلن للتدخل بأي وقت بمجريات المعركة.. وعلى الأغلب سيكون التدخل من خلال تفعيل غرف عمليات جديدة  ودعم المجاميع المسلحة بالسلاح النوعي والمقاتلين ، مرجحاً أن تتدخل "إسرائيل" بشكل مباشر بمعركة  "درعا " بحال اقتراب الجيش السوري وحلفائه من تحرير تلال استراتيجية كتلال "المال والحارة وغيرها "وبغطاء أميركي ومن بعض قوى الإقليم المنغمسة بالحرب على الدولة السورية والتي لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمها في الآونة الأخيرة بسورية،  معتبراً ان سقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى وهذا ما لا تريده هذه القوى اليوم ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى.

وتطرق الكاتب الى  موقف الأردن قائلا: فهو الآن كما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات يقرأ بعناية تفاصيل  وتداعيات ونتائج معركة درعا التي تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي ،  ورأى ان تحرير درعا على أيدي الجيش السوري ومقاتلي حزب الله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع في عموم المنطقة الجنوبية وعلى الحدود السورية – الأردنية ، وفقا لما تقول التقارير والتحليلات الواردة من دوائر صنع القرار بالأردن، مضيفا ان "هذا ما لا تريده  الأردن على أقل تقدير في الوقت الراهن".

ودعا الجميع في ختام المقال الى ادراك أن معركة  درعا بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بالحرب على الدولة السورية وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف./انتهى/